أطباء نفسيون: الانحراف ناتج عن تقليد الأفلام.. وأخطاء التربية أبرز أسباب الجرائم

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

أطباء نفسيون: الانحراف ناتج عن تقليد الأفلام.. وأخطاء التربية أبرز أسباب الجرائم

أطباء نفسيون: الانحراف ناتج عن تقليد الأفلام.. وأخطاء التربية أبرز أسباب الجرائم

أكد عدد من الأطباء النفسيين أن السلوك الانحرافى لدى الأطفال وليد التربية والبيئة المحيطة، وأن تحول الطفل إلى ارتكاب الجرائم يتعلق بمدى ارتباط الأسر وقربها من الأبناء، مشيرين إلى أن العديد من الجرائم يرتبط بشكل كبير بالأسر ومدى الترابط بينها، لأن التفكك الأسرى أحد أهم أسباب هذا السلوك نظراً لعدم وجود رقيب على سلوك الطفل منذ صغره وهذا ما يدفعه إلى تكوين خبرة سلوكية مما يتعرض له يومياً، وعندما يتقدم فى العمر، يكون من السهل تحوله إلى مجرم معتاد الإجرام نظراً لخبراته السابقة.

وقال جمال فرويز، طبيب نفسى، إن سلوكيات الأطفال ترتبط بالتربية، لأنهم يميلون إلى تقليد ما يرونه أمامهم، مؤكداً أن هناك العديد من الجرائم تُكتسب من البيئة المحيطة، مشيراً إلى أن هناك سلوكيات يكتسبها الطفل فى مراحل النشأة تتحكم فى سلوكه تجاه الآخرين، وهذه العادات السيئة تنتج عن الحرمان العاطفى الذى يتعرض له الطفل، سواء من معاملة الأهل أو الحرمان من أحد الأبوين، ما يولد لدى الطفل نوعاً من الحرمان يجعله يميل إلى محاولة تعويض هذه الحالة من خلال السيطرة أو ارتكاب الجرائم، مشيراً إلى أن هناك حالات سلوكية تسمى «بيرومينيا» وهى «هوس الحرق»، وغالباً ما ينتج هذا السلوك من الحرمان العاطفى الذى يندرج تحته العديد من أشكال الحرمان، وفى هذه الحالة يجد المريض الحرق ملجأ له فى محاولة يائسة لتعويض ما حُرم منه.

وتابع: «فيه أطفال ممكن يكون عندها هوس شد الشعر ده وهوس السرقة، وغالباً الحالات دى لو لم يتم ملاحظتها مبكراً ممكن تكبر معاها المشكلة وتمثل أزمة فى المستقبل».

وعن أسباب تفشى ظاهرة العنف بين الأطفال وما ينتج عنها من جرائم تصل فى كثير من الأحيان إلى القتل، قال استشارى الطب النفسى إن السلوك العنيف الناتج عن استخدام الموبايلات غالباً ما يكون مرتبطاً بمشاهدة أفلام بها الكثير من مشاهد الأكشن والقتل مع بروز دور مقدم الفيلم على أنه بطل ينال حب واحترام الجميع، ومن هنا يتورط الطفل فى محاولة التقليد.

"فرويز": مطلوب تعديل سن "الحدث" لمنع الهروب من العقاب الجنائى

واستشهد «فرويز» بالتحرش الجنسى قائلاً: «كل الأفلام اللى بتتعرض بيكون فيها حالات تحرش، وبتتاخد بشكل هزار، لكن الطفل نفسه بيحاول يقلد المشاهد دى بحجة إن بطل الفيلم عمل كده ونال إعجاب الجميع»، وطالب بضرورة تعديل سن الحدث والمسئولية الجنائية، لأن العديد من الجرائم يرتكبها أطفال تحت سن الثامنة عشرة، ويهربون من العقاب الجنائى، مضيفاً: «كل الجرائم يرتكبها أطفال ما بين ١٤ و١٨ سنة، ولازم القانون يتعدّل علشان يكون فيه ردع للأسر ومحاولة تعديل سلوك الأطفال».

وقالت نيرمين محرم، استشارى الطب النفسى، إن هناك عدة عوامل تقف خلف ارتكاب الجريمة وفقاً لدراسة حديثة تحت عنوان «خبرات الطفولة المعاكسة»، وهذه الدراسة طُبقت على عدد كبير من الأطفال على مدار فترات زمنية متفاوتة لرصد سلوك هؤلاء الأطفال عند تجاوزهم مرحلة الطفولة بعد تعرضهم لسلوك عنيف فى الصغر، وتابعت: «اكتشفوا إن سلوك الطفل الانحرافى بيكون نتاج تعرُّض الطفل لعدد من الاضطرابات النفسية فى طفولته المبكرة».

وأشارت استشارى الطب النفسى إلى أن الخبرات المعاكسة للطفل التى شملتها الدراسة تترك خبرة صادمة لدى الطفل، وعند تجاوزه مرحلة الطفولة يصبح عدوانياً فى مراحل عمره المختلفة، وتابعت: «لو تعرض الطفل لأى إساءة، سواء جنسية أو نفسية أو حتى عاطفية أو لفظية بشكل صادم، ده هيسبب له صدمة نفسية». وأكدت أن الدراسة خلصت إلى أن خبرات الطفولة المعاكسة تتحول إلى سلوكيات انحرافية، مثلاً «لو تعرض الطفل لتجربة كسرت ثقته فى نفسه، تلقائياً هيحاول إنه ينضم لمجموعة يمكن أن تعيد ثقته له، وفى معظم الحالات تتطلب هذه المجموعات أن يقوم الطفل بعمل ما حتى ينضم إليهم ويصبح عضواً فى المجموعة، وربما يكون له قدوة فى صغره تجعله يميل إلى القيادة ويمسك بزمام الأمور».

"نيرمين": التليفزيون عامل محرك فقط والآباء مسئوليتهم كبيرة

وطالبت استشارى الطب النفسى بضرورة تطوير سلوكيات الآباء فى التعامل مع الأبناء، لأن نظرية التعلم الاجتماعى تعتمد على تقليد الآباء، ومن هنا لا بد أن تكون القدوة طيبة حتى لا يكتسب الطفل سلوكيات عنيفة، وأضافت: «الطفل بيقلد ومش شرط يقلد فيلم شافه، لأنه حتى لو قلد مرة مش هيقلد تانى لو كانت البيئة المحيطة به صالحة وبها قدوة طيبة»، مشيرة إلى أن الآباء تقع على عاتقهم مسئولية كبيرة فى تكوين سلوكيات الأبناء. وأضافت أن التليفزيون عامل محرك فقط والعامل الأهم هو الأسرة التى يكون لها دور كبير فى تعديل سلوك الطفل بعد تعرضه للتلفاز.

اقرأ أيضًا:

قتل واغتصاب وحرق.. أطفال "وش إجرام"

رئيس "الدفاع عن الأطفال": لدينا 200 محامٍ مدربون على التعامل مع قضايا غير القادرين

"ائتلاف حقوق الطفل": الصغار ضحايا وليسوا جناة.. والأسرة مسئولة عن سلوكهم


مواضيع متعلقة