بريد الوطن.. الغربة وقيمة تراب الوطن

بريد الوطن.. الغربة وقيمة تراب الوطن
كلمة تكوى بها القلوب وتشرد فصولها العقول، من شرب من كأسها تجرع المرار والصبار، فالغربة مدرسة الصبر والإيثار، يكافح المرء بلا اختيار، يفقد العزيز والغالى ضريبة البعد والفراق، تراب الوطن رغم أنه بعيد ولكنه فى الفؤاد ساكن لا يغيب عن الخاطر رغم بعد المسافات، ينطوى العمر فى ثوان ويظن الإنسان أنه شاب فجأة، أجساد تئن من التوجعات بلا رفيق، عيون تبكى طول النهار، أذن تجرى وراء أخبار الأحباب لعلها تسمع الأفراح، تفكير بالليل أنهك العقول وغابت فى الظلمات، ما أحلى القمر يرسم الأمل فى الغد المشرق، أرجوحة الغربة لا تكل من الدوران لا تحرم الشخص من التقلبات، طريق طويل ليس بيدك كتابة محطاته ولا ندرى متى يصل القطار لغايته، شعور الأنا سبق الغاية فى الوصول قبل الآخرين، قليل ما تجد الأوفياء، الذين فى الشدة كالرجال، وعلى ظهرك ساندون، وعلى اللقمة مشاركون، وفى الحزن معاونون، وفى الفرح قائمون، غريق فى بحر من التوهان يظن أن الحياة هنا فقط وغيرها فى الأماكن عذاب وهوان، من السبب فى الهجر والفراق، وسادة الغربة صنعت من أجود أنواع الشوك والسرير ألواحه من ركام النار والغطاء من موج البحار لا غفوة ولا نوم ولكن فقط انتظار القدر والمكتوب على الجبين، يمرض الشخص ولا يجد الدواء ومطلوب منه المقاومة حتى آخر نفس فى سبيل قيام البيت ومنعه من السقوط فى بئر من الأوحال.
سامى جابر الشيخ
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com