م الآخر| من سيحكم مصر.. موسى أم فرعون
مصر عانت كثيرًا في ظل عدم وجود حاكم يصلح لتولي أمورها، والجلوس على كرسي عرشها، فهل سياتي من يحقق للملايين أحلامهم وطموحاتهم، ويخرجها من عنق الزجاجة، والنفق المظلم؟ مصر باتت فترة من الزمن تستغيث ولاحياة لمن تنادي، إن الشعب المصري على مشارف اختيار رئيس، فهل ستكون معه عصا سحرية أو مال قارون؟.
يبقى السؤال من يحكم مصر.. موسى أم فرعون؟ الكل لن يجمع على مرشح بعينه، ولكن نحن أمام حقيقة الكل يغفل عنها أن الجيل الرابع من الحروب، وهي الفوضى الخلاقة هي التي فتتت قوتنا، وجعلتنا كلنا مختلفين في كل شئ، يخرج علينا الصفوة والمثقفين، والسياسين يخربون عقولنا بسموم فكرهم؛ لأنهم يروا من وجهة نظرهم أن الشخص الذي يحكم البلد لابد أن يكون من اختيارهم، وأن من يريد أن يخدم البلد لابد أن يجلس على العرش.
لماذا لايخدم، ويصلح وهو بعيد عن سدة الحكم.. المطلب الحقيقي المطلوب من الحاكم الآن أن يقضي على المحسوبية، والرشوة، والتطهير في كل قطاعات ومؤسسات الدولة كي يصل لكل مواطن حقه في بلده، هل ما يحدث الآن يجعل مصر تسير في طريق الديمقراطية؟ أم تسير في نفق مظلم، ولن ينجح أحد في حل الأزمات؟، المطالب كثيرة والمحتاجين الذين ينتظرون من الحاكم أن يخرج علينا مرشح بعينه، شخص يحب البلد دون وساطة، دون متحدث، ويخرج بنفسه وينطق الحقيقه أننا أمام سنوات عجاف، ومن الممكن أن تأتي بعدها سنوات تزدهر فيها البلاد.
المصريون يحلمون بمن يقضي على البلطجة، والسرقة، والمخدارت، والعشوائية المميتة، ألا توجد قوة في البلد تقضي على هؤلاء الذين يسعون في الأرض فسادًا، ألا يستدعي الأمر أن يضعوا كل هذا في مقدمة اهتمامات أي مرشح؛ للقضاء على هذا الوباء الذي انتشر في البلد بعيدًا عن الشعارات (عيش حرية عدالة اجتماعية)؛ لأن الشعارات هذه موجودة بالأساس، والتي قامت من أجلها الثورات، ونحن نعلم جيدًا أن الشعب المصري لو اتفقوا على رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، ولو كرهوه ماتركوه إلا وقطعوا رأسه؛ فهل سيحكمنا من يستطيع أن ينتشل مصر من كبوتها أم يحكمنا فرعون جديد امتدادا لفراعنة مصر الذين حكموها عبر الأجيال.