الأزهر: التنمر ضد مصابي كورونا سلوك مرفوض.. وامتهان من توفى بسببه حرام

الأزهر: التنمر ضد مصابي كورونا سلوك مرفوض.. وامتهان من توفى بسببه حرام
- المركز العالمي للفتوى
- فيروس كورونا
- كورونا
- فيروس كورونا المستجد
- كوفيد 19
- covid19
- الأزهر
- المركز العالمي للفتوى
- فيروس كورونا
- كورونا
- فيروس كورونا المستجد
- كوفيد 19
- covid19
- الأزهر
أكّد المركز العالمي للفتوى بالأزهر، أنَّ التنمر من السلوكيات المرفوضة التي تنافي قيمتي السلام وحسن الخلق في شريعة الإسلام، ويزداد هذا السلوك إجرامًا وشناعة إذا عومل به إنسان لمجرد إصابته بمرض هو لم يختره لنفسه؛ وإنّما قدره الله عليه، وكل إنسان معرض لأن يكون موضعه -لا قدر الله-.
وتابع المركز العالمي للفتوى، "حرم الإسلام الإيذاء والاعتداء ولو بكلمة أو نظرة؛ فقال تعالى: (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) [البقرة: 190]، وقال سيدنا رسول الله (صل الله عليه وسلم): (لا ضرر ولا ضرار) [سنن ابن ماجه]، والضرر الذي وجه الإسلام لإزالته ليس الجسدي فقط، وإنما وجه -كذلك- لإزالة الضرر النفسي الذي قد يكون أقسى وأبعد أثرا من الجسدي".
وأضاف أنَّه إذا كان الإسلام قد دعا المسلم إلى الأخذ بأسباب السلامة، واتباع إرشادات الوقاية حين معاملة مريض مصاب بمرض معد وقال في ذلك الرسول الكريم (وفر من المجذوم فرارك من الأسد)، فإنه قد دعا في الوقت نفسه إلى الحفاظ على صحة المريض النفسية؛ فقال الرسول في شأن الجذام أيضا -وهو مرض معد-: (لا تديموا النظر إلى المجذومين) [سنن ابن ماجه]؛ أي لا تطيلوا إليهم النظر، ولا تكرروا النظر لمواطن المرض؛ كي لا تتسببوا في إيذاء المريض بنظراتكم، ولا شك أن الانتباه لمعاملة المريض وأسرته، وعدم انتقاصهم بكلمة أو تصرف خلق رفيع مأمور به من باب أولى.
كما دعا الإسلام إلى احترام بني الإنسان وإكرامهم أصحاء ومرضى، أحياء وأمواتا؛ فقال تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم..}، ودعا كذلك إلى مداوة المرضى، والإحسان إليهم، والتألم لألمهم؛ فقال الرسول (صل الله عليه وسلم): "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وشدد مركز الفتوى، على أن الإصابة بفيروس كورونا ليست ذنبا أو خطيئة ينبغي على المصاب بها إخفاءها عن الناس؛ كي لا يعير؛ بل هو مرض كأي مرض، ولا منقصة فيه، وكل إنسان معرض للإصابة به، ونتائج إخفاء الإصابة به -من قبل المصابين- كارثية.
واختتم المركز: "أفتي بحرمة إيذاء المصاب به، أو الإساءة إليه، أو امتهان من توفي جراءه، وبوجوب إكرام بني الإنسان في حياتهم وبعد موتهم، ودعي إلى ضرورة تقديم الدعم النفسي لكل مصابي كورونا وأسرهم؛ سيما جنود هذه المعركة من أطباء وممرضين، وإلى تكاتف أبناء الوطن جميعا للقيام بواجبهم كل في ميدانه وبما يستطيعه إلى أن تتجاوز مصرنا الحبيبة هذه الأزمة بسلام".