تركيا تحارب أوروبا باللاجئين.. وسياسيون: ابتزاز يتطلب معاقبة أنقرة

تركيا تحارب أوروبا باللاجئين.. وسياسيون: ابتزاز يتطلب معاقبة أنقرة
- تركيا
- الحرب في سوريا
- عبور اللاجئين لأوروبا
- اللاجئين في تركيا
- روسيا وتركيا
- الاتحاد الأوروبي
- تركيا
- الحرب في سوريا
- عبور اللاجئين لأوروبا
- اللاجئين في تركيا
- روسيا وتركيا
- الاتحاد الأوروبي
وصف سياسيون، فتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبواب حدود بلاده أمام النازحين باتجاه اليونان وبلغاريا، كما لو أنّه يفتح النار على أوروبا بأكملها، وخطوة انتقامية من أنقرة التي تلقت أشد الصفعات في سوريا بمقتل العشرات من جنودها في ضربة جوية نفذتها القوات السورية داخل محافظة إدلب.
واعترفت تركيا بتدفق مئات اللاجئين السوريين إلى سواحل بجر إيجه بولاية جناق قلعة، شمال غربي تركيا، للوصول إلى الجزر اليونانية، وإلى نقاط أخرى على ساحل قضاء أيواجك، سعيا للوصول إلى جزيرة ميديلي اليونانية.
عبدالله: يريد جرّ الاتحاد الأوروبي إلى مستنقع الحرب السورية
الدكتور محمد عبدالله، الباحث في الشؤون التركية، يقول لـ"الوطن"، إنّ إشهار تركيا ورقة اللاجئين في وجه أوروبا، تهديد اعتاد عليه أردوغان كلما تضيق به السبل لابتزار الدول الأوروبية لحصد الأموال، وجرّ الاتحاد الأوروبي إلى مستنقع الحرب السورية.
وأبدت الدول الأوروبية قلقها من قرار تركيا المباغت بفتح حدودها لعبور اللاجئين السوريين إلى أوروبا، وسارعت ألمانيا عبر المستشارة أنجيلا ميركل، إلى الاتصال مع الجانب التركي، معربة عن ضرورة عقد لقاء رباعي تحضره مع موسكو وباريس وأنقرة.
وفي ظل التطورات الأخيرة، يعتقد عبدالله أنّ الخسائر التي تعرضت لها تركيا في سوريا، دفعت الرئيس التركي لاستخدام ورقة اللاجئين من أجل الضغط على أوروبا للحصول على دعم لعملياته العسكرية في الشمال السوري وخاصة في إدلب ضد روسيا.
ويرى أنّ التهديدات التركية هدفها واضح وهو الضغط على أوروبا لدعم اتجاه أنقرة بإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، بجانب الضغط على الاتحاد الأوروبي ليضغط على روسيا لتغيير سياستها نحو إدلب.
طه: تنصله من اتفاق المهاجرين يستلزم إجراءات عقابية
ويرى الدكتور أمجد طه، رئيس المركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط، أنّ قرار فتح الحدود التركية أمام اللاجئين جاء نتيجة الخسائر الفادحة التي تعرض لها جيش أردوغان في معارك إدلب السورية.
ويضيف طه، لـ"الوطن"، أنّ فتح الحدود التركية يعد تنصل من أردوغان من اتفاق اللاجئين مع الاتحاد الأوروبي، مطالبا باتخاذ موقف صارم تجاه ممارسات أردوغان العدوانية.
ورغم أنّ الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لم تتخذ موقفا بالنسبة لفتح تركيا حدودها أمام المهاجرين، إلا أنّ طه يرجح فرض عقوبات ضد أنقرة لإخلالها باتفاق اللاجئين، ووقف الابتزاز التركي بورقة اللاجئين.
ويرى طه أنّ فتح الحدود التركية كان في انتظاره مئات اللاجئين الذين يتعرضون لواقع أليم داخل تركيا، لكنهم يواجهون صعوبات في العبور في ظل غلق الجانب اليوناني والبلغاري لحدوده أمامهم.
ويصطدم عبور اللاجئين من تركيا إلى أوروبا، بتشديد اليونان المراقبة والحماية على حدودها البرية والبحرية لمنع توغل المهاجرين، حسب ما أعلنه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، عدم تهاون بلاده مع أي دخول غير قانوني.
وتوقع طه أنّه في حال نجاح اللاجئين الذين خرجوا من تركيا عبور حدود اليونان وبلغاريا سيغادر جميع اللاجئين تركيا، مشددا على أنّه على الدول الأوروبية أن تعرف أنّ دفع المزيد من الأموال لتركيا لن يحل أزمة اللاجئين وعليهم التحرك في اتجاه الحل سياسي لإنهاء الحرب في سوريا.
قورة: احتياجه للدعم العسكري وراء فتح الحدود
ويرى ياسر قورة، مساعد رئيس حزب الوفد، أنّ أنقرة تضغط بورقة اللاجئين على أوروبا يأتي بعد تكبدها خسائر فادحة في سوريا، وتريد الحصول على الدعم الأوروبي ضد روسيا، منوها بأنّ فتح الحدود أمام اللاجئين يعد نقض من الأتراك لاتفاقية اللاجئين التي وقعتها مع الاتحاد الأوروبي في عام 2016.
ويضيف قورة، لـ"الوطن"، أنّ أردوغان فقد صوابه بعد مصرع عشرات الجنود الأتراك في إدلب السورية، ويريد الحصول على الدعم العسكري من الاتحاد الأوروبي وهو لن يحدث لأنه من الصعب أن يدخل في حرب نتائجها مجهولة ضد روسيا.
ويرى أنّ فتح الحدود إجراء عقابي من أردوغان للاجئين، وهناك مئات المهاجرين أغلبهم من السوريين شقوا طريقهم نحو حدود اليونان وبلغاريا، واللتان لا تسمحان بدخول النازحين إليهما، متوقعا أن يكون للاتحاد الأوروبي موقف وإجراءات عقابية ضد تركيا بعد الانتهاكات التي يرتكبها أردوغان.
عبدالعال: رد انتقامي على هزيمته في إدلب
ويقول النائب سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، لـ"الوطن"، أنّ فسح تركيا الطريق أمام اللاجئين الذين يعيشون فيها نحو الحدود الأوروبية، جاء كرد انتقامي من أردوغان على هزيمته في إدلب على يد الجيش السوري.
ويرى عبدالعال أنّ أردوغان يضغط سياسيا على أوروبا للحصول على الدعم العسكري لعملياته العدوانية داخل الأراضي السورية، وكان يتخذ اللاجئين كرهائن من أجل ابتزار الدول الأوروبية للحصول على الأموال.
ويعتبر عبدالعال أنّ صمود الشعب السوري والتضحيات التي يقدمها للحفاظ على وحدة أرضه في مواجهة كل المخططات التركية أثار جنون أردوغان، مشددا على أنّ فتح الحدود أمام المهاجرين قرار يضرب به الرئيس التركي باتفاقية اللاجئين عرض الحائط، ويجب أن يواجهه اجراءات عقابية من الاتحاد الأوروبي.
يذكر أنّ تركيا أرسلت آلاف الجنود، وعتاد عسكري ثقيل، إلى سوريا هذا الشهر دعما للعناصر المسلحة الموالية لها في إدلب بعد شن الجيش السوري عملية عسكرية من أجل استعادة السيطرة على هذه المحافظة آخر معاقل المعارضة.
ونزح مليون شخص تقريبا منذ الأول من ديسمبر الماضي وفقا لمعلومات الأمم المتحدة، 60% منهم من الأطفال، وفي وقت تفسح تركيا الطريق أمام اللاجئين الذين يعيشون فيها نحو الحدود الأوروبية، لا يزال مئات آلاف النازحين من إدلب عالقين في المناطق الحدودية مع تركيا.