فيديو.. زحام في مكتب بريد بهتيم.. والأهالي: مش مهم كورونا المهم نقبض

كتب: لمياء محمود

فيديو.. زحام في مكتب بريد بهتيم.. والأهالي: مش مهم كورونا المهم نقبض

فيديو.. زحام في مكتب بريد بهتيم.. والأهالي: مش مهم كورونا المهم نقبض

زحام شديد للغاية، مواطنون بسطاء يفترشون الأرض ويجلسون على السلالم، لا توجد مسافات بين الأشخاص وبعضهم، بل أصبح المواطنون كتلة بشرية واحدة، ولا وجود للتباعد الاجتماعي أو حتى التعقيم والتطهير أو ارتداء للكمامات، مشهد مؤسف لتجمع المواطنين أثناء صرف المعاش أمام وداخل مكتب بريد بهتيم التابع لمحافظة القليوبية اليوم.

صرف المعاشات أصبح دافعا للمواطنين كي يتناسوا فيروس كورونا وخطورته، بالرغم من إغلاق شارعين ببهتيم بعد العثور على عدد من الحالات خلال اليومين الماضين، ما يشكل خطرا بانتشار عدوى الفيروس التاجي بين السكان وارتفاع عدد الإصابات.

"الوطن" رصدت الزحام الشديد داخل وأمام مكتب بريد بهتيم بالشارع الجديد، ومعاناة المواطنين من أجل صرف معاشاتهم، وانتظارهم منذ الساعة التاسعة صباحا، ومن بينهم كبار في السن ينتظرون التدخل لإنهاء معاناتهم الشهرية.

"بقالي 7 سنين بقبض من مكتب البريد، وكل مرة زحمة وبستنى بالساعات لغاية ما أقبض، دايما مفيش فلوس، والكراسي مكسرة".. بتلك الكلمات تحدث السيد زيدان محمود القطب، البالغ من العمر 53 عاما، عن ما يلاقيه أثناء رحلة صرف المعاش كل شهر.

لا توجد مسافات بين الأشخاص، وهناك شباك واحد عليه موظف واحد فقط يصرف المعاشات للمئات من المواطنين سيدات ورجال دون مراعاة لأن أغلب المواطنين من كبار السن، وهم الأكثر عرضة لالتقاط عدوى فيروس كورونا: "جيت أقبض الأربعاء اللي فات، وبسبب الزحمة والتدافع رجلي اتكسرت، وبضطر آجي البوسطة بجبيرة وعكاز علشان أقبض".

ووصف عبدالفتاح محمد، 69 عاما، معاناته مع استلام معاشه من مكتب البريد بـ"المهزلة"، حيث إنه يضطر للجلوس بالساعات وسط التزاحم الشديد ولا مجال للتهوية حتى أن إغماءات المواطنين أصبحت متكررة: "المكان مفيهوش شبابيك ومفيش تكييفات، والمرواح عند الموظفين بس، ومحدش فيهم سائل عننا، وأنا كل اللي نفسي فيه إني أقبض معاشي من غير ما اتبهدل وأقعد في الزحمة وفي الآخر يا أقبض يا لأ بسبب ان في ناس كتير جدا بتقبض فالفلوس بتخلص".

"أنا باجي شهريا مع والدتي أقبضلها من بوسطة بهتيم علشان مبتقدرش تقف، ومفيش كرسي تقدر تقعد عليه لأن أغلبيتها مكسرة والمكان ضيق جدا"، عبرت الشابة العشرينية رنا إبراهيم، التي ترافق والدتها صاحبة الـ72 عاما، أملا في استلام المعاش شهريا، عن ضيقها واستيائها مما يحدث، مؤكدة أن والدتها مريضة قلب، والزحام الشديد يشكل خطرا بالغا عليها ويجعلها أكثر عرضة لالتقاط الفيروس: "كله عاوز يقبض وبيزاحموا خايفين الفلوس تخلص وعايزين يروحوا بيوتهم، ومعظم الناس غلابة متعرفش حاجة عن التوعية ولا التباعد الاجتماعي، المهم الفلوس مش مهم الفيروس".

وعبر محمود محمد، البالغ من العمر 74 عاما، عن أسفه لما يحدث، حيث إن الزحام الشديد يجعل مكتي البريد مكانا مثاليا لنشر الفيروس، ولكن لا يوجد ما يمكنه فعله سوى ارتداء الكمامة وانتظار دوره في طابور طويل لا ينتهي ومكان خانق للغاية: "المكان ضيق جدا، والناس بتقف في الشارع الرئيسي طوابير وتجمعات في الشمس، وبيكونوا عرضة لحوادث العربيات، والموظفين مش حاطين أي تعليمات للوقاية، ومفيش تنظيم، وده اللي بيخلي الحالات تزيد".


مواضيع متعلقة