في مثل هذا اليوم.. منع مظاهرات 1919 وإنذار المخالفين بالمحاكمة

كتب: سمر نبيه

في مثل هذا اليوم.. منع مظاهرات 1919 وإنذار المخالفين بالمحاكمة

في مثل هذا اليوم.. منع مظاهرات 1919 وإنذار المخالفين بالمحاكمة

استمرت احتجاجات ثورة 1919 التي خرجت في التاسع من مارس، لعدة أيام، وفي مثل هذا اليوم الموافق 11 مارس، تعطل سير الترام، وأضرب سائقو سيارات الأجرة، وتعطلت المواصلات، وأغلق معظم التجار متاجرهم، وتجددت المظاهرات على نطاق واسع، ليصدر القائد العام السعكري في هذا اليوم قرارا بمنع المظاهرات وإنذار من يخالفون هذا الأمر بالمحاكم العسكرية، ونشر هذا القرار في الصحف، حيث جاء نصه وفق ما رصده عبد الرحمن الرافعي في كتابه (ثورة 1919.. تاريخ مصر القومي من 1914 إلى 1921): "جناب قائد عموم القوات في القطر المصري يلفت الجمهور إلى أنه لما كانت البلاد لا تزال تحت الأحكام العرفية فلا يجوز القيام بأي اجتماع عمومي أو أية مظاهرة وكل شخص يخالف هذا الأمر يحاكم بصفة مستعجلة".

وقال  الرافعي، في كتابه، إن الدوريات البريطانية أخذت تطوف الشوارع في هذا اليوم، لقمع المظاهرات، وأطلقت النيران على المتظاهرين، فكانت أول مصادمة بين الجنود البريطانيين والمتظاهرين في هذا اليوم بميدان باب الحديد على مقربة من كوبري شبرا الممتد فوق السكة الحديدية، ثم في شارع عماد الدين، وأضرب كذلك المحامون في هذا اليوم.

وفي اليوم التالي، استمرت التظاهرات والمواجهة العسكرية من قبل القوات، وصدر تقرير رسمي في هذا اليوم يوضح عدد إصابات الأحداث من 9 مارس والتي بلغت 6 قتلى و31 جريحا، وأضرب طلبة المدارس والمعاهد الدينية بالإسكندرية، ونظموا تظاهرات أمام جامع المرسي أبو العباس واتجهوا إلى مبنى المحافظة.

وقامت مظاهرة كبيرة في طنطا، واتجهو إلى محطة القطارات، حيث كانت تتواجد مجموعة من الجنود البريطانيين فانهالوا عليهم بالرصاص. وبلغ عدد الضحايا 16 قتيلا و49 جريحا، واستمرت التظاهرات كذلك في 13 مارس، ووقع أكثرها في الحلمية والغورية وشبرا. وأشعل طلبة الأزهر تظاهرات أمام مسجد الحسين وساروا إلى أن التقوا بتظاهرات الطلبة الآخرين، ثم ساروا إلى المحكمة الشرعية بشارع نور والظلام.

وكان أكثر الاعتداءات ما حدث يوم 14 مارس حيث تجددت المظاهرات، وتجدد الاعتداء عليها من قبل الجنود البريطانيين، ليبلغ أشنعها، ما حدث أمام مسجد الحسين،  فبينما خرج الناس من صلاة الجمعة أتت مدرعتان إنجليزيتان وأطلقت الرصاص على المُصلين ظنًا منهم أنهم متظاهرين، فاندلعت في هذا اليوم مظاهرتان إحداهما كانت بحي السيدة زينب فرقتها القوات الإنجليزية بالمدافع الرشاشة وقتل 13 وأصيب 27 شخصًا.


مواضيع متعلقة