أحمد الخميسي عن جميل عطية: قلب مصري ينبض بالمحبة.. والهجرة حجبته نسبيا

أحمد الخميسي عن جميل عطية: قلب مصري ينبض بالمحبة.. والهجرة حجبته نسبيا
قال الكاتب أحمد الخميسي، إن جميل عطية، الذي رحل عن عالمنا يوم الجمعة الماضي، كان قلبا مصريا ينبض بالمحبة، ولكنه لم ينل حظه من الشهرة اللائقة على المستوى الجماهيري، رغم إصداره لعدد من الروايات، إذ يعد أحد كتاب جيل الستينيات، الذى ضم الكتاب بهاء طاهر، وإبراهيم أصلان، ومحمد البساطي وآخرين.
وأضاف الخميسي، في تصريح لـ"الوطن": مسألة الهجرة الطويلة لجميل عطية، حجبته نسبيا عن الساحة الثقافية، وعن التفاعل مع الجماهير، إذ أنه هاجر إلى سويسرا منذ 1979، وكان يتردد على مصر على فترات، وينشر كتبه في مصر، لكنه كان بطبعه شخص لطيف المعشر، ومهذب، ومحب للناس، وعرف عنه مبادرته لمساعدة المصريين الذين يسافرون إلى سويسرا، ولذلك كان بعيدا عن المعارك الاجتماعية والقضايا السياسية.
وتحدث "الخميسي"، عن تجربة مجلة جاليري 68، قائلا: إنها صدرت بعد نكسة 1967، باعتبارها رد الفعل الأدبي على الثقافة التقليدية، وهذه المجلة، شارك في تأسيسها مجموعة من المبدعين في ذلك الوقت، منهم محمد البساطي، إبراهيم أصلان، إبراهيم منصور، وجميل عطية، وأنا، استمرت نحو سنة أو سنة ونصف، وخلال إعداد المجلة، حاول يوسف السباعى احتواءها، فاستدعاني وبعض المؤسسين، وعرض علينا مقر، كما عرض علينا أن يتولى الدكتور عبدالقادر القط رئاسة التحرير، إلا أننا لم نقبل العرض وقتها.
حصل جميل عطية إبراهيم، على شهادات دراسية متباينة، ونتيجة لذلك عمل في مهن متعددة، عمل قبل تخرجه في الجامعة، كاتب حسابات في مصنع للنسيج في شبرا الخيمة، ومدرساً للموسيقي للأطفال، وكذلك مدرسا للحساب والجبر والهندسة للمراحل الإعدادية في مصر والمغرب، وبعد تخرجه، عمل كمفتش مالي وإداري في وزارة الشباب في سنوات الستينيات، وبعد نجاحه في نشر بعض القصص، انتقل إلى الثقافة الجماهيرية.
كتب جميل عطية "النزول إلى البحر"، التى أثارت جدلا واسع النطاق بين النقاد والقراء، وصدرت عام 1990، وثلاثية 1952، يمزج فيها تاريخ حقب مهمة للوطن بحياته الشخصية: حقبة ما قبل وما بعد ثورة يوليو 1952، ثم حقبة وأد الديمقراطية بعد أزمة مارس 1954، ثم حقبة تجريف مصر في عصر السادات وما بعده، وأخيرا روايته الجميلة عن شهرزاد علي بحيرة جنيف.
هاجر إلي سويسرا وتزوج وعاش في بازل، وعمل في الترجمة والصحافة، كانت له صديقة سويسرية تعمل مترجمة من وإلى العربية، كان جميل قلبا مصريا ينبض بالمعرفة والحب والمشاعر في الغربة.
رحل عن دنيانا، في موطنه ببازل سويسرا، يوم الجمعة 10 إبريل عن عمر يناهز 83 عاما.