معمل "القومي للبحوث" صائد "الفيروسات" في حالة تأهب دائم

معمل "القومي للبحوث" صائد "الفيروسات" في حالة تأهب دائم
- القومي للبحوث
- الفيروسات
- اللقاحات
- البحث العلمي
- إنفلونزا الطيور
- القومي للبحوث
- الفيروسات
- اللقاحات
- البحث العلمي
- إنفلونزا الطيور
على بعد أمتار من الحرم «ب»، التابع لـ«المركز القومى للبحوث»، تجد مبنى ضخماً تبدو على ملامحه الحداثة والتطوير، متعدد الطوابق، وكل طابق به مجموعة معامل بحثية لمختلف التخصصات، حتى تصل للطابق السادس، فإذا بمعمل «تحضير لقاحات الفيروسات»، أحد مراكز التميز العلمى.
«خلية عمل متجانسة، كل يعمل فى تخصص محدد، يجمعهم هدف واحد، السرعة فى إنجاز المهام المكلفين بها، وذلك من أجل تحضير دواء لكل داء، رافضين مبدأ المستحيل، واثقين من تطلعاتهم نحو المستقبل، حاملين على أكتافهم جميل الدولة فى تأسيسه، ويسعون لأن يكونوا قاطرة تحقق الأمن والأمان الصحى لكل مواطن»، هذا ما رصدته «الوطن»، خلال جولتها بإحدى القلاع البحثية بالمركز القومى للبحوث، التى تعمل على تحضير شتى أنواع اللقاحات لجميع الفيروسات، وكان أبرزها لقاح مرض «إنفلونزا الطيور» عام 2006.
«المكان تم إنشاؤه بتمويل من صندوق العلوم والتكنولوجيا التابع لأكاديمية البحث العلمى، لرصد وتتبع الفيروسات الطارئة كإنفلونزا الطيور والميكروبات الفيروسية الأخرى، وهو ليس مقتصراً على الإنفلونزا، ولكن نشاطه يشمل العمل على جميع الفيروسات الطارئة على المجتمع»، بتلك الكلمات بدأ الدكتور أحمد مصطفى، مسئول بمركز التميز لأبحاث الإنفلونزا بالمركز، حديثه عن المعمل، مضيفاً أن «المعمل يتكون من غرف متعددة المهام، منها ما هو مخصص لوحدة الخلايا والأنسجة، وهى لعزل الفيروسات»، مشيراً إلى أن «جميع الوحدات معقمة لشغل الخلايا، وأن عمل المركز يتمثل فى تتبع الإنفلونزا وأنواعها وتغيراتها.
وأضاف «مصطفى» لـ«الوطن»، أن تخزين الفيروسات يتم تحت درجة حرارة منخفضة (80 درجة مئوية)، أما باقى الأشياء فتحفظ فى الدرجات الطبيعية المخصصة لها، لافتاً إلى أن هناك إجراءات يتم اتباعها فى المعامل.
"مصطفى": تخزين الفيروسات تحت 80 درجة مئوية.. ولنا السبق فى اكتشاف "كورونا بالجمال" وتوفير لقاح له.. ونعمل 16 ساعة
وبشأن «كورونا»، أوضح أنها عائلة، ومشتق منها أكثر من فيروس، منها «الكورونا المستجد، والميرس كورونا»، مشيراً إلى أن المركز كان له السبق عام 2012 فى أن استحوذ على عائلة من الجمال المستوردة إلى مصر، وتم اكتشاف المرض، لافتاً إلى أنه لم يتم رصد أى إصابات من المواطنين بالمرض، وتابع، إن المركز أحضر الكواشف الخاصة بـ«كورونا المستجد»، ومعرفة وجود الفيروس من عدمه، لافتاً إلى أنه تم البدء بالتحضير له بنفس الاستراتيجية التى تم اتباعها فى «ميرس كورونا»، أو ما يسمى بـ«كورونا الجمال»، وإن الفيروسات التنفسية خاصة «الكورونا» لا تنشط فى الأجواء التى تتمتع بدرجات حرارة عالية.
وأضاف «مصطفى» أن «هناك إجراءات وقائية وفقاً لاشتراطات منظمة الصحة العالمية، فى التعامل المباشر مع الفيروسات، وذلك من خلال استخدام (البايو سيفتى 3)»، مضيفاً أن «هناك عدداً من الأدوات والتعقيمات يقوم بفعلها الباحث قبل الدخول للمعمل، متمثلة فى غسيل الكفين ولبس القفازات والكمامات وكذلك البالطو الأبيض»، لافتاً إلى أن «المعمل يحتوى على أحدث الأجهزة والميكروسكوبات ذات التقنيات التكنولوجية الحديثة، وأن هناك غرفة إضافية يتم التعامل فيها مع العينات المحتمل وجود بكتيريا بها». وبشأن التحضير، أوضح أن «هناك طريقتين للتحضير»، مستشهداً بما تم فعله فى فيروس «ميرس كورونا»، حيث تم استخدام h1n1، كحامل للأنتجينات الموجودة فيه، والطريقة الثانية تتمثل فى استخدام الحويصلات البكتيرية، بإجراء التجارب عبر الحيوانات، مشيراً إلى أن المعمل به 13 باحثاً بالماجستير والدكتوراه، يتناوبون فيما بينهم فترات العمل، وأن المعمل له نشاطات متعددة تتمثل فى تطوير عدد من اللقاحات المختلفة ذات المنشأ الحيوانى التى تنتقل من الإنسان للحيوان، كتطوير لقاح NEWCASEL VEIROUSE، وهو مسبب لعدد من المشاكل الكبرى للثروة الداجنة، كما أنه يجرى حالياً تطوير لقاح FMB وهو مسبب أيضاً لعدد من المشاكل للثروة الحيوانية من الأبقار، وتطوير لقاح «ميرس كورونا».
وأكد مسئول بمركز التميز لأبحاث الإنفلونزا بالمركز، أن «جميع العاملين بالمعمل، يتمتعون بخبرات عظيمة فى التعامل مع الفيروسات والبكتيريا، التى اكتسبوها بالخارج أثناء فترات التدريب والابتعاث للدول المتقدمة»، مشيراً إلى أن «هناك عوامل أمان متبعة وصيانة تامة تتم مع كبرى الشركات المتخصصة فى المجال، وأن فترة العمل بالمعمل تزيد على 16 ساعة يومياً، وأن غالبية التمويل تتم من خلال أكاديمية البحث العلمى، فضلاً عن المشروعات المنتجة والجارى العمل عليها».
"قايد": أعمل على ترصد الفيروسات.. وعينات دورية يتم أخذها لمعرفة مدى تطورها.. والطيور المهاجرة سبب رئيسى لانتشارها
وأكد الدكتور أحمد السيد قايد، باحث بالدكتوراه، أن «روح التعاون الموجودة بين الفرق البحثية بالمعمل، تسهم فى إنتاج الكثير من الأمصال الدوائية»، لافتاً إلى أن طبيعة عمله فى المركز، هى ترصد لفيروسات الإنفلونزا المختلفة التى ممكن أن توجد فى مصر، مشيراً إلى أن أى دولة معرضة لأى مخاطر أو فيروسات أو أوبئة قادمة من الخارج، وبالتالى يجب أن تكون هناك سبل تفيد بالتنبؤ بالفيروسات التى ممكن أن تنتشر بين وقت ولحظة، مضيفاً أن هناك خطة يتم من خلالها أخذ دورى للعينات لجميع الطيور باستخدام الطرق المختلفة، لمعرفة أنواع ومسببات الإنفلونزا، تحت ما يسمى بـ«مسحات»، قائلاً: «عينات يتم أخذها من فم الطائر، لأن المعروف أن الفيروس يخرج منها، ويتم زرعها فى البيض، ومن ثم يتم أخذه لمعرفته موجود أم لا».
وتابع «قايد» أن «الطيور المهاجرة دائماً هى السبب الرئيسى فى انتشار الفيروسات وانتقالها من مكان لآخر، بخلاف كورونا المستجد، لأن الإنفلونزا العائل الأساسى لها الطيور، أما الكورونا فتنتقل عن طريق الإنسان للإنسان»، لافتاً إلى أنه لم يثبت حتى الآن أنه ينتقل عن طريق «الخفافيش» أو أنها مصدره، مضيفاً أنه تم إجراء تقصٍّ شامل لمعرفة أنواع الطيور الحاملة للفيروسات.
"جمعة": إجراءات العمل وفق مواصفات منظمة الصحة العالمية.. ونشرنا 20 بحثاً دولياً فى 2019
وقال الدكتور مختار جمعة، باحث مساعد بالمركز، إن «طبيعة عمله تتمثل فى عزل الفيروسات، فضلاً عن متابعة التطورات التى تحدث فيها»، مؤكداً أن الإجراءات المتبعة فى التعامل مع العزل تتماشى مع متطلبات ومواصفات منظمة الصحة العالمية، مشيراً إلى أن ثقة المواطنين بالبحث العلمى أصبحت معدومة عما كان سابقاً، موضحاً أن الثقافة العامة تنعدم بالنسبة للبحث العلمى، مؤكداً أن الشركات المتخصصة فى الأدوية تستعين باللقاحات والأمصال من الخارج دون اللجوء إلى ما هو مُصنع محلياً، وأن البحث العلمى فى مصر بخير، لافتاً إلى أن المعمل أنتج أكثر من 14 بحثاً خلال عام 2019 وتم نشره دولياً، و20 فى عام 2018، مشيراً إلى أنها كلها تتمثل فى تشخيص الفيروسات المختلفة وإنتاج اللقاحات لها.
وقال الدكتور محمد أحمد على، رئيس مركز التميز البحثى للفيروسات، إن «العمل بالمعمل مستمر خلال أيام الأسبوع، وأنه جارى تحضير لقاح لفيروس كورونا المستجد، مستشهدا بالثوابت التى نجح المركز فى إنتاجها وتختص باللقاحات المتاحة حالياً فى الأسواق»، موضحاً أن تحضير اللقاح سيتم بنفس الطرق التى تم اتباعها فى تحضير «ميرس كورونا» متلازمة الشرق الأوسط.
وأوضح «على»، لـ«الوطن»، أن «العمل يتم عن طريق برامج سوفت وير، ويتم اختيار المناطق الحساسة فى الجهاز المناعى، ويتم تصنيعها من خلال الشركات التى تجهز بوادر الكشف، ومن ثم يتم أخذ التركيبات ووضعها فى فيروسات ضعيفة، ومن ثم يتم استخراج الفيروس المعدل، وينمو ويتكاثر بالجزء المركب، ومن ثم يتم حقنه بحيوانات التجارب، فيعطينا أجساماً مضادة ضد الفيروس نفسه وضد الجزء الذى تم وضعه».
"على": نعمل فى أبحاث الإنفلونزا منذ 2006
وتابع رئيس مركز التميز البحثى للفيروسات أن «العمل على أبحاث الإنفلونزا، بدأ عام 2006، والمركز تم إنشاؤه عام 2014، وتم استكمال باقى الأعمال الخاصة بالتجارب»، لافتاً إلى أن العمل بـ«كورونا»، بدأ منذ العمل عليه عام 2012، لافتاً إلى أن المركز لديه حالة من التأهب، من خلال تجهيز المواد التشخيصية للتعرف على الأمراض بسهولة، وكذلك المواد التى تساعد على التعرف الدقيق على الفيروس وكذلك التركيب الوراثى وسلوكياته. وبشأن الأبحاث العلمية المنشورة، أوضح أنها «تتمثل فى الأبحاث التى أدت إلى انتشار القلق بين المواطنين، كالأبحاث التى تتعلق بإنفلونزا الطيور، كما أنه يتم أسبوعياً مسح منظم لأماكن الدواجن لمعرفة تطورات الفيروس، حتى يتم تحضير السلالة الخاصة به»، وتابع أن «المعمل قام بتحضير لقاح للحمى القلاعية، فضلاً عن تجهيز عدد من السلالات الخاصة به، تصلح لأن تكون لقاحاً بعد ذلك».
وبشأن البحث العلمى، أوضح «أنه يجب أن يكون هناك سيستم موحد لربط البحث العلمى فى مصر، وكذلك ضخ ميزانية كبرى له، إضافة إلى وضع بنود فى القوانين التى تتعلق باختيار الكفاءات لقيادة البحث العلمى»، مطمئناً المواطنين أن هناك تطوراً كبيراً فى التكنولوجيا سيسهم فى إحداث طفرة كبرى لابتكار شتى أنواع الأدوية واللقاحات، وإن الوقت أصبح متاحاً لابتكار أى لقاح أو مصل أو دواء.
قطاعات المركز القومى للبحوث
قطاع الصناعة
الصناعات الكيماوية
الصناعات الصيدلية والدوائية
الصناعات الغذائية والتغذية
الصناعات الكيماوية غير العضوية والثروات المعدنية
الصناعات النسيجية
الصناعات الهندسية
قطاع البيئة والصحة العامة
البيئة
طب الفم والأسنان
الوراثة البشرية وأبحاث الجنيوم
الطبية
قطاع الزراعة
البيطرية
الهندسة الوراثية والبيوتكنولوجى
الزراعية والبيولوجية
قطاع العلوم الأساسية
الفيزيقية