تحديات اقتصادية تضع "السلطان هيثم" في أول اختبارات الحكم بعد "قابوس"
"ستاندر آند بورز": عمان تواجه مخاطر اقتصادية أشد هذا العام
"قابوس" و"هيثم بن طارق"
يواجه سلطان عمان الجديد هيثم بن طارق السعيد، موجات عاتية، تلاطم سفينة سلطنة عمان، بعضها سياسي وأكثرها اقتصادي، قبل أن يمر 40 يوما على مبايعته سلطانا جديدا، خلفا لابن عمه الأكبر السلطان قابوس بن سعيد، الذي توفي في يناير الماضي.
وأعربت وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيف الائتماني العالمي، عن عدم تفاؤلها بمستقبل الاقتصاد العماني، بحسب وكالة "رويترز".
وقال محلل في ستاندرد أند بورز جلوبال، إن سلطنة عمان تواجه مخاطر اقتصادية أشد هذا العام، بسبب ضعف في الطلب على النفط وانكشافها على الصين.
وسلطنة عمان هي الأشد انكشافا على الصين بين دول الخليج العربية وتصدر السلطنة 45.1% من بضائعها إلى الصين، والتي يشكل النفط معظمها، بحسب ستاندرد أند بورز.
لم تشر المؤسسة إلى قدرة السلطان الجديد على احتواء التحديات من قريب أو من بعيد، خاصةً وهو القادم من دوائر ثقافية ورياضية، بعيدة كل البعد عن أي ممارسات اقتصادية سابقة.
تقلد عددا من المناصب قبل وصوله لكرسي السلطنة من بينها رئيس اللجنة الرئيسة للرؤية المستقبلية للسلطنة "عمان 2040" إلى جانب منصب رئيس اتحاد الكرة العماني في الفترة من 1983 إلى 1986.
وترأس أيضًا اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية الشاطئية الثانية، التي أقيمت في مسقط 2010، وشغل السلطان هيثم منصب وزير التراث والثقافة منذ العام 2002، كما شغل العديد من المناصب في وزارة الخارجية،منها: "الأمين العام للوزارة، ووكيل الوزارة للشؤون السياسية، ووزير مفوض".
وورث "هيثم"، تركة ثقيلة مع أزمة اقتصادية تمر بها السلطنة حتي قبل أن يرحل السلطان قابوس، بحسب معلومات رسمية عمانية ارتفع العجز العماني إلى 50 مليار دولار، ما ساهم في ارتفاع حاد في الدين العام من أقل من 5% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى ما يقرب من 50% في 4 سنوات فقط.
وكان "قابوس"، أطلق منذ عقود مرت مبادرات التنويع الاقتصادي التي تقودها الحكومة، ورغم ذلك لا يزال قطاع النفط والغاز يمثل أكثر من 70% من عائدات الحكومة، عندما انهارت أسعار النفط في 2014-2015 في توتر الموارد المالية الحكومية.
وتشكل إيرادات النفط والغاز 72% من إيرادات الحكومة، وتفترض ميزانية عام 2020 سعر نفط متحفظ قدره 58 دولارًا للبرميل.
ارتفاع أسعار النفط بسبب المخاطر الجيوسياسية قد يعزز خزائن الحكومة مؤقتًا ويوفر وسادة مالية على المدى القصير.
وستحدد التحديات المحلية والاقتصادية الحرجة النجاح المبكر للزعيم الجديد.
يجب على هيثم بن طارق إعطاء الأولوية لثلاثة مكونات رئيسية للسياسة الاقتصادية هم الإنفاق الفعال، الاستثمارات الجيدة، والإصلاحات عالية التأثير.
وبحسب المعلومات الرسمية العمانية، أدى العجز في الموازنة على أساس سنوي، إلى ارتفاع الدين الحكومي، الذي وصل إلى ما يقدر بنحو 50 مليار دولار في عام 2019، ارتفاعًا من 4 مليارات دولار في عام 2014، وقفز إجمالي الدين الحكومي العام من أقل من 5% من إجمالي الناتج المحلي، إلى ما يقرب من 50% في 4 سنوات، تشير التقديرات إلى أن هذا الدين، قد يصل إلى 64% بحلول عام 2022.
كانت سلطنة عمان، اتخذت مؤخرا بحسب صحفية "وطن" العمانية، قرارا بمنع دخول أي مسافر للبلاد، سواء عبر المطارات أو المواني، دون أن يتأكد موظف الجوازات من مروره بعيادة المراقبة الصحية.
وبحسب الصحيفة المحلية، تستهدف هذه الإجراءات التي جرى اتخاذها بالفعل بحسب اللجنة الصحية بولاية مسقط، القادمين من الصين في الأيام الـ14 الماضية، أو من خالطوا أفرادا تم تشخيصهم بالمرض، أو قاموا بزيارة مستشفيات تم تأكيد حالات كورونا المستجد فيها، إضافة إلى تفعيل التقصِّي في المواني الحدودية "جوية، برية، وبحرية"، وعمل اللوائح الإرشادية والتوعوية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، والتركيز على مطار مسقط الدولي، كبوابة أولى لدخول أي حالة مشتبه بها.