الحوار الأخير لـ"الفتوة": نفي شائعة وفاته وهو على فراش المرض
![هالة سرحان](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/20918826771513783955.jpg)
هالة سرحان
بكلمات محبوسة، وبأنفاس متقطعة، وهو مُلقى على فراش المرض، وتحاوطه الفنانة نبيلة عبيد، تُشد من أزره، حرص الفنان فريد شوقى، فى الحوار التليفزيونى الأخير له، أن يستقبل الإعلامية هالة سرحان، داخل غرفته، وعلى الهواء مباشرة، لينفى بنفسه الشائعات التى ترددت على نطاق واسع آنذاك، ويؤكد أنه حى يرزق، ولا أساس للأنباء التى أفادت بأنه فارق الحياة.
«حسيت إن الخمسين عام اللى قضيتهم فى خدمة فنى وبلدى لم يذهبوا هباءً أبداً بل حباً وتقديراً وأتمنى من الله أن يعطينى الله من العمر القليل حتى أستطيع أن أرد الجميل للجماهير.. مدى الحب اللى حسيت به وشعرت به حينما حصل هذا النبأ أو الخبر الكاذب حسيت إنه حب وتقدير»، كانت هذه الكلمات الأولى لفريد شوقى وهو على فراش المرض، ليُعبر عن مدى حبه الشديد للجماهير التى توافدت على منزله بشأن الاطمئنان على صحته.
ومن جانبها، كشفت الإعلامية هالة سرحان، كواليس الحوار الأخير لفريد شوقى، قائلة: «تداعيات هذا الحوار كانت لحظات صعبة جداً، لا سيما وسط انتشار شائعات الموت الخبيثة التى تتردد دائماً على المشاهير»، واصفة شائعات الموت بالشىء المُحزن: «فريد من الشخصيات العظيمة التى تدخل القلب دون استئذان وبكل بساطة وصدق، هو فتوة الشاشة وكذلك فتوة فى الجدعنة والرجولة وخفة الدم».
وقالت «سرحان» لـ«الوطن» إنها حرصت على زيارته فى المنزل فور انتشار شائعة وفاته، ودخول قطاع كبير من جمهوره فى حالة حزن شديدة، إثر هذه الأنباء: «دخلت المنزل، ووجدته على فراش المرض، ومع أنى أنا ضد التصوير مع أى شخص ليس فى وعيه، فيما كان فريد شوقى راغباً فى الظهور للجمهور بشأن نفى الشائعة والتأكيد أنه على قيد الحياة حىُ يرزق»، مُشيرة إلى أن غرفته كان بها عدد كبير من الفنانين، أبرزهم الفنانة نبيلة عبيد، فضلاً عن المئات من مُحبيه كانوا موجودين فى محيط المنزل: «هذا الشعب المصرى الأصيل الذى يُحب نجمه وعاش معه نحو نصف قرنٍ من الزمان».
وأشارت هالة سرحان إلى سفرها مع فريد شوقى، أكثر من مرة، لأداء مناسك العمرة، فقد كان بالنسبة لها ولعددٍ كبير من الفنانين، الأب الحنون، فقد كان يرافقهم فى كل مكانٍ هناك، كأنه الأب الذى يصطحب أبناءه: «كان يجلس طوال الوقت على مقعد فى الفندق مُطل على الكعبة مباشرة»، واصفة إياه بقولها: «كان رجلاً تقياً، وأباً عظيماً، يحب أبناءه، وفناناً مُحباً للوسط الفنى كله، وبيته مفتوح للجميع». وكشفت أحد المواقف الطريفة التى تعرض لها فريد شوقى، على هامش حضوره أحد المهرجانات الفنية فى تونس، إذ قالت إنه فور وصوله إلى أرض المطار هناك، كان ينتظره مُحبوه، بشأن رؤية نجمهم المفضل، كما حرص أحد العاملين بالمطار على إبداء إعجابه بـ«الفتوة» واستقباله بحرارة، فقال له كلمة بالتونسى، لكن معناها باللهجة المصرية تُوحى بالسب، الأمر الذى دفع «شوقى» للانفعال عليه بشكل شديد، حتى تناولها البعض بـ«فريد شوقى يقود ثورة عارمة على موظف فى المطار».