"خالط مريض هندي".. كيف أصيب طبيب بورسعيد بفيروس كورونا؟

كتب: هبة صبيح

"خالط مريض هندي".. كيف أصيب طبيب بورسعيد بفيروس كورونا؟

"خالط مريض هندي".. كيف أصيب طبيب بورسعيد بفيروس كورونا؟

سجلت محافظة بورسعيد أول وفاة لطبيب بفيروس كورونا المستجد، أمس، بعد أيام من العزل فى مستشفى أم خلف بالإسماعيلية، فيما دعت ابنة الطبيب، عبر حسابها على موقع «فيس بوك»، إلى أداء صلاة الغائب على روحه، خاصة أن ظروف الحظر الصحى المفروضة فى أنحاء الجمهورية لن تسمح بإجراء جنازة لائقة به.

ابنة اللواح تدعو المواطنين لصلاة الغائب على روحه

وقالت مصادر طبية لـ«الوطن»، إن الدكتور أحمد اللواح، أستاذ التحاليل الطبية فى كلية طب الأزهر، البالغ من العمر 50 سنة، تلقى العدوى من عامل هندى فى أحد مصانع المحافظة، أثناء إجراء تحاليل للمصاب فى مختبره الخاص، مؤكدة أن الطبيب لم يكن يعلم بإصابة العامل، الذى أصبح أول مصاب بالفيروس فى بورسعيد، وفور علم «اللواح» بإصابة العامل، طبَّق على نفسه إجراء العزل المنزلى، حتى تأكدت إصابته بالعدوى، فنقل إلى مستشفى العزل فى الإسماعيلية.

ونعى اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، «الشهيد الدكتور أحمد اللواح ابن بورسعيد البار»، حسبما قال فى بيان رسمى عن المحافظة، اليوم، مؤكداً أن «اللواح ضرب أروع الأمثلة فى التضحية والفداء والبطولة، وقدم روحه أثناء أداء رسالته السامية تجاه أبناء بلده، ضمن أطقم الأطباء والتمريض، خط الدفاع الأول عن صحة المواطنين».

وقدم الغضبان الشكر لأطقم الأطباء والتمريض والعاملين فى مستشفى الحميات، على مواصلتهم الليل بالنهار لمواجهة الفيروس، مؤكداً أن «أعمالهم النبيلة ستظل خالدة على مر العصور، ويظهر ذلك بوضوح بعد أن قدم أحد أبناء الجيش الأبيض روحه فداء للوطن»، فيما دعا أبناء المحافظ لأداء صلاة الغائب من المنازل على روح الشهيد، حرصاً على سلامتهم، ومنعاً للتجمع فى الظروف الاستثنائية الذى تمر بها البلاد.

وأصدر الدكتور مصطفى السعيد، نقيب أطباء بورسعيد، بياناً عبر حسابه على موقع فيس بوك، ينعى الطبيب الشهيد، قائلاً: «نحتسبه شهيداً للفيروس اللعين»، ودعا المواطنين للبقاء فى منازلهم، حفاظاً على أرواحهم وأرواح المحيطين بهم، كما أعرب عن أمله بأن تعيد الدولة للطبيب المصرى الوضع اللائق الذى يستحقه علمياً ومادياً، حتى لا يضطر إلى الهجرة أو السفر بحثاً عن عمل فى الخارج.

وقال الدكتور مصطفى شعبان، مدير مستشفى التضامن فى بورسعيد: «أول لقاء لى مع الدكتور أحمد اللواح كان فى الساعة الحادية عشرة مساء السبت، عندما استقبلته فى المستشفى، وعلمت أنه فى حالة حرجة، فاجتهدت مع باقى أطباء المستشفى لإنقاذه، وبالفعل بدأ التنفس يتحسن، وأصررت على مرافقته داخل سيارة الإسعاف إلى مستشفى العزل فى الإسماعيلية».

وأضاف: «خلال 90 دقيقة استغرقها الطريق من مستشفى التضامن فى بورسعيد إلى مستشفى أبوخليفة فى الإسماعيلية، حكى لى اللواح كل شىء عن نفسه، حتى تاريخ ميلاده، ولأول مرة فى حياتى أرى هذا السلام النفسى لدى أحد الأشخاص، وفخور بأننى تعاملت مع أول شهيد للبالطو الأبيض فى مصر، ولو لوقت قصير».

وحصلت «الوطن» على رسالة شخصية أرسلها «اللواح» إلى أحد زملائه، بعد اكتشاف إصابته، يطالبه فيها بأن يتواصل مع الدكتور عادل تعيلب، مدير الرعاية الصحية فى منظومة التأمين الصحى ببورسعيد، لتوفير جهاز تنفس صناعى له، نظراً لتدهور حالته الصحية، وقبل يومين من وفاته، نشر دعوة على حسابه الشخصى على «فيس بوك» للمواطنين بالبقاء فى منازلهم.

وحذر «اللواح» فى منشوره المواطنين من نزول الشارع لمدة أسبوعين، معدداً فوائد البقاء فى المنزل خلال هذه الفترة، موضحاً أن «الفيروسات المنتشرة على الأسطح والأرض والهواء ستموت خلال الأسبوعين، إذا لم تجد جسماً تتكاثر فيه، ولو التزمنا، يمكن للفيروس أن يموت، لأنه يحتاج إلى جسم ليكمل دورة حياته».


مواضيع متعلقة