رئيس حزب الغد: والدي ناضل ضد الاحتلال الإنجليزي وكان يقود الطلبة كزعيم للجامعة

كتب: علاء الجعودى

رئيس حزب الغد: والدي ناضل ضد الاحتلال الإنجليزي وكان يقود الطلبة كزعيم للجامعة

رئيس حزب الغد: والدي ناضل ضد الاحتلال الإنجليزي وكان يقود الطلبة كزعيم للجامعة

لم يكن دخولهم عالم السياسة والحياة العامة من قبيل الصدفة، وإنما بدأت إرهاصاته معهم منذ الطفولة، بعضهم نشأ فى أُسر سياسية، وآخرون هربوا إليها عامدين متعمدين، ومدفوعين بأفكارهم ورؤاهم وتطلعاتهم، فحولوا دفة مستقبلهم 180 درجة. بكثير من الذكريات والمواقف الإنسانية والاجتماعية والسياسية التى عاشوها، وكانوا طرفاً فيها أو شاهدين عليها، أو متابعين لها..

«الوطن» تجرى سلسلة من الحوارات مع سياسيين وشخصيات عامة، منهم من عاصر الملك فاروق، وكان شاهداً على أحداث ثورة 23 يوليو والضباط الأحرار، ومن كان رفضه فى طفولته لممارسات الإنجليز دافعاً لالتحاقه بالعسكرية المصرية. تعاطف بعضهم مع الرئيس جمال عبدالناصر حتى فى النكسة، فيما رفض آخرون الرئيس أنور السادات وقراراته وطُردوا من مجلس الشعب لاعتراضهم على كامب ديفيد. وكان نزول الإخوان إلى منصة التحرير نقطة تحول بالنسبة لهم فى مسار ثورة يناير ضد الرئيس الأسبق حسنى مبارك. بعيداً عن السياسة وواقعها ووقائعها، كانت حياتهم الاجتماعية عامرة بالأحداث والمفارقات، فمنهم من درس الطب ولم يشتغل به، ومن هربت من أسرتها فى الصعيد للزواج من حبيبها فى المنصورة، ومن كان مرافقاً لدنجوان السينما المتمرد رشدى أباظة.

فتح موسى مصطفى موسى، المرشح الرئاسى السابق، رئيس حزب الغد، صندوق ذكرياته، وتحدث لـ«الوطن» عن تاريخ والده أحد قيادات حزب الوفد التاريخية، كما تطرق إلى كواليس اجتماعاته مع «مبارك» وعمر سليمان والمجلس العسكرى بعد ثورة يناير ولقاءاته بالرئيس السيسى وترشحه كمنافس له فى انتخابات الرئاسة عام 2018.

والدى قضى 10 سنوات فى كلية الهندسة

وتحدث «موسى» عن تورط أيمن نور فى حصوله على تمويلات بـ70 مليون دولار فى الانتخابات الرئاسية أيام مبارك، وفصله نهائياً من الحزب، مضيفاً: مبارك قال لى «أيمن نور اتسجن لأنه مزور ومفضوح وليس لأنه ترشح ضدى فى انتخابات الرئاسة»، وأضاف أن حزب الغد يستعد للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية والمحليات، واقترح على الأحزاب المعارضة تشكيل قائمة من 60 نائباً تقوم بدور المعارضة البناءة التى تخدم مصالح الدولة المصرية، قائلاً: «لازم يبقى فيه معارضة فى مجلس النواب خايفة على مصلحة البلد».

موسى مصطفى موسى: تربيت فى منزل سياسى

هل تأثرت بتاريخ والدك المناضل مصطفى موسى؟

- أنا تربيت فى منزل سياسى، وكان لهذا البيت كامل الأثر على شخصيتى، كما أن والدى ناضل ضد الاحتلال الإنجليزى وكان يقود الطلبة كزعيم للجامعة، وربما كان ذلك أحد أسباب تعلقه بحزب الوفد وزعمائه، إلى جانب معايشته لكل مآسى الاحتلال وهو طفل إلى أن أصبح شاباً، وظل والدى يدرس فى كلية الهندسة من عام 1940 إلى عام 1950، لأن الاحتلال كان يمنعه من دخول الجامعة حتى لا يحرض الطلاب ضد الإنجليز، وتخرج أخيراً عام 1950، وحكى لنا إحدى مغامراته وهو طالب، حيث كان ممنوعاً من دخول الجامعة وقام باقتحام باب الجامعة وواجه المتاريس هو وزملاؤه، وبعد أن دخل بالقوة بمساعدة رفاقة خرج من الجامعة بمظاهرة حاشدة، وتسببت تلك المظاهرات فى عدم نجاحه لمدة 5 سنوات قهراً وظلماً، وشكّل والدى عندما كان طالباً لجنة الطلبة والعمال، وكان يعتمد عليها فى تنظيم مظاهرات ضد الإنجليز ومساندة حزب الوفد فى مواقفه السياسية والتعبير من خلال اللجنة عن مطالب العمال والطلبة المعيشية والسياسية والاجتماعية، وهذه اللجنة كانت عالمية ولها أصدقاء فى بريطانيا ودول أوروبية عديدة وتم رصد دورها فى الكتب البريطانية.

والدى شكِّل لجنة الطلبة والعمال خلال دراسته الجامعية.. وشارك فى بناء مقر الأمم المتحدة ومسجد الأمير عبدالقادر واستبدال العملة من الفرنك إلى الدينار فى الجزائر وعلم الجزائريين شغل النجارة العربى

والدك كان له تاريخ نيابى ممثلاً لحزب الوفد، ماذا عن علاقته بمصطفى النحاس؟

- مصطفى النحاس رأى والدى شاباً له دور سياسى، لذلك احتضنه كوفدى وكان فخوراً بدوره وسط الطلبة والعمال، ورشح والدى فى دائرة باب الشعرية فى الانتخابات البرلمانية حينها، ورغم أن المرشح المنافس لوالدى كان سيد جلال أحد أثرياء باب الشعرية، وهو نائب مخضرم فاز أكثر من دورة وكان يمتلك مستشفى ومشروعات كبرى إلا أن والدى فاز فى الانتخابات بحكم شعبيته الكبيرة وسط الطلاب والعمال ولدعم حزب الوفد وقياداته له، كما أن الوالد كان له علاقة قوية بفؤاد سراج الدين، كانت علاقة صداقة ومصاهرة، وتاريخياً كان الطلاب يهتفون «مصطفى موسى ابن النحاس»، بسبب قوة العلاقة بين والدى والنحاس، والأخير كان يأخذ رأيه فى الحركة الطلابية وكيفية تفعيلها فى مواجهة الاحتلال وكذلك تنظيم حركة العمال النضالية، وخلال افتتاح كوبرى عباس أخذ مصطفى النحاس والدى معه كزعيم طلابى ليفتتح هذا الكوبرى، كما أن والدى أحد مؤسسى الطليعة الوفدية وعلاقته تاريخياً جيدة جداً بالليبراليين واليساريين أيضاً.

بدأ وعيى بالحياة السياسية عندما سافرت مع أبى إلى الجزائر عام 1952

متى بدأ اهتمامك بالقضايا السياسية؟

- بدأ وعيى بالحياة السياسية عندما سافرت مع والدى للجزائر، فأنا من مواليد 1952، وتخرجت فى كلية الهندسة وحصلت على الدكتوراه من فرنسا.. سافرت مع والدى إلى الجزائر وأنا تلميذ صغير عام 1962، حيث ابتعد والدى عن السياسة بسبب خلافات مع عبدالناصر وأسس شركة مقاولات عملاقة يعمل بها 4000 مهندس مصرى بالجزائر، وبنى كل الأبنية الحديثة فى الجزائر، ومنها: «مبنى الأمم المتحدة ومبنى الملوك والرؤساء وأكبر الفنادق هناك ومسجد الأمير عبدالقادر بجامعة قسطنطينية»، كما أنه أسس مدرسة للحرفيين المصريين، وعلم الجزائريين شغل النجارة العربى، واستخرجوا شهادة باسمه للجزائريين خريجى هذه المدرسة، وكان مصطفى موسى صديقاً لرئيس الجزائر أحمد بن بلّة، الثائر العظيم ضد الاحتلال الفرنسى، ولكن عندما تولى هوارى بومدين الحكم بعد انقلاب على «بن بلة» قامت الشرطة الجزائرية بالقبض على اثنين مهندسين مصريين واتهموهما بإسقاط أحد أسوار المبانى وكانوا ينتقمون من أبى بسبب علاقته بالرئيس «بن بلة» فغضب والدى جداً وأعلن أنه سيأخذ 4000 مصرى ويعودون لمصر وسيصفى كل مشاريعه فى الجزائر، وفى هذا التوقيت كان والدى المسئول عن بناء مقر الأمم المتحدة لزعماء دول عدم الانحياز، وكانوا فى حاجة لهذا المقر لعقد مؤتمر دول عدم الانحياز فى الجزائر، والرئيس الجزائرى فى أشد الحاجة للاعتراف بشرعيته من دول عدم الانحياز، ولهذا السبب قام وزراء الجزائر بالاعتذار لوالدى ولكنه رفض اعتذارهم فاضطر وزراء دول عدم الانحياز للذهاب لوالدى والاعتذار له وقبل الاعتذار وانتهى من بناء المقر خلال 3 شهور مثلما وعدهم، وشارك فى المؤتمر لمدة نصف ساعة فقط، ووجه له «بوتفليقة» وكان حينها وزير خارجية الجزائر الشكر له ولمصر على دعمها الدائم للجزائر، وبالمناسبة الجزائريون كانوا يحتاجون ثلاثة أشهر فقط حتى يعرفوا قراءة الأوراق الهندسية لمشروع الأمم المتحدة ولم يكن لديهم أى حل آخر سوى تقديم كل أنواع الاعتذار لأبى، وتم الإفراج عن المهندسين المصريين بعد القبض عليهم بوقت قصير، وما فعله والدى يؤكد أن كرامة المصرى عنده فوق أى اعتبار مالى.

وأخيراً الوالد كان بالنسبة لهم مدرسة سياسية مهمة وكانوا يجلسون حوله ليروى لهم تاريخه النضالى ضد الإنجليز وذكرياته مع كبار السياسيين فى مصر، وشارك معهم فى تغيير العملة الجزائرية من فرنك لدينار جزائرى.

ماذا عن ذكرياتك خلال دراستك بباريس؟

- سافرت أنا وأخى «على» وأقمنا فى فرنسا 6 سنوات، وكنا شباب «أشقية»، وآخر عامين فى الدكتوراه شاركنا مصريين للحصول على الدكتوراه من جامعة فرساى وتخرجنا من كلية هندسة عمارة، والدكتور فتحى البرادعى كان وزير إسكان فيما بعد وعدد كبير من المهندسين المصريين درسوا معنا وكانوا فى الإجازة يعملون كمهندسين مع والدى فى الجزائر ليساعدهم العمل فى الإنفاق على الدراسة بالجامعة بفرنسا، وبالمناسبة هم حصلوا على آخر مرحلة فى الدكتوراه ومدتها عامان، بينما أنا وعلى أخى درسنا 6 سنوات للحصول على كل مراحل الدراسات العليا والدكتوراه.

وبالتأكيد خلال فترة إقامتنا بفرنسا حدث تطوير فى فكرنا لأنها دولة منفتحة وتنويرية، ولا يوجد أى موانع فى تحركاتك وتصرفاتك، وأصر الوالد حينها على الإقامة فى مبنى كلية فرساى، وهذه الكلية كانت داخل قصر فرساى التاريخى، وكان داخل الجامعة مبنيان لخيالة الملك تم تحويلهما لمبنى إقامة للطلاب، ورفض والدى أن نقيم فى شقة خارج الجامعة حتى نلتزم بالدراسة، وشاهدنا حركة الأحزاب السياسية والمظاهرات المنظمة بشكل قانونى و«عمرنا ما شفنا مظاهرات عشوائية مثل السترات الصفراء التى نشاهدها هذه السنوات فى فرنسا»، ووصى أبى العاملين بمكتب الحكومة الجزائرية لوزارة البترول بفرنسا بالاهتمام بنا وحل كافة مشكلاتنا ومراقبتنا خلال فترة الدراسة، وتوفى والدى عام 1975، وقام المسئولون الجزائريون بينهم 5 وزراء جزائريين بالسفر معنا للمشاركة فى دفن الجثمان بمصر، وقام سفير الجزائر بتونس بالركوب معنا فى الطائرة وكذلك سفير الجزائر فى ليبيا، وجميعهم شاركوا فى دفن جثمان والدى بمصر، وما زلنا نحتفظ حتى الآن بنعى الدولة الجزائرية وتنكيس الأعلام فى الجزائر حداداً على والدى.

"مبارك" قال لى "أيمن نور اتسجن لأنه مزور وليس لأنه ترشح ضدى فى الانتخابات الرئاسية".. وجميلة إسماعيل صوِّرت أيمن نور كمناضل أمام الأمريكان رغم أنه مزور وفاسد وخائن.. وفصلناه من الحزب بسبب حصوله على 70 مليون دولار

عشت كسياسى فى عصر مبارك ودخلت فى صراعات مع الهارب أيمن نور.. كيف تقيم تلك الفترة؟

- شاركت فى اجتماعات ولقاءات كثيرة مع الرئيس الأسبق مبارك، وكان يعلم دورى القومى، وفى إحدى المرات قال لى: «الناس فاكرة إنى حبست أيمن نور لأنه نافسنى فى انتخابات الرئاسة ولكن للحقيقة أيمن نور تاريخه سيئ وبيمثل منظومة فاسدة ومكشوفة للناس كلها»، وللحقيقة أنا شاهد على ذلك، فأيمن نور زور التوكيلات ليكون عددها 2005 توكيلات عندما قمنا سوياً بتأسيس حزب الغد واكتشفت حينها أنه قام بتزوير توكيلى أنا ومنى مكرم عبيد رغم أننا كنا حررنا توكيلات رسمية غير التوكيلات المزورة التى قام بعملها، وأثبتنا ذلك فى النيابة، وتم سجن أيمن نور بسبب هذه القضية، وعرفت أن الرئيس الأسبق مبارك اتهمه بالحصول على تمويلات 70 مليون دولار، وسألت أيمن نور وطالبته بالاطلاع على اللجنة المالية للحزب كونى نائب أول رئيس الحزب ولكنه رفض، وعرفنا فيما بعد أن حسابات أيمن كلها فيها مشكلات وقررنا فصله من حزب الغد، وقمنا بتشكيل هيئة عليا وجمعية عمومية وفصلناه، وأخذنا مقراً ثانياً للغد أقيم فيه حالياً، وبالمناسبة كان أيمن حوله شلة فاسدة، وأتذكر أن زوجته جميلة إسماعيل سافرت أمريكا وادعت أنها تدافع عن مناضل مصرى رغم أن زوجها مزور وفاسد، والمصريون كلهم يشهدون على خيانته وإقامته بتركيا الآن ويعمل على خدمة أردوغان وحكومته، كما أن هناك مجموعة من الشباب المصريين فى ذلك الوقت كان مغرراً بهم وكانوا داعمين لأيمن نور، وهناك شباب آخرون فاسدون سافروا معه تركيا ويعملون بقناة الشرق الإرهابية.

علاقتى الطيبة بـ"مبارك" وأسرته لم تمنعنى من التظاهر ضده فى "يناير" وتوقفت عن المشاركة فى الثورة بسبب الإخوان

ولكن رغم علاقتك الجيدة بمبارك وعائلته شاركت فى ثورة يناير فهل هذا يعتبر تناقضاً؟

- نعم كانت علاقة طيبة، وكانت هناك صداقة بينى وبين عائلة مبارك، وثُرنا ضد مبارك لأننا كنا نرغب فى إجراء تعديلات دستورية ووضع حد أقصى لمدة الترشح حينها، ولم نطالب برحيله ولكننا طالبنا بوضع حد أقصى للترشح وهو دورتان، وكان هناك مطلب بتعديل المادة 79 و«مبارك ضرب ذلك بعرض الحائط ومسألش فى حد، ونزلنا مرتين فى يناير ولقينا الإخوان ركبوها ومنهم صفوت حجازى وأعلنا معارضتنا للإخوان بعدها مباشرة، لذلك لم نشارك فى أى مظاهرات فى ثورة يناير بعد جمعة الغضب».

طلبت من عمر سليمان طرد السفيرة الأمريكية أثناء ثورة يناير لأنها تحرك المظاهرات وعلاقتها قوية بالإخوان

شاركت فى لقاءات عمر سليمان مع رؤساء الأحزاب خلال ثورة يناير كيف تقيم هذه اللقاءات وأبرز مشاهداتك لها؟

- كان اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات حينها يقود هذه اللقاءات بقوة وبحزم، وكان يدعو خلال كل لقاء للتهدئة، وبالمناسبة رغم أن أحمد شفيق كان رئيس وزراء مصر لكنه لم يشارك بشكل متكرر فى هذه اللقاءات وكان يحضر قليلاً، وشارك فى هذه اللقاءات 8 أحزاب، وفى أول هذه اللقاءات طالبت اللواء عمر سليمان بطرد السفيرة الأمريكية فى مصر، لأن الأمريكان لهم يد فى تحريك حجم كبير من المظاهرات ومتحالفون مع الإخوان، وحينها رد علىَّ وقال: «هنعملها إزاى يعنى احنا فى إيه ولا فى إيه، وإزاى هنطردها والدنيا مولعة»، وللأسف كل اللقاءات التى تلت هذا اللقاء كانت روتينية إلى أن رحل مبارك عن حكم مصر، وللأمانة عمر سليمان «راجل محترم جداً وكان له قيمته ومثقف وعميق وحكيم».

"مرسى" غضب منى فى اجتماع مع "المجلس العسكرى" لأنى فضحت تحريضهم على الفتنة

ما شهادتك حول لقاءات المجلس العسكرى بعد ثورة يناير؟

- كنا نأخذ وقتنا بالكامل للتحدث كرؤساء أحزاب، وكان المشير طنطاوى لا يقاطع أحداً، وحكمته أنقذت مصر كثيراً من خطر الإخوان، وأتذكر فى أحد هذه الاجتماعات اتهمت الإخوان ومحمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة حينها بإشعال فتيل الفتنة الطائفية، حيث أدلى الإخوان بتصريحات فى «الأهرام» ضد نجيب ساويرس، لأنه نشر رسومات كاريكاتيرية طائفية واعتذر أكثر من 4 مرات عن هذه الرسوم، ورغم ذلك ظل «مرسى» والإخوان يشعلون فتيل الفتنة، وغضب حينها محمد مرسى ونفى أنهم قاموا بذلك فى «الأهرام» فرد عليهم سامى عنان، رئيس الأركان، وقال لمرسى: «أنا قرأت الخبر فى الأهرام اليوم الصبح ونرجو التهدئة»، والغريب رغم كل هذه البلاوى والأفعال كان محمد مرسى يؤم المصلين فى اجتماعات المجلس العسكرى، وكنت فى أغلب اللقاءات أتحدث مع المشير حول المشروعات التنموية والاقتصادية وإنقاذ مصر من كبوتها الاقتصادية لا سيما أننا كنا نعيش فى ظل أزمة اقتصادية كبيرة.

حاول الإخوان تحييدك فى 30 يونيو، كيف قاومت ذلك؟

- حاولوا مراراً وتكراراً، ولكننا من الأحزاب الحاكمة فى الميدان، وساومنا الإخوان وتواصل معنا «عبدالله البلتاجى» وهو أستاذ فى كلية الزراعة وشقيق محمد البلتاجى القيادى الإخوانى وطلب منى فض الميدان من المتظاهرين، ورفضت حينها، وعرض على الأحزاب 5 حقائب وزارية وأنا قلت له: «أولاً محدش فى إيده يطلع الناس من الميدان والناس نازلة كلها بتفاعلاتها واحنا مشاركين مع الناس فى التظاهر ومش عاوزين حقائب وزارية»، وقلت للإخوان «الشباب فى كل ميادين مصر ومحدش يقدر يرجعهم من الميادين أو الاتحادية واحنا معرضين نفسنا لأى خطر بهدف إسقاط الحكم الإخوانى، وكان لينا مطلب واضح، وهو انتخابات رئاسية مبكرة ودى طبعاً بالنسبة ليهم كانت كارثة، وكنت حاضر اجتماع لوزير الأوقاف وكانت الصحافة كلها موجودة وكنت بتكلم وقلت لهم «لو بتتكلموا عن تهدئة الثوار فى الميادين لازم انتخابات رئاسية مبكرة، وواحد من وكلاء الوزارة قالى انت مين مفوضك تتكلم باسم مصر عشان تقول هذا الكلام، قلت له أنا اسمى موسى مصطفى موسى وأنا بعبر عن الناس ومفوض أتكلم باسم الناس، ولو مرسى عنده شعبية هيكسب، فوزير الأوقاف راح هدى وكيل الوزارة، وحينها الوزير قال لى تعالى اجلس بجانبى حتى تهدأ، وأعلنت موقفى فى الصحافة، والأمن كان قلقان عليّا لذلك اصطحبنى حتى مكتبى فى الحزب، وبالصدفة مقر الحزب بجوار وزارة الأوقاف، وأكدت مش هنسيب الميدان غير لما مرسى يمشى أو يدعو لانتخابات رئاسية مبكرة».

رفضت طلب السيد البدوى التصالح مع أيمن نور فى أحد لقاءات الأحزاب مع "مرسى"

ولماذا شاركت فى لقاءات رسمية مع الرئيس الإخوانى محمد مرسى؟

- شاركت فقط فى لقاءين، ورفضت المشاركة فى لقاء سد النهضة لأنه عبثى، وتوقعت كل هذا العك الذى حدث، وفى أحد هذه الاجتماعات السيد البدوى رئيس حزب الوفد حينها حاول يصالحنى مع أيمن نور، ورفضت التصالح وقلت لـ«البدوى» لن أتصالح مع هذا الشخص، وجئت هنا لكى أتحدث فقط فى الشأن العام، وكانت علاقة «السيد البدوى» بالإخوان قوية ويعرف أيمن نور جيداً «ومعرفش ليه السيد البدوى بيصالحنى على أيمن نور وليه ركبوا مع بعض العربية بعد أن رفضت وتركونا والله أعلم».

كيف كانت تجربتك فى الترشح فى الانتخابات الرئاسية السابقة؟

- قبل أن أنوى الترشح ضد الرئيس السيسى فى انتخابات 2018، أسست حركتى «مؤيدون» و«كمل جميلك يا شعب» وكنت مؤيداً للسيسى فى هذه المرحلة، وشاركت فى لقاءين للرئيس السيسى بالأحزاب، وتحدثت معه 20 دقيقة و«كلمته عن الاقتصاد والتنمية وكيف نعمل على حل أزمة ديون مصر»، وطرحت عليه مشروع الصوب الزراعية، الذى تم تنفيذ جزء كبير منه الآن، و«الرئيس السيسى يستمع للجميع وكنت سعيد جداً لما الرئيس شكرنى على دورى السياسى، واعتبرت شكره لى بعد انتهاء الانتخابات كأنى حصلت على قلادة النيل، ولو أنا هكمل مشوارى السياسى لازم أعمل حاجة كبيرة، لذلك أعتمد على فكرة المعارضة البناءة لصالح الوطن، لأنه لازم يبقى فيه معارضة فى مجلس النواب حتى لا يكون برلمان مستأنس، ولازم نعمل معارضة محترمة خايفة على بلدها».

ما رؤيتك للاستحقاقات البرلمانية الثلاثة «شيوخ ونواب ومحليات»؟

- نحن كحزب الغد مستعدون للمشاركة فى الاستحقاقات الثلاثة، ونقترح أن ندخل جميعاً كأحزاب معارضة بـ«60» نائباً ونقوم بعمل 8 قوائم انتخابية وليس 4 قوائم مثل الانتخابات السابقة، وأعتقد أننا يجب أن نتوافق حول 50% فردى و50% قائمة، وكل قائمة ستكون حوالى 64 نائباً، وعندما طرح رئيس حزب الوفد تقسيم الأحزاب ليسار ويمين ووسط رفضت هذه الفكرة، لأن هناك يساريين أو ليبراليين أو يمينيين يعملون لتحقيق مصالح دولية ويعملون ضد الدولة ويجب أن يكون الفيصل مؤيداً أو معارضاً من أى تيار سياسى حتى نغلق الباب على هؤلاء.

وأعتقد أننا يجب أن ندعم المعارضة البناءة داخل البرلمان فى مجلس النواب المقبل وفى الحياة السياسية، وأن يكون هناك معارضة حقيقية تساهم فى تقدم مصر واستكمال المشهد السياسى، وبالمناسبة لو نجحت قائمة واحدة لأحزاب المعارضة تشمل 64 نائباً فهذا أمر جيد للغاية، ويكون لها تأثير جيد على أداء البرلمان.


مواضيع متعلقة