34 عاما على انفجار تشيرنوبل.. أسوأ كارثة للتسرب الإشعاعي في التاريخ

كتب: إلهام زيدان

34 عاما على انفجار تشيرنوبل.. أسوأ كارثة للتسرب الإشعاعي في التاريخ

34 عاما على انفجار تشيرنوبل.. أسوأ كارثة للتسرب الإشعاعي في التاريخ

في مثل هذا اليوم 26 أبريل من عام 1986، وقعت كارثة تشيرنوبل، وهي حادثة نووية إشعاعية، وقت في المفاعل رقم 4 من مفاعل تشيرنوبيل، في أوكرانيا السوفيتية، وتصنف الحادثة عالمياً كأسوأ كارثة للتسرب الإشعاعي والتلوث البيئي شهدتها البشرية حتى الآن.

كان عمال المفاعل رقم 4 يجرون اختبارات عن أثر انقطاع الكهرباء على المفاعل، حدث خطأ في التشغيل أدى إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم، فشلت محاولات المهندسين في السيطرة على الوضع الحرج، فانفجر قلب المفاعل، أعقبهما اشتعال النيران بكثافة في هذا المفاعل، وحملت الحرارة والدخان الناتجان من النيران المشتعلة المواد المشعة إلى السماء لمسافة كيلومتر واحد بالمنطقة، وخلفت الانفجارات والحرائق سحابة قاتلة من الإشعاعات النووية انتشرت في أوكرانيا وجارتيها روسيا البيضاء وروسيا.

عمال الإطفاء والأطباء لم يدركوا حجم الخطر في البداية، مكافحة الحرائق استمرت 10 أيام، والحل كان رمي كميات هائلة من الرمال على المفاعل بواسطة المروحيات، لوقف النيران وخفض مستوى الإشعاع، في تلك الأثناء تواصلت الحياة كالمعتاد في المدن المجاورة، وسط تكتم من قبل السلطات السوفييت، بينما كانت الريح تحمل سحابة من الإشعاعات النووية التي تفوق ما أحدثته هيروشيما ونجازاكي بـ100 ضعف، لتنتقل إلى الدول الأوربية، والسلطات الروسية لم تبدأ إجلاء العمال وسكان المناطق المجاورة إلا بعد حوالى 36 ساعة من الانفجار.

وسائل الإعلام الروسية الرسمية اكتفت بوصف الحادث بـ"المؤسف"، وأنه لا يدعو للقلق، إلى أن لاحظت السويد مستويات عالية من الإشعاع وطلبت تفسيرا لذلك، بعدها اعترف الكريملين بالحادث دون تحديد حجم التسريب، أدرك العالم أنه يشهد حدثا تاريخيا 30% من 190 طنا من اليورانيوم، الذى تحمله تشيرنوبل أصبح موجودا في الجو، التعرض لإشعاع نووي أمر خطير جدا يرجح أن يتسبب في تشوهات ويؤدى لأمراض سرطانية.

الحصيلة الكاملة للوفيات ما تزال غامضة، وتضارت أرقام الضحايا، فبينما أشارت أرقام الأمم المتحدة إلى أكثر من 9 آلاف شخص بين ضحايا الانفجار ومتضرري الإشعاع، قالت أوكرانيا إنهم أكثر من 120 ألفا، وحسب وثائق الاتحاد السوفيتي فالرقم هو 31 شخصا فقط، هم من ماتوا نتيجة الانفجار الأولي.

وأشارت إحصائية رسمية لوزارة الصحة الأوكرانية إلى أن 2.3 مليون من سكان البلاد ما زالوا يعانون حتى الآن بأشكال متفاوتة من الكارثة.

كما تسببت حادثة مفاعل تشرنوبل في تلوث 1.4 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في أوكرانيا وروسيا البيضاء بالإشعاعات الملوثة. وخلفت كارثة تشيرنوبيل العديد من الآثار الصحية والبيئية التي تركت أثراً واضحاً على المنطقة المحيطة بالمفاعل.

القيادة السوفيتية ألقت باللوم على الخطأ البشري وحده، لكن في النهاية اعترفت بوجود عيب خطير في تصميم المفاعل، القضاء أدان 6 من الفنيين وصناع القرار بالمحطة، والعقوبات وصلت إلى 10 سنوات من الأشغال الشاقة، الحادثة كان لها تداعيات سياسية واقتصادية أيضا، شكلت ضربة موجعة لكبرياء الاتحاد السوفيتي، حتى أن رئيس الاتحاد ميخائيل جورباتشوف قال في إحدى المرات إن الانهيار النووي لتشيرنوبل ربما كان السبب الحقيقي لانهيار الاتحاد السوفيتي.


مواضيع متعلقة