حكاية موال ظهر في مسلسل "الاختيار".. غناه الريس حفني وتأثر به عبدالناصر

05:46 ص | السبت 25 أبريل 2020

"أنا اللي دمعي بل إيدي من الدنيا اللي شاغلة بالي دي.. أنا وحشاني بلدي.. أنا اللي الغربة طالت علي".. كلمات موال شعبي، ظهرت خلال الحلقة الأولى من مسلسل "الاختيار"، على لسان العسكري سعد الذي يؤدي دوره الممثل محمود حافظ، وهي الأغنية التي سمعها أحمد منسي خلال أحداث الحلقة.

الموال للريس حفني أحمد حسن، المولود في بني مر بمحافظة أسيوط عام 1920، وتلقى تعليما محدودا ثم انضم إلى مغني الربابة في أسيوط، حتى رحل إلى البلينا في سوهاج وهناك تلقى فنون الموال حيث كانت البلينا في زمن الأربعينيات تتميز بانتشار المواويل الصعيدية، لكن كان ما يعانيه هو أنه لا يفهم شيئا من المقامات الموسيقية، وهو ما ساعده فيه القارئ عبده عبدالراضي.

بدأ الريس حفني طريق شهرته عن طريق سرادق الثقافة الجماهيرية الذي كان يقام كل عام في حديقة الخالدين بالدراسة، وهو الذي أهله إلى السفر حيث إذاعة الإسكندرية المحلية وهناك بدأ مشواره الغنائي.

تزوج للمرة الثانية من المغنية السكندرية روح الفؤاد صاحبة أغنية "سوق بينا يا أسطى على الكورنيش"، لكنه تفوق عليها شعبيا حين تعمق في المواويل الصعيدية وتبسيط لهجتها حتى استمع لها كل أصحاب اللهجات.

الريس حفني صاحب شفيقة ومتولي ومظلوم يعود من جديد في الاختيار

سر عبقرية الريس حفني ليس في صوته القوي مثل محمد طه أو الانفعالات الارتجالية الطريفة مثل الريس متقال، إنما سر الريس حفني كان في كيفية صياغة الكلمات ثم غنائها بصوت فيه إحساس، بالإضافة إلى طريقته التي تفرد بها في ارتجال التراكيب اللغوية بموهبة فطرية وذكاء وإلمام قوي بمفردات اللغة، ومن أشهر ما كتب سيرة "شفيقة ومتولي".

و وصلت شهرة الريس حفني حتى القصر الرئاسي، حيث غنى لجمال عبدالناصر موال كامل بعنوان "بيحكي التاريخ عنه"، ويقول في مطلعه: "من أصدقاء جمال.. ياما جانا سلاح وجا مال.. كله حلاوة وجمال.. عمره ما اعتدى بالشر.. دائما بالخير يبشر.. يخاف على كل البشر.. وفي سنين بسيطة قَدَّمْنَا.. وعالكنال ثبت قدمنا.. ورسملنا السكة قدامنا".

وصول الريس حفني إلى الرئيس عبدالناصر لم يكن بسبب أن كليهما من بني مر فقط، بل لإعجاب عبدالناصر بموال "طالت الغربة"، الذي ظهر في أولى حلقات مسلسل "الاختيار"، حيث رأى عبدالناصر أن هذا الموال هو أصدق تعبير عن غربته في فلسطين، ونصح الريس حفني بأن يسجل كافة أغانيه في إسطوانات.

وله أغنية شهيرة، كتبها بعد أن ابتعد عن الصورة في عصر السادات، وأعاد محمد محيى غناءها منذ عدة سنوات يقول فيها:" أنا مظلوم.. أنا مظلوم عاتبني ويمكن.. أنا مظلوم.. حلو ياللي عجبك بعدنا سايبنا ولايف على أعادينا.. تعالى نعاتب بعضينا.. عاتبني ف يمكن.. أنا مظلوم".