26 بطريركا صنعوا "الميرون المقدس" قبل تواضروس.. و"شنودة" أعده 7 مرات

كتب: مصطفى رحومة:

26 بطريركا صنعوا "الميرون المقدس" قبل تواضروس.. و"شنودة" أعده 7 مرات

26 بطريركا صنعوا "الميرون المقدس" قبل تواضروس.. و"شنودة" أعده 7 مرات

قررت الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية، تأجيل عمل "الميرون المقدس" الذي كان محددا له خلال تلك الفترة التي تسبق احتفالات أسبوع الآلام وعيد القيامة المجيد، وهو أحد أسرار الكنيسة السبع، في إطار الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

والميرون، كلمة يونانية معناها دهن أو طيب أو رائحة عطرة، ويعتبره الأرثوذكس سرا ينال به المعمد نعمة الروح القدس ويرشم به أعضاء الجسم 36 رشمة، فيما يتفق الكاثوليك عليه مع الأرثوذكس، إلا أنّهم يعتقدون أنّ ممارسته تكون في السن بين 7 - 12 سنة، بينما لا يؤمن البروتستانت بهذا السر إلا بعض طوائفها ولا يتم بالزيت بل بوضع اليد.

ويعد "الميرون المقدس"، أحد أسرار الكنيسة السبع الذي يستخدم في تقديس مياه المعمودية، ورشم المعمدين، كما يُدشن به الكنائس والمذبح وأواني المذبح، وكان يستخدم قديما في تكريس الملوك، وسر "الميرون" لا يتكرر في حياة المسيحي إلا مرة واحدة.

موضوعات متعلقةالكنيسة تقدم الشكر لـ"الجيش الأبيض"متحدث الكنيسة: منع الصلوات لا يسري على البابا والرهبان (حوار)

والميرون بحسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يصنع من 27 مادة إذ يتكون من (تين الفيل وتلك المادة لا يوجد لها زيت لذلك يتم إحضارها كنبات وطحنه، دار شيشعان، السليخة، قرفة خشبية، لافندر، عرق الطيب، قصب الذريرة، القرفة البيضاء، صندل مقاصيري، صندل أحمر وهو من النباتات الصلبة جدا والتي يمكن أن تكسر ريشة ماكينة الطحن، قرنفل، قسط هندي، ورد بلدي، بسباسة، حصا لبان، سنبل الطيب، دارسين، زعفران، صبر قسطري، عود قاقلي، ولادن، صمغ، مر، الميعة السائلة، حبهان، مسك سائل، عنبر، البلسم).

 

 

والطريقة التي اعتمدها البابا والمجمع المقدس في 2014 تقنية تستخدم فيه الزيوت العطرية المستخلصة على أعلى درجات النقاء من المواد السبعة والعشرين التي تستخدم كمواد صلبة في معظمها في صنع الميرون، وذلك بهدف اخراج زيت الميرون خال تماما من الماء الذي يفسده، ومنع الهدر في الزيوت العطرية، واعطاء جودة المزج لأنها زيوت تخلط مع زيت الزيتون بدلا من مسحوق مواد صلبة مع زيت الزيتون، كما أن الطريقة الجديدة تستهدف عدم تعرض الخلط إلى خطر الاحتراق لسبب ضعف التقليب وعدم انتظام سرعته، والاستغناء عن عمليات الطحن والنخل والمواقيد وأجهزة التصفية وعمليات التقليب المرهقة الطويلة، وعمل كميات أكبر لاحتياجات الكنائس في تدشين المذابح والايقونات واواني الخدمة.

وكان البابا قد أخذ موافقة "المجمع المقدس" على الطريقة الجديدة في اجتماع المجمع المقدس في فبراير 2014، ويعد "الميرون" المؤجل هو الثالث الذي يتم في عهد البابا تواضروس الثاني منذ جلوسه على الكرسي البابوي في عام 2012، وقد كان البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك الـ20 في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو أول من صنع الميرون.

وبحسب الاعتقاد المسيحي فإن رسل المسيح احتفظوا بـ"الحنوظ" التي كفن بها المسيح بعد صلبه، وأذابوها مع الطيب الذي أحضرته النسوة في زيت الزيتون الصافي، وصلوا عليه جميعًا وقدموه في علية صهيون بالقدس المحتله، وصيروه دهنًا مقدسًا خاتمًا للمعمودية ورسموا أن يقوموا خلفاؤهم رؤساء الكهنة بإضافة زيت الزيتون والطيب والحنوط لما يبقى من الخميرة حتى لا ينقطع.

وتشير المراجع التاريخية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلى أنّه عندما حضر إلى مصر القديس مارمرقس الرسول، مؤسس الكنيسة أحضر معه جانبًا من "الحنوط"، وظل هذا القدر في مصر حتى عهد البابا أثناسيوس الرسولى، الذي أعد ما يلزم من الأطياب ليصنع منها الدهن المقدس، واتفق مع بطاركة كراسى روما وانطاكية والقسطنطينية، وتم تقديس الميرون بالإسكندرية بتلاوة أسفار العهد القديم والجديد والصلاة لمدة 3 أيام و3 ليال وأودع البابا اثناسيوس الخميرة المقدسة التي لامست جسد المسيح في القبر، وأرسل إلى البطاركة جزء وافرًا من الميرون ونسخة عمله.

ويصنع الميرون المقدس على 3 مراحل الأولى تقديس الميرون ثم طبخه وغالبا هذا يسبق أسبوع الآلام ويتم إضافة الخميرة للزيت في عيد شم النسيم قبل توزيعه على الإيبارشيات والكنائس.

وبحسب البابا تواضروس الثاني، فأن الميرون المقدس أحد الطقوس الرئيسية في الكنيسة، ويعادل في أهميته طقس إقامة البطاركة والأساقفة، ولا يتكرر كل عام، وهو عيد التدشين والتكريس، وأن المذكور في التاريخ أنه تم عمله سابقا 39 مرة، ولكن ربما يكون التاريخ لم يذكر مرات أخرى تم عمله حيث توجد فترة 3 قرون لم يذكر التاريخ عمل "الميرون" فيها.

والبطاركة الذين صنعوا الميرون هم: "البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك الـ20 للكنيسة، والبابا ثاؤفيلس البطريرك الـ23 للكنيسة، والبابا مقار البطريرك الـ59 للكنيسة، والبابا ثاؤفيلس البطريرك الـ60 للكنيسة، والبابا مينا البطريرك الـ 61 للكنيسة، والبابا إبرآم بن زرعة السرياني البطريرك الـ62 للكنيسة، والبابا كيرلس البطريرك الـ 67 للكنيسة، والبابا مرقس بن زرعة البطريرك الـ 73 للكنيسة، والبابا كيرلس بن لقلق البطريرك الـ 75 للكنيسة، والبابا أثناسيوس بن كليل البطريرك الـ 76 للكنيسة، والبابا غبريال البطريرك الـ 77 للكنيسة، والبابا يوأنس البطريرك الـ 78 للكنيسة، والبابا تاؤدودسيوس البطريرك الـ 79 للكنيسة، والبابا يوأنس البطريرك الـ 80 للكنيسة، والبابا بنيامين البطريرك الـ 82 للكنيسة، والبابا بطرس البطريرك الـ 83 للكنيسة، والبابا يوأنس البطريرك الـ 85 للكنيسة، والبابا غبريال المحرقي البطريرك الـ 86 للكنيسة، والبابا يوأنس البطريرك الـ 89 للكنيسة، والبابا متاؤس البطريرك الـ 90 للكنيسة، والبابا يوأنس البطريرك الـ 103 للكنيسة، والبابا يوأنس البطريرك الـ 107 للكنيسة، والبابا بطرس البطريرك الـ 109 للكنيسة، والبابا يوأنس البطريرك الـ 113 للكنيسة، والبابا كيرلس السادس البطريرك الـ 116 للكنيسة، والبابا شنودة الثالث البطريرك الـ 117 للكنيسة، والبابا تواضروس الثاني البطريرك الـ 118 للكنيسة".

البا

ويعد البابا شنودة الثالث أكثر بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صنعا للميرون في عهده، إذ أعده 7 مرات، بينما قرر البابا تواضروس الثاني أن يتم صنع الميرون المقدس مرة كل 3 سنوات.


مواضيع متعلقة