أيهما أولى في زمن الأوبئة الذهاب إلى العمرة أم مساعدة المحتاجين؟

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

أيهما أولى في زمن الأوبئة الذهاب إلى العمرة أم مساعدة المحتاجين؟

أيهما أولى في زمن الأوبئة الذهاب إلى العمرة أم مساعدة المحتاجين؟

واصل الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوي بدار الإفتاء، سلسلة فتاوى النوازل حيث أجاب عاشور على سؤال أيهما أولى في زمن الكوارث والأوبئة والأزمات، الذهاب إلى العمرة أم مساعدة المحتاجين؟.

وقال عاشور، في بيان له إن العمرة سنة وليست واجبة على مذهب الجمهور، وأن الطاعة التي يتعدى نفعها للآخرين أولى من العبادة النافلة التي يقتصر نفعها على فاعلها فقط.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لإن أمشي مع أخ لي في حاجة، أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد -يعني مسجد المدينة- شهرا ".

وقال: "ما أمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به".

وهذا ما فهمه السلف الصالح من مقاصد الشريعة، فقد روى الإمام ابن كثير أنه: "خرج عبدالله بن المبارك رضي الله عنه إلى الحج، فاجتاز ببعض البلاد، فمات طائر معهم، فأمر بإلقائه في قمامة البلدة، وسار أصحابه أمامه، وتخلف هو وراءهم، فلما مر بالقمامة إذا بجارية قد خرجت من دار قريبة، وأخذت ذلك الطائر الميت، ثم أسرعت به إلى الدار، فجاء ابن المبارك، وسألها عن أمرها وعن أخذها الطائر الميت، فاستحيت أولا، ثم قالت: أنا وأمي هنا، وليس لنا شيء إلا هذا الإزار، وليس لنا قوت إلا ما يلقى على هذه القمامة، وكان لنا والد ذو مال عظيم، أخذ ماله، وقتل لسبب أو بآخر، ولم يبق عندنا شيء نتبلغ به، أو نقتات منه".

وتابع: "سمع ذلك ابن المبارك فدمعت عيناه، وأمر برد الأحمال والمؤونة، وقال لوكيله كم معك من النفقة؟ أجاب ألف دينار، فقال له أبق لنا عشرين دينارا تكفينا لإيابنا، وأعط الباقي إلى هذه المرأة المصابة، فو الله لقد أفجعتني بمصيبتها، وقال إن هذا أفضل عند الله من حجنا هذا العام، ثم قفل راجعا، ولم يحج".

أوضح عاشور أن مساعدة المحتاجين أولى من أداء العمرة، إذ (المواساة مقدمة على المناجاة) ، وخير الطاعات ما كان فيه نفع للناس وقت الأزمات، وهي من أعظم القربات.


مواضيع متعلقة