في اليوم العالمي للمسرح.. إلغاء عروض ومهرجانات عالمية: "حين يصبح المسرح ضريحا"

كتب: حاتم سعيد حسن

في اليوم العالمي للمسرح.. إلغاء عروض ومهرجانات عالمية: "حين يصبح المسرح ضريحا"

في اليوم العالمي للمسرح.. إلغاء عروض ومهرجانات عالمية: "حين يصبح المسرح ضريحا"

مع قيام العديد من الدول بعمل إجراءات احترازية لمنع تفشى فيروس «كورونا»، أتى اليوم العالمى للمسرح، الذى كان موعده أمس، بلا أى فعاليات أو احتفالات كما كان يحدث كل عام، وشهدت العديد من الدول إيقاف العروض المسرحية التى كانت تشهد حضوراً كبيراً، وجاءت فى مقدمة تلك الدول المملكة المتحدة التى ألغت العرض المسرحى «نهاية اللعبة» من تأليف صامويل بيكيت وبطولة دانيال رادكليف وألان كومينج، والذى كان يُعرض على مسرح أولد فيك بلندن.

المملكة المتحدة تلغى عرض مسرحية «نهاية اللعبة» لـ«صامويل بيكيت».. ومسرح «برودواى» يوقف العروض والبروفات

كما شهد مسرح برودواى الشهير إيقاف العروض المسرحية اعتباراً من 12 مارس الجارى، حتى 12 أبريل المقبل، كما تم تأجيل ثمانية عروض كان من المقرر أن تبدأ البروفات الخاصة بها خلال الشهر المقبل، وأعلنت فرقة «Groundlings» الكوميدية الأمريكية أنها ألغت جميع العروض المسرحية التى كان من المقرر تقديمها على مسرح ويست هوليوود حتى 31 مارس الجارى.

وفى الولايات المتحدة الأمريكية أُلغيت جميع العروض المسرحية والفنية التى تقدم على مسرح لينكولن بواشنطن حتى نهاية شهر مارس، وضم قرار الإلغاء العرضين المسرحيين من إنتاج برودواى «Flying Over Sunset ،The Off» كما تم إلغاء حفلات باليه نيويورك، أوركسترا وميتروبوليتان.

تأجيل مهرجان تونس لأجل غير مسمى

وقرر صنّاع مهرجان «تونى» لأفضل الأعمال المسرحية تأجيل الدورة الـ74 من المهرجان إلى أجل غير مسمى، وكان من المقرر بث الحفل على الهواء مباشرة على شبكة «سى بى إس» فى 7 يونيو المقبل، بحسب موقع «Variety».

وأكد صنّاع المهرجان المسرحى، فى بيان: «صحة وسلامة المجتمع والفنانين والمعجبين لهما أهمية قصوى بالنسبة لنا، سنعلن عن تواريخ جديدة ومعلومات إضافية عندما يكون الأمر آمناً».

وعلى مستوى آخر قررت مؤسسة «س» للثقافة والإبداع المنظمة لمهرجان المسرح العالمى أن تقدم فعاليات المهرجان أون لاين، بالتعاون مع مهرجان ربيع الوفاء للمسرح العربى بتونس، وبدأت ببث العروض المسرحية المشاركة على صفحات المهرجانين بمواقع التواصل الاجتماعى.

وكتب، أمس، الفنان المسرحى الباكستانى شاهد نديم فى رسالة بمناسبة يوم المسرح العالمى، ترجمتها إلى العربية حصة الفلاسى من مركز الإمارات للهيئة الدولية للمسرح فى الفجيرة: «حين يصبح المسرح ضريحاً»، وقال «نديم» فى رسالته»: «شرف عظيم أن يتم اختيارى لكتابة رسالة لعام 2020، وأجد نفسى ممتناً وفى الوقت نفسه متحمساً لهذا التقدير الكبير للمسرح الباكستانى وباكستان نفسها من قبَل الهيئة الدولية للمسرح، الجهة المسرحية الأكثر تأثيراً وتمثيلاً فى العالم فى وقتنا الحالى».

وأضاف «نديم»: هذا التكريم هو أيضاً تكريم لمديحة جوهر، أيقونة المسرح الباكستانى ومؤسسة مسرح أجوكا وشريكة حياتى التى وافتها المنية قبل عامين. لقد قطعت فرقة مسرح أجوكا طريقاً طويلاً وشاقاً فى مسيرتها التى ابتدأتها حرفياً من الشارع وصولاً إلى المسرح، ولكننى متأكد من أن هذا هو الحال مع معظم الفرق المسرحية، فالطريق لم يكن يوماً سهلاً أو سلساً، والصراع موجودٌ دائماً.

وأضاف: «نقول أحياناً على سبيل الدعابة إن الأوقات السيئة هى وقت ازدهار المسرح، فالأوقات السيئة تمنحنا الكثير من التحديات التى يجب مواجهتها والتناقضات التى يجب الكشف عنها والواقع الذى يجب تغييره، وقد مشيت مع فرقتى المسرحية «أجوكا» على خيط رفيع لأكثر من 36 عاماً، وكان بالفعل خيطاً رفيعاً جاهدنا فيه للحفاظ على التوازن بين الترفيه والتعليم، بين البحث والتعلم من الماضى والاستعداد للمستقبل، بين حرية التعبير الإبداعى والمواجهات الجريئة مع السلطات، بين المسرح الذى يهتم بالقضايا الاجتماعية والمسرح الربحى، بين الوصول إلى الجماهير والحفاظ على الإبداع والريادة، للوصول إلى هذا التوازن على المسرحيين أن يكونوا سحرة أو مشعوذين».

وأضاف فى كلمته: «فى جنوب آسيا، يلامس الفنانون خشبة المسرح فى احترام وتبجيل قبل الصعود إليها، وهو تقليد قديم تمتزج فيه الروحانية والحس الثقافى، وقد حان الوقت لاستعادة تلك العلاقة التكافلية بين الفنان والجمهور وبين الماضى والمستقبل. يمكن أن يعود للمسرح سموه وقدسيته، ويمكن أن يصبح الممثلون فى الواقع تجسيداً للأدوار التى يلعبونها، فالمسرح يرفع فن التمثيل إلى مستوى روحانى أعلى، ليصبح المسرح ضريحاً ويصبح الضريح مساحةً للأداء».

وعلى مستوى آخر قررت مؤسسة «س» للثقافة والإبداع تنظيم مهرجان المسرح العالمى «أون لاين» بالتعاون مع مهرجان ربيع الوفاء للمسرح العربى بتونس، وبدأت أمس بث العروض المسرحية المشاركة على صفحات المهرجانين بمواقع التواصل الاجتماعى.

وقال الناقد الفنى هيثم الهوارى، رئيس اتحاد المسرحيين الأفارقة ورئيس المهرجان فى بيان، إنه تم اختيار 14 عرضاً مسرحياً لتقديم ثلاثة عروض يومياً فى الفترة من 27 إلى 31 مارس الجارى على صفحتى المهرجانين، وستقام المناقشات أون لاين عقب كل عرض، موضحاً أن فكرة المهرجان لاقت نجاحاً كبيراً، خاصة أنه أول مهرجان مسرحى يتم تنظيمه على مستوى العالم «أونلاين».

وأضاف: ورغم العروض التى تقدمت للمهرجان ووصل عددها إلى أكثر من 250 عرضاً، إلا أن أيام العروض المحددة جعلتنا نقدم 15 عرضاً فقط، حيث تشارك مصر بأربعة عروض، وهى «عقول» من تأليف وإخراج محمد موسى، «أم العدانى» من تأليف ورشة مؤسسة «س» للثقافة والإبداع وإخراج محمد سامح، عرض «مولد سيدى الهذيان» من تأليف أحمد إسماعيل وإخراج شاذلى صالح، بالإضافة إلى العرض المسرحى «داليدا» لفرقة ستورم تأليف أحمد الغندور ومن إخراج إسلام عبدالجواد.

وعلى مستوى وزارة الثقافة المصرية، وفى إطار المبادرة التى أطلقتها «خليك بالبيت.. الثقافة بين إيديك»، تم عرض مسرحية «قهوة سادة» التى تم إنتاجها عام 2008 من إخراج خالد جلال على قناة الوزارة بموقع «يوتيوب» والعرض عبارة عن «اسكتشات» تتناول عدداً من القضايا التى تواجه المجتمع، وكذلك تم عرض باليه «الليلة الكبيرة» للمخرج عبدالمنعم كامل والمأخوذ عن مسرحية العرائس «الليلة الكبيرة» من ألحان الموسيقار الكبير سيد مكاوى وكلمات صلاح جاهين.

أحمد خميس: فكرة مهرجانات المسرح "أونلاين" تم تداولها من قبل والتجربة إيجابية

وقال الناقد المسرحى أحمد خميس إن العروض المسرحية قائمة على التجمعات ويُعتبر ذلك صعباً فى هذا الوقت مع الإجراءات الاحترازية التى تتخذها الدول لمواجهة فيروس كورونا، فعلى الجميع الالتزام بتلك الإجراءات حفاظاً على السلامة العامة، وأضاف «خميس» لـ«الوطن» أن هناك العديد من السبل التى تتيح مشاهدة العروض المسرحية فى هذه الظروف التى يمر بها العالم بشكل آمن، مثل مشاهدتها فى القنوات التليفزيونية أو «الإنترنت» متمثلة فى مواقع التواصل الاجتماعى، والمميز فى ذلك أنك تستطيع مشاهدة العروض المسرحية والتفاعل معها بإعطاء رأيك، ومشاهدة عروض مسرحية من ثقافات مختلفة لم يرها المشاهدون من قبل.

وعن تنظيم مهرجان مسرحى أونلاين أكد الناقد أحمد خميس أنه شىء إيجابى وأنها فكرة تم تداولها وطرحها من قبل أن تأتى الأزمة الحالية، فعدد كبير من الجمهور ليس متاحاً له أن يسافر لمشاهدة مهرجانات المسرح فى دول أخرى، وبالفعل كان هناك أكثر من مهرجان عمل على تلك الفكرة من قبل وهى عرض فعاليات المهرجان على الإنترنت بشكل موازٍ مع الفعاليات الحية، مثل مهرجان المسرح العربى الذى أتاح العروض المسرحية أونلاين للجمهور بشكل مباشر، فتلك الطريقة صحية للغاية، فهى تتيح للجمهور المعرفة وتبادل الأفكار ومشاهدة العروض المسرحية من جميع دول العالم.


مواضيع متعلقة