بائعو الفسيخ: "مفيش شم نسيم السنة دي.. كورونا ضرب الموسم"

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

بائعو الفسيخ: "مفيش شم نسيم السنة دي.. كورونا ضرب الموسم"

بائعو الفسيخ: "مفيش شم نسيم السنة دي.. كورونا ضرب الموسم"

أبدى العديد من أصحاب محلات الفسيخ الأسماك المملحة، شكواهم، من ضعف الإقبال على الشراء هذا العام بالرغم من انخفاض الأسعار بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، وأرجع البعض منهم السبب إلى انتشار فيروس كورونا المستجد، إلى جانب دخول شهر رمضان والمتزامن مع أعياد الربيع وشم النسيم.

والتقت "الوطن" بعدد من أصحاب محلات الفسيخ الذين أبدوا حزنهم من تدني حركة البيع هذا الموسم رغم انخفاض الأسعار.

يقول سيد عبدالحميد أبوطاحون، أحد أقدم بائعي الفسيخ في مدينة دسوق بمحافظة كفرالشيخ، إن الإقبال هذا العام ضعيف جدا بالمقارنة بالأعوام السابقة، مشيرا إلى أن قدوم شهر رمضان الكريم أحد أهم أسباب تراجع المبيعات: "دخلة رمضان لها رونقها الخاص لأن المصريين بيحبوا يستعدوا للشهر الكريم ولهم طقوس خاصة والتمر وقمر الدين أهم عندهم من الملوحة والفسيخ".

يؤكد "أبوطاحون" أن فيروس كورونا، أثر هو الآخر بشكل كبير على المبيعات، وذلك لأن الزبائن اعتادت أن تتناول الفسيخ في المساء، ولكن في تلك الأيام يضطر إلى غلق سلسلة المحلات التابعة له تطبيقا لقرار إغلاق المحال التجارية في الخامسة مساء.

ويضيف"أبو طاحون" قائلا: "معانا رخصة من سنة 1934 من أيام الملكية، يعني من قبل الإذاعة المصرية حتى وقتها كانت مأمورية كفرالشيخ تابعة للغربية ده غير الشهادة الصحية، اللي بنصح كل الناس إنها متكلش من عند حد ملوش شهادة صحية".

وعن الأسعار هذا العام يقول البائع الذي ورث تلك المهنة عن أجداده أنها تترواح مابين 100 إلى 120 بحسب حجم السمكة وجودتها: "الأسعار كانت السنة اللي فاتت كانت أعلى من السنة دي"،

ويشرح"الفسخاني" طريقة عمل الفسيخ الصحيحة ويقول: "السمك لما بيجي طازة من الأرض بتاعته فلازم بيتغسل كويس خصوصا الخياشيم وبعد كده يتحبش ويتحط في صناديق ويتشال في المخزن لحد ميعاد التمليح وبعد كده يتحط في براميل خشبية بعيد عن الشمس والهوا والطير وتكون مقفول كويس".

يمسك بطرف الحديث، محمد السيسي، صاحب سلسلة محلات فسيخ بمدينة دسوق بكفرالشيخ، فيقول إن هذا العام يعد هو الأسوأ حيث لم يعد هناك اهتمام بأكل الفسيخ، مشيرا إلى أن الكثيرون الآن أصبحوا يفضلون تمليح الفسيخ في المنازل، الأمر الذي انعكس على عملية البيع والشراء: "بتمنى تحصل مفاجأة في بداية الأسبوع والناس تشتري تاني بكميات، علشان أعوض خسارتي وأقبض العمال".

ويؤكد "الفسخاني"، أن السمك لابد من معاملته بشكل جيد حتى لا يتحول إلى سم يقتل المواطنين، مشيرا إلى أن ما يحدث من حالات تسمم تكون ناتجة عن شراء الأسماك من مصادر مجهولة إلى جانب استغلال التجار الذين يقومون بشراء الأسماك الشارقة "يقصد الميتة"، في المياه وبيعها للمستهلك: "الناس دي بوظت سمعتنا، وخوفت الناس من الفسيخ"، مؤكدا على أن الأسعار هذا العام في متناول الجميع وتبدأ من 80 جنيها للكيلو حتى 120 جنيها.

ويقول موسى خالد، صاحب محل فسيخ بمنطقة شبرا، إن أزمة فيروس كورونا أخافت المواطنين بشكل كبير، ما أدى بدوره إلى انعدام الإقبال على الشراء، مشيرا إلى أنه لازال يرتب لهذا اليوم من خلال فرش صالة الطعام الخاصة به والمجهزة لاستقبال الزبائن، إلى جانب إخراج الأسماك شديدة الملوحة والتي لا يرغب في تناولها الكثيرون والعمل بكامل طاقته: "كورونا وقف حالنا وخرب بيوتنا".


مواضيع متعلقة