عقيلة راتب.. أرستقراطية "غاوية فن"

كتب: هبة أمين

عقيلة راتب.. أرستقراطية "غاوية فن"

عقيلة راتب.. أرستقراطية "غاوية فن"

"هو إيه الغُلب الأزلي اللي حكم عليّ بيه ربنا ده، لو كانت مصيبة واحدة تهون، مصيبتين كانت تتبلع، لكن تلاتة".. تقاطعها الطفلة الصغيرة "4 يا ماما"، لترفع الأم يدها "حكمتك يا رب"، جزء من أحد مشاهد فيلم "عائلة زيزي"؛ الذي جسّدت الفنانة عقيلة راتب، فيه دور الأم الأرستقراطية، التي ترفض عمل ابنتها "سعاد حسني" في التمثيل، وهو ما حدث معها في الحقيقة، حيث كانت تنتمي "عقيلة" لعائلة ثرية أرستقراطية رفضت عملها بالفن.

في مثل هذا اليوم 22 مارس من عام 1916، ولدت الطفلة "كاملة محمد كامل" والتي أصبح اسمها الفني "عقيلة راتب"، لأب دبلوماسي، ظهرت موهبة الطفلة في الحفلات المدرسية بمدرسة التوفيق بالضاهر، وقبل أن تبلغ سن الـ15 عامًا، تعرضت للضرب من قِبل والدها بعدما أفصحت عن رغبتها للعمل بالفن، بعدما شاهدها أحد أصحاب الفرق المسرحية، وعرض عليها العمل معه.

لجأت المراهقة الصغيرة، إلى عمتها "الغاوية فن" لمساعدتها، واختارت الصغيرة اسم صديقتها "عقيلة"، واسم شقيقها الذي رحل صغيرًا "راتب"، ليكون اسمها الفني عقيلة راتب، ولكن مع عملها ونجاحها الفني، يُصاب الأب بـ"الشلل"، ولا تقوى هي على زيارته لشدة غضبه منها بسبب عملها بالفن.

انتقلت عقيلة راتب، للعمل بفرقة علي الكسار، وأصبحت هي نجمة الفرقة وبطلتها الأولى، وداخلها بدأت قصة حبها مع مطرب الفرقة ودنجوانها حامد مرسي، الذي يعد أحد تلاميذ الشيخ سيد درويش، وتزوجا عام 1932، ولم تكن تكمل "عقيلة" وقتها 16 عامًا من عمرها، وكانت الزوجة رقم 10 في حياته، وكان هذا الزواج "فاتحة خير" عليها بعدما تمّ الصلح مع أبيها المريض، واستمر زواجهما 26 عامًا وأنجبا ابنتهما الوحيدة "أميمة"، ووقع الطلاق بينهما بعد ذلك بهدوء دون خلافات.

امتلكت عقيلة راتب، صوتًا مميزًا، جعلها تغني عددًا من المونولوجات، قبل دخولها إلى عالم السينما، وساهمت في اكتشاف الوجوه الجديدة وقتها، من بينهم "عماد حمدي، محمد فوزي، أنور وجدي"، والذي شاركها بطولة فيلم "طلاق سعاد هانم".

خلال تصوير الفنانة عقيلة راتب، آخر أفلامها "المنحوس"، صرخت "مش شايفة حاجة"، وفي الوقت الذي كان يفكر فيه الجميع ويتساءل "ماذا حل ببصر الفنانة؟"، إلا هي، فقد كانت تفكر في خسائر تعطيل التصوير، وما سيتكبده المنتج بسببها، وعاشت 10 سنوات من عمرها فاقدة لنور البصر، لترحل عن دنيانا في 22 فبراير من عام 1999، تاركة إرثًا فنيًا يقرب من 100 عمل فني، بخلاف المسرحيات والأعمال التي شاركت بها ولم يتم تسجيلها.

من الأفلام التي شاركت بها الفنانة عقيلة راتب "ليلة الزفاف، احترسي من الرجال يا ماما، ولا من شاف ولا من دري، احنا بتوع الأتوبيس، الحب وحده لا يكفي".

من ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، كان للفنانة عقيلة راتب، فيلمين هما "السوق السوداء" و"القاهرة 30".

وحصلت الفنانة عقيلة راتب، على عدد من التكريمات من رؤساء مصر "جمال عبدالناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك".


مواضيع متعلقة