اعتذار وتكريم وتحقيق.. الدولة تنتفض لرد اعتبار طبيبة الدقهلية

04:09 ص | الاثنين 13 أبريل 2020

لم تنتظر الدولة كثيرًا من أجل رد اعتبار طبيبة الدقهلية، التي حاول أهالي قرية شبرا البهو منع دفنها بمقابر القرية، بسبب وفاتها تأثرًا بإصابتها بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، حيث انتفضت بمختلف مؤسساتها من مجلس الوزراء والداخلية والنيابة العامة والأزهر الشريف ومحافظة الدقهلية، وتم اتخاذ قرارات وإجراءات لحفظ حق الطبيبة المتوفاة وأسرتها.

وزارة الداخلية لم تتأخر، حيث تم فض تجمهر أهالي القرية ودفن الطبيبة بالمقابر، والقبض على عدد منهم الذين دعوا لعدم دفنها، والذين تم إحالتهم إلى النيابة ليتولى النائب العام التحقيق معهم.

محافظة الدقهلية، وبعد ساعات قليلة من الواقعة، قررت إطلاق اسم الطبيبة الراحلة، سونيا عبدالعظيم، على المدرسة الابتدائية بالقرية، وهو القرار الذي تم تنفيذه خلال 24 ساعة فقط من إصداره، وتم وضع اسم الطبيبة الراحلة على المدرسة.

إطلاق اسم الطبيبة على مدرسة في شبرا البهو ووحدة بالقصر الفرنساوي

قرار حاسم آخر، اتخذته وزارة الأوقاف، التي أمرت بإنهاء خدمة عامل فتح المسجد الكبير بالقرية، لقيامه بتمكين والده من ميكروفون المسجد ودعوة أهالي القرية للخروج للاحتجاج على دفن الدكتورة سونيا عبدالعظيم بمقابر القرية، ما أدى إلى إثارة الفوضى العامة.

تكريمٌ آخر لاسم الراحلة قدمته جامعة القاهرة، حيث قرر الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إطلاق اسم الطبيبة سونيا عبدالعظيم عارف، على إحدى وحدات مستشفى قصر العيني الفرنساوي، مؤكدًا أن إطلاق اسمها على الوحدة "نوع من رد الاعتبار للشهيدة وللكادر الطبي بشكل عام".

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، علق بدوره على الواقعة من خلال رسالة متلفزة، قائلا: "مشهد بعيد كل البعد عن الأخلاق والإنسانية والدين، فمن الخطورة بمكان، أن تضيع الإنسانية وتطغى الأنانية، فيجوع المرء وجاره شبعان، ويموت ولا يجد من يدفنه"، مؤكدًا أن ما حدث انتهاك صريح وغير آدمي لحرمات الموتى التي تعارف عليها كل الناس شرقا وغربا، مؤمنين وغير مؤمنين.

من جانبه، أجرى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اتصالا تليفونيا مع الدكتور محمد هنداوى، زوج الراحلة الكريمة الطبيبة سونيا عارف، قدم خلاله واجب العزاء في فقيدة الوطن.

وقال مدبولي في اتصاله: "أكلمك كمواطن مصري، قبل أن أكون رئيسا للوزراء، لأقدم خالص العزاء، وأعتذر لكم بالنيابة عن جموع المصريين، عما صدر من تصرفات مشينة من بعض أهالي قرية شبرا البهو، ومن أخطأ سيحاسب بالقانون، وهؤلاء لا يعبرون سوى عن أنفسهم، بينما جموع المصريين يقدرون جهود الأطقم الطبية، وتضحياتهم، ولن نسمح لأحد بأن يهين أو يتعدى على أى فرد بها".