بريد الوطن.. رسائل كورونا إلى البشرية
بريد الوطن.. رسائل كورونا إلى البشرية
أؤمن بقوة بأن ثمة غاية روحية من وراء كل ما يحدث، سواء كان ما نراه حسناً أو نحسبه سيئاً، وإننى أعتقد أن فيروس كورونا وما يفعله بنا فى واقع الأمر أنه يذكرنا بأننا متساوون، بغض النظر عن ثقافتنا وديننا ووضعنا الاجتماعى أو المالى، فهذا المرض يعاملنا جميعا بالتساوى من الرئيس إلى المرؤوس، ومن الوزير إلى الخفير، إنه يذكرنا جميعاً بأننا مترابطون وما يؤثر على شخص واحد يؤثر على الآخرين، وبأن الحدود الزائفة التى أقمناها لا تقدم ولا تؤخر، فهذا الفيروس لا يحتاج إلى جواز سفر حتى ينتقل من مكان إلى آخر، وبقصر الحياة البشرية، وكما يقول الكتاب المقدس: «وما حياتكم إلا بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل»، وأهم شىء يتوجب على البشر فعله هو مساعدة بعضنا للبعض، وخاصة المسنين والمرضى، وبمدى أهمية الحياة فى أسرنا وبيوتنا ومدى إهمالنا فى ذلك، وبأن نضبط الأنا التى فينا، ونتحلى بالصبر وعبادة الله بدلاً من أن نقع فريسة للإحباط والهلع، وبأننا بحاجة إلى أن نتأمل فى معدل إزالة الغابات والأشجار حتى أصبح الكون عليلاً، وأخيراً بينما يرى الكثيرون أن هذا الفيروس كارثة عظيمة، أراها مصححاً عظيماً، فقد أُرسل لكى يذكرنا بالأدوار المهمة التى تعمدنا نسيانها، ويعود الأمر لنا إن كنا نريد أن نفعلها أم لا.. أترك ذلك لضمائركم وعلى الله قصد السبيل وابتغاء مرضاته.
سامح لطفى هابيل
محامٍ بالنقض – أبوتيج
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com
