المؤسسات الدينية: وقف الحج والعمرة جائز درءاً للمفسدة

المؤسسات الدينية: وقف الحج والعمرة جائز درءاً للمفسدة
- المملكة العربية السعودية
- وقف الحج
- وقف العمرة
- وزارة الأوقاف
- الاوقاف السعودية
- المملكة العربية السعودية
- وقف الحج
- وقف العمرة
- وزارة الأوقاف
- الاوقاف السعودية
أيدت المؤسسات الدينية فى مصر قرار المملكة العربية السعودية التعليق المؤقت لتأشيرات العمرة وزيارة الحرم النبوى الشريف بسبب انتشار فيروس كورونا المميت. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، فى بيان: «تعليق المملكة العربية السعودية المؤقت لمنح تأشيرات العمرة وزيارة الحرم النبوى الشريف يندرج تحت قاعدة (درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة).
"الأوقاف": مشروعية الحفاظ على الأرواح
وله ما يبرره من مشروعية الحفاظ على الأرواح، ودفع ما يعرضها للخطر المحقق أو الغالب على الظن، وذلك فى ضوء بيان الخارجية السعودية الذى أكد أن هذا الإجراء احترازى مؤقت يهدف للإسهام فى كبح جماح انتشار فيروس كورونا، وأن هذا الإجراء سيخضع لإعادة التقييم المستمر، ولا سيما أن الجميع يعلم أن الأماكن الأكثر ازدحاماً أكثر عرضة لانتشار هذا الفيروس وفق ما تؤكده تقارير منظمة الصحة العالمية».
وأكد الدكتور أيمن أبوعمر، وكيل الأوقاف لشئون الدعوة، مدير عام الفتوى وبحوث الدعوة بالوزارة، أنه يجوز إلغاء موسم الحج هذا العام إذا ما اقتضت الضرورة بسبب فيروس كورونا. وأضاف فى فيديو له: «حكم الشرع نابع من الرأى الطبى، فإذا قال أهل الذكر، وهم الأطباء هنا، إن التجمع بالصورة دى فيه احتمال هلاك للناس يبقى إحنا لازم نستجيب، فالله قال (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)».
وتابع: «معروف فى الشريعة أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، فالإسلام يعطى لحياة الإنسان قيمة كبيرة جداً، ويحافظ عليها قدر المستطاع». وقال مدير الفتوى: «لو حصل وتم إلغاء موسم الحج بسبب كورونا، لحماية الإنسان، فلا توجد فى ذلك حرمة أو مخالفة لقواعد الإسلام، بل هو أمر نابع من مقاصد الشريعة الإسلامية». وأكد «أبوعمر» أن من مات بسبب فيروس كورونا فهو شهيد، فالنبى قال: «ومن مات بالطاعون فهو شهيد»، والحكم فيمن مات بالطاعون مثل من مات بفيروس كورونا.
بدورها قالت دار الإفتاء إن قرار السعودية بالتعليق المؤقت لمنح تأشيرات العمرة وزيارة الحرم النبوى الشريف لمواجهة انتشار فيروس كورونا يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية للحفاظ على أرواح وسلامة المعتمرين وضيوف الرحمن. وأشادت الدار، فى بيان لها، بجهود المملكة العربية السعودية فى خدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إلى الأراضى المقدسة لأداء المناسك، مشيرة إلى أن سلطات المملكة لا تدّخر جهداً فى توفير كافة سبل الراحة وتذليل الصعاب التى تواجه ضيوف الرحمن.
وقالت الدار: «نؤيد وندعم بكل قوة مواقف المملكة وحرصها الشديد على أمن واستقرار المشاعر الدينية وكل ما تتخذه من إجراءات لضمان تحقيق ذلك، وسعيها الدؤوب للحفاظ على أرواح المعتمرين وضيوف الرحمن»، ولفتت النظر إلى أن قرار التعليق المؤقت لمنح تأشيرات العمرة وزيارة الحرم النبوى الشريف يأتى استناداً للقاعدة الفقهية «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح». ودعت دار الإفتاء جميع دول العالم إلى التعاون والتكاتف التام لمواجهة هذا الوباء الخطير، والعمل على مواجهته فى أسرع وقت ممكن، وتوجهت بالدعاء إلى المولى عز وجل أن يحفظ البلاد والعباد وأن تنعم البشرية جمعاء بالأمن والسلام والاستقرار.
عضو "علماء الأزهر": يتوافق مع قول النبى "لا ضرر ولا ضرار"
وأوضح د. محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، أن النبى الكريم قال «لا ضرر ولا ضرار»، والنبى أمرنا ألا ندخل بلاد الطاعون، وإذا كنا فى بلد الطاعون ألا نخرج منه، وقال عمر بن الخطاب إنه يجوز لنا الفرار من قدر الله إلى قدر الله، فى حديثه عن الطاعون وكان مرضاً مميتاً فى ذلك الوقت، وأضاف لـ«الوطن»: «أمرنا الإسلام أن نأخذ بالأسباب فى الأمور الدينية، كذلك الدين يأمرنا بأخذ رأى أهل الذكر، وأهل الطب من أهل الذكر، فما اتخذته السعودية أمر إسلامى لا شىء فيه، بل هو الإسلام نفسه، كما أن الإسلام جعل لكل شىء سبباً وجعل هناك مسببات، نأخذ بالأسباب حرصاً على الحياة وحرصاً على المال والأولاد وكل أمور حياتنا، فالسعودية بلد إسلام وتحكم بالإسلام وما فعلته السعودية لا يخالف شرع الله».
أستاذ فقه: لا توجد مخالفة شرعية
وبدروه قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن وقف تأشيرة العمرة مؤقتاً لا يوجد به مخالفة شرعية، فهناك حسابات طبية، وزوار المسجدين الحرام والنبوى من كل بقاع الدنيا وهناك اختلاط بينهم، والقرار يتفق مع الشريعة الإسلامية من حيث أخذ التدابير الوقائية، فالإسلام هو أول من أسس للحجر الصحى حينما قال النبى الكريم «إذا كنتم فى بلد فيه طاعون فلا تخرجوا منه ولا تدخلوه»، فأمن الطريق وأمن الإنسان أمر مهم.
عضو "الشئون الإسلامية": أمن الطريق والإنسان مسئولية الدولة بمؤسساتها
وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن قرار السعودية يتوافق مع موقف النبى فى التعامل مع الفيروسات القاتلة، حيث أسس الإسلام لقاعدة الحجر الصحى منذ أكثر من 1400 عام، ومنع الاختلاط أو الدخول والخروج من المكان المنتشر فيه البلاء لحين الانتهاء منه. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخروج من الأرض التى وقع بها الطاعون أو الدخول فيها، لما فى ذلك من التعرض للبلاء وحتى يمكن حصر المرض فى دائرة محددة، ومنعاً لانتشار الوباء، وهو ما يعبر عنه بالحجر الصحى. وأضاف: مناسك العمرة تشهد حضور مسلمين من كل بقاع الدنيا، وقد يحضر شخص حامل للفيروس وهو لا يدرى فيسبب أزمة للمسلمين جميعاً، فالقرار مهم للغاية، فأمن الطريق وأمن الإنسان مسئولية الدولة بمؤسساتها.