بريد الوطن.. وضاع العمر فى زجاجات فارغة

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن.. وضاع العمر فى زجاجات فارغة

بريد الوطن.. وضاع العمر فى زجاجات فارغة

يؤجل الكثيرون الزواج والأحلام والمشروعات والدراسات العليا لحين تحسن الظروف المادية، وقد يكون هذا منطقياً لبعض الوقت، ولكن إذا طال الوقت وضاع العمر وندرت الفرص، ندم الجميع على هذا العمر. وتقتحم الذاكرة حكاية شقيقين صمم أحدهما على الزواج من فتاة أرستقراطية جميلة ولن يشترى إلا سيارة ماركة عالمية معينة، وشقة فاخرة فى أرقى الأحياء، وظل يعمل فى إحدى الدول مغترباً مقتراً على نفسه بشدة رافضاً العودة إلا بعد بلوغ أهدافه، وكرس حياته ليضع أمواله فى زجاجات وقد كتب على الأولى زجاجة الشقة، والثانية زجاجة العروسة والثالثة زجاجة السيارة، ويضع فيه أمواله أولاً بأول، فإذا امتلأت أحضر غيرها ثم يودعها البنك، بينما أخوه تزوج وعاش حياة بسيطة، بيوم حلو ويوم مر، يكافح هو وزوجته معاً، تشاركه كل خطوة فى حياته وأنجب طفلين وبذل جهده لإسعاد أطفاله وتعليمهم ليكونوا أسوياء صالحين، وبعد تسلل السنوات والأمراض أيضاً أفرغ الزجاجات وعاد ليشترى الشقة ويتزوج والسيارة، وبالفعل أشترى السيارة والشقة لكنه فشل فى إيجاد العروسة «الصغنونة» التى حلم بها، وعندما ركب السيارة لم يتحمل الزحام الشديد، بالإضافة لضعف نظره، وأصبح لزاماً عليه أن يأتى بسائق خاص، ولم يستمتع بقيادة سيارته الفارهة بنفسه، وفى زيارة لشقيقه وجد أحواله قد تحسنت، وكبر أولاده وصار فى منصب مرموق، والمخزى أن الأحلام المؤجلة لن تتحقق فى نهاية الرحلة مرة واحدة، وألا يستطيع أحد أن يبدأ من القمة، وأن يضيع العمر فى سبيل الاقتناء والقناعات القديمة والحرمان من طيبات الحياة.. ابدأ أحلامك الآن بخطوة إيجابية ولا تؤجلها، وإلا ستكتشف أنك قد أضعت عمرك فى زجاجات فارغة.

                                                    أحمد حمزة نمير

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة