كورونا يهدد الحج والعمرة.. ومؤسسات دينية: الإلغاء يدرأ المفاسد

كورونا يهدد الحج والعمرة.. ومؤسسات دينية: الإلغاء يدرأ المفاسد
- كورونا
- دار الإفتاء المصرية
- هيئة كبار العلماء
- وزارة الأوقاف
- محمد مختار جمعة
- محمود مهني
- شوقي علام
- إلغاء موسم الحج
- كورونا
- دار الإفتاء المصرية
- هيئة كبار العلماء
- وزارة الأوقاف
- محمد مختار جمعة
- محمود مهني
- شوقي علام
- إلغاء موسم الحج
أيدت المؤسسات الدينية في مصر، قرار المملكة العربية السعودية، بالتعليق المؤقت لتأشيرات العمرة وزيارة الحرم النبوي الشريف، بسبب انتشار فيروس كورونا.
وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، في بيان له: "تعليق المملكة العربية السعودية المؤقت لمنح تأشيرات العمرة وزيارة الحرم النبوي الشريف يندرج تحت قاعدة (درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة)".
وتابع: "له ما يبرره من مشروعية الحفاظ على الأرواح، ودفع ما يعرضها للخطر المحقق أو الغالب على الظن، في ضوء بيان الخارجية السعودية الذي أكد أنّ الإجراء احترازي مؤقت يهدف للإسهام في كبح جماح انتشار فيروس كورونا، وأنّ الإجراء سيخضع لإعادة التقييم المستمر، ولا سيما أنّ الجميع يعلم أنّ الأماكن الأكثر ازدحاما أكثر عرضة لانتشار الفيروس وفق ما تؤكده تقارير منظمة الصحة العالمية".
الأوقاف: مشروعية الحفاظ على الأرواح.. وفتوى الوزارة: من مات بسبب فيروس كورونا فهو شهيد
وأكد الدكتور أيمن أبو عمر وكيل الأوقاف لشؤون الدعوة ومدير عام الفتوى وبحوث الدعوة بالوزارة، أنّه يجوز إلغاء موسم الحج هذا العام إذا ما اقتضت الضرورة بسبب فيروس كورونا.
وأضاف في فيديو له: حكم الشرع نابع من الرأي الطبي، فإذا أهل الذكر وهم الأطباء هنا، قالوا بإلغاء موسم العمرة بسبب هذا المرض، ولما يقول أهل الطب أنّ التجمع بالصورة دي فيه احتمال هلاك للناس يبقي إحنا لازم نستجيب، فالله قال (ولا تلقوا بايديكم الي التهلكة)".
وتابع: "معروف في الشريعة أنّ درء المفسدة مقدمة علي جلب المصلحة، فالإسلام يعطي لحياة الإنسان قيمة كبيرة جدًا، ويحافظ عليه قدر المستطاع".
وقال مدير الفتوي: "لو حصل وتم إلغاء موسم موسم الحج، بسبب كورونا، لحماية الإنسان، ولا يوجد به حرمة أو مخالفة لقواعد الاسلام بل هو أمر نابع من مقاصد الشريعة الإسلامية".
فيما أكد أبوعمر أنّ من مات بسبب فيروس كورونا فهو شهيد، فالنبي هو من قال ذلك، فالنبي قال إنّه من الشهداء من مات بالطاعون، فقال "ومن مات بالطاعون فهو شهيد"، فحكم في من مات بالطاعون مثل من مات في فيروس كورونا.
بدورها، قالت دار الإفتاء إنّ قرار السعودية بالتعليق المؤقت لمنح تأشيرات العمرة وزيارة الحرم النبوي الشريف لمواجهة انتشار فيروس كورونا، يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية للحفاظ على أرواح وسلامة المعتمرين وضيوف الرحمن.
الإفتاء: القرار يتفق مع أحكام الشريعة للحفاظ على ضيوف الرحمن
وأشادت الدار في بيان لها، بجهود المملكة العربية السعودية، في خدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج والعمرة، مشيرة إلى أنّ سلطات المملكة لا تدخر جهدًا في توفير سبل الراحة وتذليل الصعاب التي تواجه ضيوف الرحمن.
وقالت الدار: "نؤيد وندعم بكل قوة مواقف المملكة وحرصها الشديد على أمن واستقرار المشاعر الدينية، وكل ما تتخذه من إجراءات لضمان تحقيق ذلك، وسعيها الدءوب للحفاظ على أرواح المعتمرين وضيوف الرحمن"، ولفتت النظر إلى أنّ قرار التعليق المؤقت لمنح تأشيرات العمرة وزيارة الحرم النبوي الشريف يأتي استنادًا للقاعدة الفقهية "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح".
ودعت دار الإفتاء جميع دول العالم إلى التعاون والتكاتف التام لمواجهة هذا الوباء الخطير، والعمل على مواجهته في أسرع وقت ممكن، وتوجهت بالدعاء إلى المولى عز وجل أن يحفظ البلاد والعباد وأن تنعم البشرية جمعاء بالأمن والسلام والاستقرار.
عضو كبار علماء الأزهر : يتوافق مع قول النبي "لا ضرر ولا ضرار"
فيما أكد الدكتور محمود مهني عضو هيئة كبار العلماء، لـ"الوطن"، أنّ النبي الكريم قال "لا ضرر ولا ضرار"، والنبي أمرنا ألا ندخل بلاد الطاعون، وإذا جلسنا في بلد الطاعون الا نخرج منها، وقال عمر بن الخطاب إنّه يجوز لنا الفرار من قدر الله إلى قدر الله، في حديثه الطاعون وكان مرض مميت في ذلك الوقت، وأمرنا الإسلام أن نأخذ بالأسباب في الأمور الدينية، كذلك الدين يأمرنا بأخذ رأي أهل الذكر في الأمور، وأهل الطب من أهل الذكر، فما إتخذته السعودية أمر إسلامي لا شئ فيه، بل هو الإسلام نفسه.
وأضاف: "الإسلام جعل لكل شيء سببا وجعل هناك مسببات، نأخذ بالأسباب حرصا على الحياة وحرصا على المال والأولاد وكل أمور حياتنا، فالسعودية بلد إسلام وتحكم بالإسلام وما فعلته السعودية لا تخالف شرع الله".
استاذ الفقه المقارن: لا يوجد مخالفة شرعية
بدروه، قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، لـ"الوطن"، أنّ وقف تأشيرة العمرة مؤقت لا يوجد به مخالفة شرعية، فهناك حسابات طبية وزوار المسجدين الحرام والبنوي من كل بقاع الدنيا وهناك اختلاط بينهم، والقرار يتفق مع الشريعة الإسلامية من أخذ التدابير الوقائية، فالإسلام هو أول من أسس للحجر الصحي حينما قال النبي الكريم "إذا كنتم في أرض وفيه طاعون فلا تخرجوا منه او لا تدخلوه"، فأمن الطريق وأمن الانسان أمر مهم.
عضو الشؤون الإسلامية: أمن الطريق والإنسان مسؤولية الدولة بمؤسساتها
وأوضح عبدالغني هندي عضو المجلس الأعلي للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف أنّ قرار السعودية يتوافق مع موقف النبي في التعامل مع الفيروسات القاتلة، إذ أسس الإسلام لقاعدة الحجر الصحي منذ أكثر من 1400 سنة، ومنع الاختلاط أو الدخول والخروج من المكان المنتشر فيه البلاء لحين الانتهاء منه.
ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخروج من الأرض التي وقع بها الطاعون أو الدخول فيها، لما في ذلك من التعرض للبلاء وحتى يمكن حصر المرض في دائرة محددة، ومنعا لانتشار الوباء وهو ما يعبر عنه بالحجر الصحي.
وأضاف: مناسك العمرة تشهد حضور مسلمين من كل بقاع الدنيا وقد يحضر شخص حامل للفيروس ولا يدري يسبب أزمة للمسلمين جميعا، فالقرار مهم للغاية، فأمن الطريق وأمن الإنسان مسؤولية الدولة بمؤسساتها.