"التخسيس أونلاين".. مغامرة خطرة على حياة الشباب

"التخسيس أونلاين".. مغامرة خطرة على حياة الشباب
- كيتو دايت
- الصيام المتقطع
- دوكان دايت
- نظام الوجبة الواحدة
- الريجيم
- التخسيس
- أدوية التخسيس
- أمراض السمنة
- الدايت
- كيتو دايت
- الصيام المتقطع
- دوكان دايت
- نظام الوجبة الواحدة
- الريجيم
- التخسيس
- أدوية التخسيس
- أمراض السمنة
- الدايت
«كيتو دايت»، والصيام المتقطع، «دوكان دايت»، ونظام الوجبة الواحدة، هذه نماذج لأنظمة الريجيم التى يتبعها بعض الشباب والفتيات الراغبين فى إنقاص أوزانهم دون استشارة طبيب متخصص فى التغذية وأمراض السمنة، لكنهم يكتفون بما يُنشر على الصفحات و«الجروبات» المختصة فى «الدايت» على السوشيال ميديا، ويختارون أنظمة غذائية بلا أى خبرة رغم أن هذه الأنظمة قد تسبب لهم مخاطر صحية من الممكن أن يدفعوا حياتهم ثمناً لها أو تلازمهم لفترات طويلة، نتيجة حدوث خلل فى أجهزة الجسم.
أنظمة التخسيس قد لا تناسب الجميع لأن كل شخص له تكوينه الجسمانى ونوعية الأطعمة والمشروبات التى يحتاجها لذلك يجب أن يكون تطبيق هذا النظام تحت إشراف طبيب متخصص وعدم الاعتماد على تجارب الآخرين للوصول إلى الوزن المثالى، وهو ما قد يسبب بعد فترة قصيرة من اتباع هذه الأنظمة الغذائية بشكل عشوائى، اﻹصابة بأمراض مزمنة نظراً لتغير النظام الغذائى بشكل مفاجئ والاعتماد على وجبات لا تناسب احتياجات الجسد اليومية.
«الوطن» فتحت هذا الملف واستمعت إلى حكايات فتيات وشباب لجأوا لاتباع أنظمة ريجيم مختلفة بهدف إنقاص أوزانهم لكنهم أصيبوا بمضاعفات صحية عديدة أجبرتهم على التوقف عنه، كما استمعت إلى رأى استشاريى تغذية فأكدوا أن كافة الأنظمة العشوائية المنتشرة على وسائل التواصل مضرة بصحة مرضى السمنة وتعرض من يتبعها للإصابة بأمراض عديدة ومزمنة.
البعض يدفع ثمن "الريجيم" العشوائى: "شفنا موتنا بعنينا"
«مفيش حاجة نفعت معايا، جربت كل اللى قالوا عليه وأكتر، ولما أسمع أو أقرأ عن علاج جديد أو وصفة كنت بجربها بس ماكنتش بخس خالص»، بهذه الجملة بدات إيمان محمد، 23 سنة، سرد تجربتها المريرة مع رحلة العلاج من السمنة المفرطة والتى بدأت عند بلوغها الثالثة عشرة من عمرها.
ترددت «إيمان» على أكثر من طبيب تغذية فى مناطق مختلفة لكن أغلبهم كانوا يلجأون للأعشاب وأدوية التخسيس كحل لعلاجها من السمنة التى كانت عائقاً أمامها وتحرمها من أن تعيش سنها مثل باقى زميلاتها، لكن دائماً كانت النتيجة واحدة «مفيش فايدة»، لأنها كانت فى كل مرة تفاجأ بثبات وزنها ومقاسات لبسها، وعانت لأكثر من 4 سنوات من اكتئاب مزمن وشعور بالتعب المستمر لأنها لم تتمكن من الوصول إلى الوزن المثالى.
«انت بتاكلى أكل إخواتك»، و«ملامحك وصوتك مش لايقين على جسمك خالص»، «مش هتلاقى اللى يرضى بيكى وانتى كده».. تعليقات مؤلمة ومستفزة كانت تسمعها «إيمان» يومياً بسبب زيادة وزنها الذى حاولت كثيراً إنقاصه بعد أن وصل إلى 85 كيلوجراماً، وتابعت: «كنت بهون على نفسى أى تعب بحس بيه فى فترة الريجيم، ماكانش بيفرق معايا الأكل خالص، كان هدفى إنى أخس لأن عندى الدهون كلها متراكمة فى منطقة واحدة وبتخلى شكل جسمى وحش، بس كنت كل 3 شهور أوزن نفسى ألاقى نفسى ماخستش غير كيلو أو اتنين بالكتير، وده كان بيدمرنى نفسياً».
أنظمة ريجيم متعددة اتبعتها الشابة العشرينية خلال رحلة علاجها بدءاً من الأعشاب وأدوية التخسيس مروراً بالريجيم القاسى الذى ينقص الوزن 8 كيلو خلال أسبوع، وحتى الريجيم النباتى، على أمل أن يناسب أحدها جسمها، وبعدما باءت جميع المحاولات بالفشل، قررت التوقف عنها تماماً، واتجهت إلى إجراء عملية جراحية لتجميد الدهون بعد سماعها عنها فى أحد البرامج التليفزيونية، وكانت العملية هى أملها الوحيد للتخلص من الوزن الزائد، لكن نتيجتها لم تختلف كثيراً عما سبق رغم إجرائها كافة التحاليل التى طلبها منها الطبيب.
«دفعت 5000 جنيه وقتها وعملتها رغم خوفى لكن مافرقتش معايا خالص وعملت بعدها تحاليل وعملت جلسة تانية ومفيش فايدة، حينها قررت ترك الجامعة والجلوس فى البيت تجنباً لتعليقات الناس التى كانت تفقدنى ثقتى فى نفسى، خصوصاً بعد زيادة وزنى نتيجة تناول بعض أدوية الاكتئاب»، بهذه الجملة واصلت سرد تجربتها، وتابعت: «الناس ما بترحمش كنت بشوف نفسى فى المراية حلوة أخرج من البيت أسمع تعليق يوجعنى، مابقتش أروح الجامعة وماكملتش تعليم عشان ماسمعش كلام من حد، بقيت كارهة نفسى وشكلى، حتى الأكل مابقتش بحب ريحته، لدرجة إنى فكرت فى الانتحار لكن خفت من ربنا».
مرت الشهور على «إيمان» دون تغيير، حتى اقترب موعد زفاف شقيقتها الكبرى، وحينها قررت إنقاص وزنها وتغيير شكلها دون الاعتماد على أى طبيب أو أدوية لتفاجئ أسرتها وزملاءها فى حفل الزفاف، لذا اشتركت فى «جيم» وتناولت أكلاً صحياً واستبدلت بعض الأطعمة المضرة بأخرى صحية، حتى قرأت على أحد «جروبات الريجيم» على موقع «فيس بوك» عن نظام جديد للتخسيس يسمى «كيتو دايت»، يعتمد فيه الجسم على الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من النشويات، وبعد انضمامها للجروب واطلاعها على كافة الأمور المتعلقة بالنظام كنوع الأكلات المسموح بها والمشروبات المتاحة ومواعيدها، بدأت الشابة العشرينية التى تسكن فى المنصورة فى تطبيقه بعدما قرأت تجارب لشباب وفتيات تمكنوا من خفض أوزانهم خلال فترة قصيرة بعد اتباعهم نظام «كيتو دايت» الذى يعتمد على تناول الدهون ومنع الكربوهيدرات تماماً، وقالت: «ماكنتش سمعت عنه قبل كده، وكان عندى إرادة وقتها إنى أخس، ولقيت ناس كتير ماشية على النظام ده وبيخسوا، فقُلت هجرب مع الرياضة يمكن أخس، كنت ممكن أصحى آكل قطعة زبدة، وأعمل الأكل فى سمنة كتير، كنا بنشرب شوربة كوارع مع الأكل، ومنعت خالص النشويات، كنت بستغرب فى الأول من النظام لأنى باكل دهون كتير بس كانوا على الجروب بيقولوا لى عادى ده الطبيعى».
"إيمان": "كيتو دايت" أصابنى بـ"ارتجاع فى المرىء"
3 أسابيع متواصلة، طبقت «إيمان» نظام «كيتو دايت» الذى ساهم فى خفض وزنها إلى حد ما لكن حالتها الصحية تدهورت يوماً بعد آخر، وبدأت تشعر بسعال شديد متواصل ثم ساءت حالتها إلى قىء دموى ما دفع والدتها للذهاب بها إلى الطبيب فشخص حالتها على أنه ارتجاع فى المرىء، وأضافت: «رُحنا للدكتور قال لى إن ده بسبب نظام الكيتو، وإنه ما ينفعش حالتى، فبطلته وأخدت علاج، بس فضلت بعدها شهر كامل أعانى من إمساك وما بقدرش آكل خالص ولا حتى أشرب لحد ما أغمى عليا ونقلونى المستشفى وهناك علقوا لى محاليل، ومافقتش إلا بعد فترة طويلة».
بعد إصابته بقطع جزئى فى الأربطة وزيادة وزنه إلى 100 كيلو، بدأ محمود فؤاد، مدير أحد مراكز صيانة السيارات، يفكر فى إنقاص وزنه حتى يتمكن من علاج قدمه التى كانت تستجيب ببطء لجلسات العلاج الطبيعى بسبب الوزن الزائد من ناحية، وحتى يتناسق جسمه مع طوله من ناحية أخرى، حتى سمع عن نظام الصيام المتقطع الذى يتم فيه الامتناع عن الأكل لمدة 16 ساعة متواصلة والاكتفاء بشرب المياه والعصائر بدون سكر، فقرر حينها اتباعه، خصوصاً أنه لا يحتاج إلى بذل مجهود كبير، وعن هذه التجربة قال: «ماكنتش راضى عن شكلى، وماكانش ينفع أروح الجيم عشان رجلى، فكنت بدور على ريجيم مايكونش فيه حرمان أوى، فشُفت نظام إنى أصوم عدد ساعات معينة وآكل بعدها أى حاجة عايزها بس طبعاً بسعرات حرارية معينة، فعجبنى وماكنتش محتاج فيه إنى أتابع مع دكتور».
"فؤاد": "الصيام المتقطع" سبب لى خللاً فى أجهزة الجسم
اتبع «محمود» نظام الصيام المتقطع لمدة 7 أسابيع فقد خلالها 9 كيلو من وزنه، ورغم أن الوزن الذى فقده كان أقل بالكثير عن المعدل الطبيعى للنظام، لكنه كان يسعى للوصول للوزن المثالى من خلال اتباع كافة الوصفات الخاصة بالأكل والمشروبات بدقة، حتى بدأ يشعر من وقت لآخر بصداع شديد، فتوجه لطبيب أنف وأذن وحنجرة ظناً منه أن سببه التهاب الأذن كما كان يعانى من قبل، لكن الطبيب أكد له أن شكواه ليس لها علاقة بالأذن، فاكتفى حينها بتناول المسكنات، حتى اشتد عليه الألم وأصبح غير قادر على ممارسة حياته اليومية، فنصحه زملاؤه بالذهاب لطبيب مخ وأعصاب لإجراء أشعة على المخ للاطمئنان على حالته، وعن هذه المرحلة قال: «الصداع ماكانش بيروح، كنت باخد أقوى مسكنات وماكانتش بتجيب أى نتيجة، كشفت أذن وعيون وماكانش فيه أى مشكلة صحية عندى، حتى أشعة المخ كانت سليمة، والدكتور كتب لى وقتها على مسكن مش أكتر».
استمر الشاب العشرينى لمدة 5 أيام يتناول جرعات الدواء التى كتبها له الطبيب، لكن حالته الصحية كانت تزداد سوءاً كلما بذل مجهوداً بسيطاً، حتى فقد وعيه فى أحد الأيام ونقلته أسرته إلى المستشفى لإسعافه.
وأضاف: «كنت فى فترة امتحانات بس ماكنتش قادر أذاكر من الصداع ومع الوقت مابقتش أقدر أعمل أى مجهود، وعلى طول حاسس بخمول، لحد ما أغمى عليا، ومافُقتش إلا والمحاليل متعلقة فى إيدى»، مشيراً إلى أن الطبيب نصحه وقتها بالتوقف عن الريجيم الذى يتبعه والذهاب لطبيب متخصص فى التغذية، لأنه سبب له خللاً فى أجهزة الجسم.
وتابع «فؤاد»: «لما بدأت دايت غيرت نظام أكلى تماماً، فبعد ما كنت باكل معجنات ونشويات وسكريات، منعت فجأة كل ده وبقيت معتمد على الخضراوات والعصائر، فماكانش فيه بروتين كافى بيدخل جسمى، ولأنى ما قريتش كتير عن نظام الصيام المتقطع، حصل لى مضاعفات أكتر من المعتادة، واللى عرفته من الدكتور إنه ماكانش مناسب لجسمى، ومن وقتها وقفته».
رنا حازم، 20 عاماً، قررت بعد الانتهاء من امتحانات الثانوية العامة إنقاص وزنها الذى زاد خلال هذه الفترة 20 كيلو، استعداداً لمرحلة جديدة فى حياتها، فقامت بالدخول على الإنترنت للاطلاع عن أنظمة الريجيم وأفضلها بالنسبة لها، حتى وقعت عيناها على صفحة لطبيب متخصص فى التخسيس والتغذية، يشرح فيها عن أنظمة جديدة تساعد على تخسيس الجسم فى مدة قليلة، من بينها نظام الوجبة الواحدة الذى يساعد على إنقاص من 10 لـ15 كيلو خلال أسبوعين، ويتم خلاله تناول وجبة واحدة تحتوى على جميع العناصر الغذائية من كربوهيدرات وبروتينات ودهون وفيتامينات ومعادن بسعرات حرارية معينة خلال اليوم.
"رنا": "دوكان" جاب لى "قولون عصبى" لأنى منعت النشويات وغيرت نظام أكلى
وقالت «رنا» إنها اتبعت «نظام دوكان»، الذى يعتمد على البروتينات فى الوجبات وخفض الكربوهيدرات، وينقسم لـ4 مراحل، مرحلتان منها لإنقاص الوزن ومرحلتان لتثبيته، بجانب نظام الصيام المتقطع، وبعدها أجرت تحاليل طلبها الطبيب لأن هذا النظام يعتمد على مقاطعة النشويات والخبز تماماً خلال فترة الريجيم، والاعتماد على الخضراوات واللحوم وبعض أنواع الفاكهة المسموح بها.
وأضافت: «التحاليل كانت نتيجتها سليمة، فالدكتور قال لى مفيش مشكلة نبدأ دايت من دلوقتى، وفعلاً كتب لى على الوجبات اللى آكلها ومواعيدها ومعاه المشروبات والفواكه»، مشيرة إلى أنها اتبعت نظام الريجيم لمدة 3 أسابيع فقدت خلالها 10 كيلو من وزنها، واستمرت عليه حتى بدأت تشعر بألم فى معدتها، فتوجهت لطبيبها الذى كتب لها بعض الأدوية الخاصة بعلاج الإمساك ورغم تناول جرعاته بانتظام، إلا أن حالتها الصحية لم تتحسن، ما دفعها للذهاب إلى طبيب باطنة وجهاز هضمى وهنا كانت الصدمة: «اكتشفت إن جالى القولون العصبى لأنى منعت النشويات وغيرت نظام أكلى، والدكتور قال لى إن اللى عملته ده غلط وإن مفيش نظام غذائى نمنع فيه النشويات ولازم يكون الأكل فيه كل العناصر عشان الجسم ما يتعبش زى ما حصل لى».
اقرأ أيضًا:
استشاريو تغذية: انتحار بالبطيء .. وطرق التخسيس الصحية يجب أن تخضع لإشراف طبي