«العرابى»: قطر تستغل «اتفاق الرياض» لكسب الوقت
«العرابى»: قطر تستغل «اتفاق الرياض» لكسب الوقت
قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن قطر لن تلتزم باتفاق الرياض الذى وُقّع منذ أيام لنزع فتيل الأزمة بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجى.
وأضاف، فى حواره مع «الوطن»، أن المخطط القطرى لا يهدف إلى وحدة الصف العربى، وأن جميع المساعى القطرية لرأب الصدع فى العلاقات مع دول الخليج هدفها فى المقام الأول كسب الوقت لإعادة تنظيم الأوراق وترتيبها.
وبخصوص الموقف الأمريكى من هذا الاتفاق، قال «العرابى»، إن الولايات المتحدة ستراقب المشهد وستحدد بناء على ذلك إجراءاتها المستقبلية.
■ البعض يرى اتفاق الرياض الموقع بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى، بداية لتصالح عربى خليجى، خصوصاً بعد قرار دول السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر؟
- ظاهر الأمور يقول ذلك، لكن الحقيقة غير ذلك، خصوصاً أن الاتفاق وضع «قطر» تحت طائلة الاختبار لفترة زمنية محددة، لمعالجة الأخطاء التى ارتكبتها فى حق الدول العربية، وبالتالى فإن علاج هذه الأخطاء لن يكون بإبداء الاعتذار، ولكن بمراجعة السياسات التى أدت بالدول الكبرى فى مجلس التعاون الخليجى إلى سحب سفرائها.
■ وما أبرز تلك الأخطاء؟
- دعمها لتنظيم الإخوان، وتسترها على بعض القيادات الهاربة من العدالة، وكلامى ليس معناه قيادات الإخوان الهاربين من مصر، ولكن التنظيم الإخوانى فى الوطن العربى بوجه عام، الذى ازدادت شراسته فى الفترة الأخيرة، فضلاً عن التعهدات الأخرى التى التزمت بها قطر من قبل مع دول الخليج ولم تفِ بالتزاماتها.[FirstQuote]
■ كلامك يعنى أن قطر لن تفى بالتزاماتها الموقع عليها فى هذا الاتفاق؟
- لا، وستحاول الالتفاف عليه بجميع الطرق لكسب الوقت فقط، وإضفاء صورة وهمية أمام دول مجلس التعاون الخليجى بأنها حريصة على استمرار هذه العلاقات.
■ ما دامت الأمور تسير بهذا النحو، لماذا جرى توقيع هذا الاتفاق؟
- لأسباب عديدة، طرفا المعادلة هذه المرة يجب أن يصلا فى النهاية إلى قرار واضح، لذا أتصور أن دول السعودية والإمارات والكويت ستقف بالمرصاد لـ«قطر»، وسيراقبون كل أعمالها، خصوصاً أن الأخيرة قبلت بفترة الاختبار. وحال عدم التزامها بما نُص عليه فى اتفاق الرياض والاتفاقات السابقة سيكون لديهم الكثير من الأسانيد التى ستدعم موقفهم إزاء اتخاذ قرار شطب أو تجميد عضويتها من مجلس التعاون الخليجى. هذا من جانب، أما على الجانب الآخر، أى دولة «قطر»، فستحاول استغلال هذا الوقت وتدبير ومراجعة أوراقها، وستراعى اقتراب موعد انعقاد اجتماع مجلس التعاون الخليجى الذى سينعقد بالسعودية.
■ وما الموقف الأمريكى من اتفاق الرياض؟
- الولايات المتحدة لن تتدخل فى هذا الاتفاق، لأنها تريد الحفاظ على علاقاتها ببقية دول مجلس التعاون الخليجى، ولكنها ستراقب المشهد من بعيد، وبناء عليه ستحدد إجراءاتها المقبلة.