التوتر مستمر.. جرافة إسرائيلية تنكل بجثمان شهيد وإطلاق صواريخ من غزة

05:07 م | الأحد 23 فبراير 2020

تصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أواخر يناير الماضي، عن خطته للسلام في الشرق الأوسط، الأسبوع الماضي، والتي رفضها الفلسطينيون.

وأعلن ترامب في 28 يناير الماضي، في البيت الأبيض بحضور رئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، عن خطته للسلام في الشرق الأوسط، لكن كثيرين اعتبروا أنها منحازة لإسرائيل، وأعطت الخطة الأمريكية لإسرائيل الضوء الأخضر لضم غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، فيما رأى الفلسطينيون، أن هذه الخطوة تعني استحالة قيام دولة فلسطينية.

ونصت الخطة على أن "القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل"، ودعت "خطة ترامب" إلى تمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة لدولة فلسطينية في المستقبل، وإنشاء "صندوق تعويضات سخية".

وتضمنت الخطة "ربط الدولة الفلسطينية المقترحة بطرق وجسور وأنفاق من أجل الربط بين غزة والضفة الغربية"، ونصت الخطة كذلك، على تخصيص أجزاء من الجانب الشرقي من مدينة "القدس" لعاصمة فلسطينية، إضافة إلى سيادة إسرائيل على غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية.

وحافظت خطة السلام الأمريكية، على فكرة "حل الدولتين" ويقترح إنشاء عاصمة فلسطينية في بلدة أبو ديس في ضواحي القدس، في حين يريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم.

ولقيت الخطة تأييدا إسرائيليا، حيث قال "نتنياهو"، إنها "اختراق تاريخي"، فيما وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ"الهراء"، وتعهد بمقاومتها، مؤكدا أن شعبه يصر على الاعتراف بدولة فلسطين في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.

واستشهد شاب فلسطيني يدعى محمد علي الناعم وأصيب 2 آخرين، اليوم، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب السياج الحدودي شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، وقال مسعف ميداني من الهلال الأحمر لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن شابين أصيبا في القدم أثناء محاولة مجموعة من المواطنين انتشال جثمان شاب ملقى على الأرض، استشهد بقصف مدفعي وإطلاق نار كثيف شرق بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس، ليتم بعدها سحبه بواسطة جرافة عسكرية إلى مسافة قريبة من السياج الفاصل.

وأشارت وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" إلى أن جرافة الاحتلال أخذت تنكل بجثمان الشهيد بمقدمتها الحادة، ثم رفعته من رأسه ليتدلى باقي جسمه في صورة بشعة، قبل تحركها باتجاه الشريط الحدودي حاملة معها جثمانه.

من جانبها، أشارت مصادر إسرائيلية، إلى أن قوة عسكرية من الجيش رصدت شابين اقتربا من السياج الأمني بزعم أنهما كانا يحاولان زرع عبوة ناسفة، فأطلقت النار نحوهما وأصابتهما بشكل مباشر، وفقا لما ذكرته وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا".

وأشارت وكالة "معا" الفلسطينية، إلى أن جرافة عسكرية إسرائيلية توغلت لعشرات الأمتار واحتجزت جثمان الشاب الفلسطيني، الذي قتل إثر القصف الإسرائيلي.

وأشارت "صفا"، إلى أن الحدث بدأ بإطلاق قذيفة مدفعية ونيران مكثفة استمرت نحو 40 دقيقة شرق حي "أبو طعيمة" شرق عبسان الجديدة، كما أطلقت قوات الاحتلال قنابل إنارة في أجواء السياج الأمني، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.

وبعد الحادثة، انتشر فيديو من غزة يظهر جرافة تقترب من جثة الشاب فيما كان رجال بدوا غير مسلحين يحاولون انتشالها، وسمع صوت إطلاق نار دفع بالآخرين إلى الابتعاد، ما أتاح للجرافة انتشال الجثة، وشوهدت دبابة إلى جانب هذه الجرافة.

وتتبع إسرائيل سياسة احتجاز جثث ناشطين من غزة لاستخدامها في عمليات تبادل مع حركة حماس التي تحتجز جنديين إسرائيليين منذ 2014، وفقا لما ذكرته قناة "فرانس 24" الفرنسية.

بدوره، قال المتحدث باسم حركة "حماس"، فوزي برهوم، اليوم، إن "تعمد قتل الاحتلال الشاب الأعزل على تخوم قطاع غزة والتنكيل بجثته تحت سمع وبصر العالم أجمع، جريمة بشعة تضاف إلى سجل جرائمه الأسود بحق شعبنا الفلسطيني على طول الوطن وعرضه، وبحق أهل غزة المحاصرين؛ يتحمل العدو الصهيوني تبعاته ونتائجه".

"حماس": هذه السياسة الفاشية التي يمارسها الاحتلال خطيرة جدًا

وأضاف برهوم، في بيان صحفي، أن "هذه السياسة الفاشية التي يمارسها الاحتلال خطيرة جدًا، وتجرؤ على الدم والإنسان الفلسطيني، وإمعان في جرائمه وإرهابه بحق شعبنا وأهلنا وشبابنا الثائر في وجه الظلم والقهر والعدوان والحصار بهدف تخويفهم وكسر إرادتهم وثنيهم عن مواصلة مشوارهم النضالي والكفاحي ضد الاحتلال وسياساته وجرائمه".

وأكد المتحدث باسم "حماس"، أن "هذه الجرائم والانتهاكات لن تجعل شعبنا يستكين أو يرضخ، ولن تكسر إرادته، بل ستزيده قوة وثباتًا وتمسكًا بأرضه وحقوقه، وستجعله أكثر إصرارًا على مقاومة المحتل بالسبل والأدوات وأشكال المقاومة كافة؛ دفاعًا عن حقوقه وثوابته بكل ما يملك من قوة، مهما بلغت التضحيات".

من جانبها، قالت حركة "الجهاد الإسلامي" إن جريمة الاحتلال باستهدافه للشبان شرق محافظة خان يونس صباح اليوم، وحشي، ولن نسمح له بالتعامل معنا مثلما يتعامل مع بعض العواصم العربية.

"الجهاد الإسلامي" تحذر الاحتلال من تقديم أي مبررات لشن عدوان على قطاع غزة

وأضافت "الجهاد الإسلامي"، في تغريدات نشرها حساب الجناح العسكري للحركة سرايا القدس عبر "تيلجرام"، أن "الأيادي القابضة على الزناد ستثأر لدماء الشهداء كما ثأرت وردت قبل ذلك بقصف تل أبيب".

وحذرت الحركة، الاحتلال من تقديم أي مبررات لشن عدوان على قطاع غزة، "ونأخذ ذلك على محمل الجد وتهديدات العدو لن تنجح في ثني المقاومة عن مشروعها"، موضحة: "اليد التي امتدت على أبناء شعبنا سنقطعها كما قطعتها سرايا القدس والمقاومة سابقا ولن نتخلى عن شعبنا في يوم من الأيام".

وأكدت سرايا القدس، الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على أنّ استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، لأحد عناصرها داخل قطاع غزة بمثابة "عدوان واضح".

وقال المتحدث باسم السرايا، أبو حمزة، في تغريدة عبر حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، "إنّ اختراق وتوغل آليات العدو الصهيوني واستهدافها لأحد مجاهدينا داخل قطاع غزة بشكل وحشي ومجرم هو عدوان واضح"، مضيفًا بالقول "يجب على العدو أن يتحمل نتائجه".

وزير جيش الاحتلال عن تنكيل جثمان الشهيد الفلسطيني: هكذا ينبغي وهكذا سنفعل

بدوره، رحب وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، بتنكيل قواته بجثمان الشهيد محمد علي الناعم، في خان يونس جنوب قطاع غزة، بواسطة جرافة عسكرية.

وقال بينيت حول هذا المشهد، على حسابه في موقع التدوزينات القصيرة "تويتر"، إنه "هكذا ينبغي وهكذا سنفعل، وسنعمل بقوة ضد المخربين"، وأضاف وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي: "سئمنا الانتقادات المنافقة لليسار (الإسرائيلي) ضد "انعدام الإنسانية" باستخدام جرافة من أجل إحضار جثة المخرب إلينا".

https://www.facebook.com/alhadathnews/videos/859473881164873/

وأصيب عشرات الفلسطينيين والطلبة بالاختناق، اليوم، بعد إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع وسط قرية دير نظام ومدرستها المختلطة شمال غرب "رام الله" في الضفة الغربية المحتلة.وقالت مصادر محلية لوكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، إنه تم إخلاء الطلبة من المدرسة، وذلك حفاظا على سلامتهم، مشيرة إلى أن الاحتلال يواصل اغلاق المدخلين الشماليين للقرية بالسواتر الترابية، فيما يقيم حاجزا دائما على مدخلها الشرقي.

https://www.facebook.com/wafagency/videos/214871663245251/

الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 7 فلسطينيين خلال مداهمات متفرقة بالضفة المحتلة

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، 7 فلسطينيين خلال مداهمات متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت الطفل أحمد سميح لباط "13 عاماً" من قلقيلية. واعتقلت قوات الاحتلال، أحمد جمال العمور وقصي محمود العمور بعد دهم منزلي ذويهما وتفتيشهما في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، وفقا لما ذكرته وكالة "معا" الفلسطينية.

واعتقل الاحتلال، 4 فتية من العيسوية وهم: وسيم نايف عبيد، ومحمود سعدي الرجبي، ويونس سفيان عبيد ويزن أمجد عبيد.

داخلية غزة تعلن وفاة موقوف لديها

وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية بغزة، صباح اليوم، وفاة أحد الموقوفين لديها، وقالت في بيان: "وفاة الموقوف (عصام أحمد السعافين) 39 عاماً، في مستشفى الشفاء فجر اليوم الأحد، حيث تم نقله لتلقي العلاج ظهر أمس السبت، أثر تدهور وضعه الصحي بشكل مفاجئ".وشكّلت وزارة الداخلية والأمن الوطني لجنة تحقيق، وسيتم عرض الجثة على الطب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة.

سياسيا، دعا الاتحاد الأوروبي، إسرائيل إلى التخلي عن بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية، والتي تعتبر بحسب الاتحاد الأوروبي، "ضارة بالتسوية في الشرق الأوسط".وقال الممثل الأوروبي الأعلى للسياسة الخارجية والأمن جوسيب بوريل - في بيان أوردته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية، اليوم- "إن مثل هذه الخطوات يمكن أن تسبب ضررا كبيرا للتسوية على أساس حل الدولتين".

وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن الخميس الماضي، أنّ إسرائيل تعتزم بناء 2200 وحدة سكنية جديدة في المستوطنة المقامة في جبل أبو غنيم بالقدس الشرقية المحتلة، وبناء 4000 وحدة سكنية جديدة في المستوطنة المسماة "جيفعات همتوس".

إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل

أفاد مراسل قناة "سكاي نيوز عربية"، الأحد، بإطلاق عدد من القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل من قطاع غزة.

ودوت صفارات الإنذار في عسقلان ومستوطنات محيط قطاع غزة، بعد إطلاق نحو عشرين صاروخا باتجاه إسرائيل من غزة.

وفي أعقاب ذلك، قررت بلدية عسقلان فتح الملاجئ العامة.

الجامعة العربية تدين بناء آلاف الوحدات الاستيطانية بالقدس وتعتبره غير قانوني

بدورها، أدانت جامعة الدول العربية، إعلان نتنياهو بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس الشرقية المحتلة في جبل أبو غنيم، ومنطقة بيت صفافا، والاعلان عن خطة تهدف لإقامة حي استيطاني على أراضي مطار القدس الدولي "مطار قلنديا".

وأكد الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية الدكتور سعيد أبو علي في بيان اليوم، أن هذا الإعلان يأتي في إطار تواصل وتصاعد العدوان الإسرائيلي على حقوق ووجود الشعب الفلسطيني، وبتشجيع وبرعاية من الإدارة الامريكية وبتوافق مع خطة السلام الأمريكية التي تنكل بأبسط الحقوق الفلسطينية خاصة حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة المستقلة على خط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

"سعيد أبو علي" يجدد رفض الجامعة العربية لخطة السلام الأمريكية

وجدد أبو علي، رفض الجامعة العربية لخطة السلام الأمريكية والتي تطيح بمرجعيات عملية السلام المستندة الى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مشددا على أن هذا المخطط الاستيطاني الاستعماري غير القانوني الذي جاء في إطار الحملة الانتخابية لليمين الإسرائيلي المتطرف القائمة سيؤدي إلى عزل القدس الشرقية عزلا تاما عن الضفة الغربية ويعمل على تكريس نظام الفصل العنصري وخلق المعازل ، وتقوض تواصلها الجغرافي، وتدمر مبدأ حل الدولتين، وفقا لما ذكرته وكالة انباء"الشرق الاوسط".

وطالب مسؤول الجامعة العربية، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنفاذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة خاصة القرار رقم 2334 لعام 2016، مشيرا إلى أن إسرائيل تتعمد الإطاحة بالمنظومة الدولية وخاصة الأمم المتحدة وقراراتها.

بابا الفاتيكان: طرح حلول غير عادلة للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين يمهد لنشوب أزمات

وفي سياق متصل، حذر بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، اليوم، من مغبة طرح حلول "غير عادلة" لإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وقال في خطاب خلال زيارته لمدينة باري الإيطالية للمشاركة في مؤتمر:"البحر المتوسط.. حدود السلام" - إن طرح حلول غير عادلة للصراع القائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يمهد لنشوب أزمات جديدة.