الأطفال والمراهقون هم الشريحة الأهم من جمهور المهرجانات: "الكارتون ده بتاع العيال التوتو"

كتب: سحر عزازى

الأطفال والمراهقون هم الشريحة الأهم من جمهور المهرجانات: "الكارتون ده بتاع العيال التوتو"

الأطفال والمراهقون هم الشريحة الأهم من جمهور المهرجانات: "الكارتون ده بتاع العيال التوتو"

تغفو وتستيقظ على أغانى المهرجانات منذ كانت ابنة الثلاث سنوات، وحتى أتمت همسة محمد عامها العاشر قبل أيام، يقلدها شقيقها الأصغر حسن ابن الـ7 سنوات، لا يحبان أغانى الأطفال التى تناسب أعمارهما بل يفضلان هذه النوعية التى انتشرت بسرعة البرق، ما دفعها لتخصيص جروب عبر تطبيق «الواتس آب» لتتبادل المقاطع والأغنيات مع صديقاتها فى المدرسة، لم تكن الصغيرة وحدها التى تعلقت بهذه النوعية، بل أصبح هذا حال الكثير من الأطفال الذين أصيبوا بالهوس والعشق الهستيرى نتيجة انتشار هذا اللون الدخيل عليهم، يحفظون كلمات مغلفة بالفجاجة لا تناسب براءتهم، عشقوا أبطالها وتحولوا لديهم لمثل أعلى، استغنوا عن أغنيات مرحلتهم العمرية وتمردوا عليها للأبد، واتخذوا من حسن شاكوش وحمو بيكا ومجدى شطا وسامر المدنى وغيرهم أبطالاً جدداً.

«بحبها قوى عشان فيها شوية رقص».. تقولها «همسة» التى تحلم بأن تصبح مطربة وممثلة، بسبب تعلقها بالأغانى الشعبية، لافتة إلى أنها لا تفضل أغانى الأطفال أو الكارتون: «بحب التيك توك» ذلك التطبيق الذى اشتركت فيه لنشر فيديوهات خاصة بها وشقيقها: «هو اللى عرفنا على المهرجانات»، نوعية سرقت براءة الصغار وحرمتهم من عيش حياتهم الطبيعية، ما جعلهم يكبرون قبل الأوان، تضيف الصغيرة بجرأة: «بحب شاكوش وحمو بيكا وبشغل أغانيهم فى الرحلات من ورا المدرسين»، تعشق الرقص والحركة وتردد أغانيهم ببراعة شديدة، تستمع إلى مهرجاناتهم من وراء والدتها: «تليفونى مليان بأغانيهم وبس»، نشرتها بين زميلاتها فى الفصل اللاتى يفضلن هذا النوع مثلها، مؤكدة أنها تتابع جميع هؤلاء وتنتظر نزول أغنياتهم أولاً بأول: «ونفسى أبقى فنانة شاملة بس ماما مش موافقة».

حالة من الغضب والاستياء أصابت والدتها نادية البنا، التى وصفت هذه الظاهرة بـ«الوباء»، نتيجة انتشارها بين الصغار: «بتخانق كل يوم بسبب الموضوع ده اللى سرق طفولتهم»، تحكى أنها فقدت السيطرة عليهم بسبب شغلها الذى يحرمها من الجلوس معهم طوال اليوم، لكنها استطاعت مؤخراً التحكم فى اليوتيوب من خلال حسابها الشخصى الذى ربطته بحساب طفليها كى تراقب ما يسمعانه وتحجبه عنهما: «راحوا نزلوا اللى اسمه التيك توك مفيش فايدة»، تحذف التطبيقات وأغانى المهرجانات لتحمى صغارها: «بلاقيهم بينزلوها تانى»، تستعجب من هذا التعلق الغريب بأغنيات ركيكة تحمل كلمات فجة وبذيئة: «ابنى بيرفض أشغله أغانى أطفال وبيسمع مهرجانات بس»، تستغيث لإيجاد حل لهذه الظاهرة المخيفة التى جعلت الأطفال ينجرفون نحوها دون وعى، لافتة إلى أنها حتماً ستؤثر على سلوكهم وأفكارهم وأحلامهم: «زمان كنا بنحلم نطلع دكاترة ومهندسين دلوقتى بنتى عايزة تطلع فنانة شاملة».

«أغنية بنت الجيران انتشرت بشكل سرطانى» هكذا بدأ الدكتور فادى صفوت، طبيب نفسى، عن انتشار أغانى المهرجانات وتأثيرها السلبى على الأجيال الجديدة التى أصبحت ترى العنف والجريمة وتعاطى المخدرات أمراً طبيعياً: «الأطفال حفظاها صم»، يؤكد أن الطفل تتم برمجته فى هذه السن، وبالتالى سيترسخ فى ذهنه أفكار مغلوطة، منها إباحة التحرش وأن العنف هو الحل وعدم احترام القانون ويرى أن مع استمرار هذه النوعية من الأغانى المتواضعة ستمحو عدداً من القيم، ما قد يؤثر على المجتمع الذى تراجع ذوقه العام، خاصة أن هذه المهرجانات تحمل كلمات ركيكة موجهة للأطفال والمراهقين من الشباب: «خطيرة جداً وضارة لأنها هتزود معدل الجريمة والفساد بطريقة غير مباشرة»، يؤكد أنها تحمل رسائل خطيرة تشجع على تعاطى المخدرات، فضلاً عن تقليد هؤلاء المطربين الذين لم يكملوا تعليمهم، وسلوكهم يتسم بالعنف والترويج للبلطجة: «من الآخر بيقولوا لأولادنا العنف هو الحل».


مواضيع متعلقة