"عروق الذهب".. رحلة البحث عن الكنز بسم "السيانيد" في جبال أسوان

كتب: محمد بركات

"عروق الذهب".. رحلة البحث عن الكنز بسم "السيانيد" في جبال أسوان

"عروق الذهب".. رحلة البحث عن الكنز بسم "السيانيد" في جبال أسوان

"عروق الذهب".. الكلمة البراقة التي يسيل لها لعاب راغبي الثراء السريع، ليشدوا الرحال إلى جبال البحر الأحمر ووديان الجنوب، بحثا عن "الكنز" بين الرمال وفي طبقات الصخر وتجاويف الأرض.

رحلة صعبة محفوفة بالمخاطر أقلها خطر القبض عليهم، مرورا بتعرضهم لإصابات قاتلة وانتهاء بالموت بـ"السيانيد"، وأعلنت وزارة الداخلية ضبط شخصين في البحر الأحمر لقيامهما بالبحث والتنقيب غير المشروع عن خام الذهب وبحوزتهما 15 طنا من أحجار الكوارتز، في أثناء مرور قوة أمنية تابعة لمباحث قسم شرطة مرسى بمديرية أمن البحر الأحمر؛ لتفقد الحالة الأمنية بدائرة القسم.

وتمكنت القوات من ضبط سيارة نقل مُحمل عليها "كمية من أحجار الكوارتز التي تحوي خام الذهب، وزنت 15 طنا بقيادة سائق، برفقته عامل يحمل جنسية أجنبية، واعترفا بالبحث والتنقيب غير المشروع عن خام الذهب بدائرة القسم وحيازتهم للمضبوطات.

وكشف مصدر مطلع لـ"الوطن"، تفاصيل تلك المغامرات، مشيرا إلى أن عصابات التقيب تتعمق في قلب الصحراء والمناطق الجبلية في "وادي الذهب" بحثًا عن الكنز في مناطق نائية، مؤكدا ضبط أكثر من 44 عصابة تنقيب خلال الفترة الماضية.

وأوضح المصدر أن تلك العصابات مرتبطة بمهربين وتجار ذهب يدفعون لهم العربون مقابل البحث والتنقيب عن المعدن النفيس، مشيرا إلى أن البحث والتنقيب محفوف بالمخاطر حيث يتطلب الأمر استخدام كميات كبيرة من سم "السيانيد" القاتل لفصل الذهب عن المعادن الأخرى حيث يجرى تحميص تراب أو عرق الذهب إلى أن يلمع البيرايت بلون أصفر ذهبي، ثم يغلى في الماء الخالي من الكلور ويترك يوما على البارد ويغسل التراب، ويفلتر بقماشه ثم يوضع سيانيد الصوديوم على التراب ويقلب ساعتين ثم يؤخذ الماء المصفى من السيانيد، ماء نقي لا يوجد به عكارة والذهب يكون في هذا الماء، ولا يكون بكثرة في الماء الملكي، ثم يجرى تكسير السيانيد بسلفارك أسيد بكمية قليله، ويرسب بالخارصين أو هيدروسلفايد الصوديوم.

وتابع المصدر بأن تلك الكيماويات المستخدمة شديدة السمية ودون رائحة وتقتل في الحال دون أن يشعر المتعامل معها بأي اعتلالات صحية.


مواضيع متعلقة