سباق على باب المترو مين يكسب؟.. بطاقة السيسي بـ 2 جنيه وصورة مرسي بـ جنيه واحد بس
بالرغم من صغر عمره إلا أنه تولى المسؤولية الكاملة لمنزل به 6 أفراد الأب والأم وأربعة أخوات، ولسان حاله "أمي ست بيت وعمري ما هخليها تنزل تشتغل، ولا حد من إخواتي البنات.. المفروض أنا راجل البيت بعد أبويا، سيبت المدرسة عشان اشتغل وأصرف على نفسي وعلى أهلى، في ايدي 3 صنايع وبختي ضايع".
علي صالح.. طفل لم يتعد عمره 14 ربيعًا، قضى عامين من عمره في الشارع بعد أن تخطى عمر والده 70 عامًا، وبدأ يعاني كثيرًا من الأمراض، اكتسب من والده صنعة "نجارة المسلح"، وتعلم كيف يصبح صبي في فرن "فينو" إلى أن انتهى به الحال بائع متجول في الشوارع.
ينطلق في الصباح الباكر إلى ميدان رمسيس، ويبدأ يومه بالبحث عن الرزق في أي صنعة من الثلاثة، "يبيع صورة مرسي بـ (جنيه) وبطاقة السيسي بـ (2 جنيه) عشان البطاقة هي اللي ماشية اليومين دول، ومين عالم يمكن بكرة صورة مرسي تبقي بـ5 ولا حاجة".
يستقبل عبث الوجوه والكلمات المهينة من مؤيدي السيسي ومرسي بابتسامة هادئة، فالأمر بالنسبة له مجرد رزق وتجارة بعيدًا عن الآراء السياسية، وهو يحدث نفسه "أنا مش ببيع الحاجات دي عشان أنا بحب واحد منهم.. دي لقمة عيش.. في ناس بتيجي تقولي السيسي حلو وهيبقي رئيس عشان الشعب كله بيحبه.. وناس تانيه تيجي وتقولي مرسي كويس وهيرجع ويبقي رئيس.. وأنا مش عاوز حاجه غير إنهم يشتروا وبس".
مواقف كثيرة تعرض لها "صالح" من مؤيدي مرسي والسيسي، بعيدًا عن إهانات الطرفين، كان آخرها ما تعرض له على يد أحدى مؤيدات "مرسي"، وحكى قائلًا "في ناس بتيجي تدفع أكتر من حق الصورة أو البطاقة عشان تشجعني أبيع صورة اللي بيحبوه.. لدرجة إن ست جت واديتني 20 جنيه لشراء صورة مرسي وحكت لي عنه حاجات كويسه عشان أبيع صورته أكتر"
ورغم تشجيع أنصار "مرسى" له بيبع صوره، وأن يتجنب بيع بطاقة السيسي إلا أن "صالح" كان له رأيًا مختلفًا، فيقول "أنا حدودي في البيع على باب المترو.. وبصراحة أخاف اتمسك جوه من الحكومة بصورة مرسي ويقولوا عليا إرهابي زي ما الناس بتقول وأمي وأبويا وإخواتي ملهمش حد غيري، أما لو السيسي حيمسك البلد عاوز أقوله متظلمش حد ومتجيش على حد عشان في ناس كتير غلابه وبيحبوك".