شقيق طبيبة الدقهلية يروي لـ"الوطن" كواليس رفض "شبرا البهو" دفنها: طلعوا إخوان

06:47 م | الأحد 12 أبريل 2020

لم يكن يدري الدكتور الصيدلي عارف عبدالعظيم أنه سيعايش موقفا أشد حزنا من وفاة شقيقته الكبرى متأثرة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، الذي جعله غير قادر على النوم، ليذهب إلى المقابر التي تملكها في السابعة من صباح أمس، لتهيئتها وانتظار جثمانها ليواري الثرى بها، لكنه تفاجأ برفض عدد من أهالي قرية "شبرا البهو" دفن الطبيبة سونيا عبدالعظيم.

في واقعة مثيرة للجدل احتشد عدد من أهالي القرية أمس، مرددين عبارات التنمر هتافات" الكورونا لا"، و"الطبيبة لا"، و"إيد واحدة"، لرفضهم دفن الطبيبة وتجمهروا أمام سيارة الإسعاف لمنع دخولها المقابر، خوفا من انتقال الفيروس لهم، قبل أن تنتقل أجهزة الأمن لتهدئة الأهالي، وألقت القبض على 20 شخصا من مثيري الشغب، لاتخاذ الإجراءات القانونية معهم، بينما تمكنت من دفنها في نهاية المطاف.

واقعة التنمر ضد الطبيبة، أثارت حزنا وغضبا شديدا بين أفراد أسرة الطبيبة سونيا، حيث استمرت من الساعة السابعة والنصف حتى الحادية عشرة ظهر أمس، فيروي الدكتور عارف عبدالعظيم شقيقها لـ"الوطن": "روحت أنا وابنها أحمد الصبح المقابر بتاعتها اللي هي شرياها من 2004 في قرية أهل زوجها وأسرة والدتي، ورشينا البخور وشيلنا الرمل، وبعد شوية لقينا ناس غريبة جاية ومش راضيين يدخلوا العربية وبيهتفوا ضدنا، ونسأل مين دول محدش عارفهم ولا راضيين يسمعوا كلام حد حتى العمدة".

لم تكن الدكتورة سونيا مقيمة بالقرية، وإنما بالمنصورة، ولكنها اقتنت تلك المقابر فيها كونها مسقط رأس زوجها، لذلك كانوا يترددون عليها كثيرا ويحرصون على تنفيذ العديد من الأعمال الخيرية بها، وفقا لشقيقها، موضحا أنها أصيبت بالفيروس قبل شهر وتم نقلها لمستشفى العزل بالإسكندرية، ثم تمت إجراء فحوصات لأبنائها الذين ثبت إصابتهم بالفيروس أيضا، ولكن بسبب كونها تعاني من أمراض مزمنة كالسكري والضغط تدهورت حالتها لاحقا وأصبحت تعاني من أضرار بالكلى لحين وفاتها الجمعة الماضية.

شقيق الدكتورة سونيا: اتفاجئنا بالناس دي ومحدش يعرفهم ولا رضيوا يسمعوا كلام حد

ونفى عارف عبدالعظيم، مالك إحدى الصيدليات الشهيرة بالمنصورة، ما تردد عن عودة الدكتورة سونيا من اسكتلندا وحملها لذلك الفيروس، حيث إنها أصيبت به نتيجة مخالطة مريض، موضحا أنه علم اليوم بأن المتهمين المقبوض عليهم بتهمة إثارة الشغب أمس بالقرية، ينتمون إلى جماعة الإخوان حيث حاولوا تنفيذ ذلك للإساءة إلى البلاد، لذلك حرص العديد من أهالي القرية وعلى رأسهم العمدة تقديم الاعتذار لأسرة الطبيبة سونيا عما بدر بالأمس ورفض ما حدث، وهو ما انعكس إيجابيا عليهم.

كما تواصل أيضا معهم اليوم محافظ الدقهلية اللواء فاضل عمار، والبرلماني فوزي فاتح، للاطمئنان على صحة والدة الطبيبة، وإبلاغهم بإطلاق اسمها على إحدى مدارس القرية، ومبنى بجامعة القاهرة، وهو ما اعتبره شقيقها: "أعلى تقدير وإكرام لها وهون علينا ما حدث".