في "عيد الحب".. تعرف على حكم "الإفتاء" في "الفلانتين"

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

في "عيد الحب".. تعرف على حكم "الإفتاء" في "الفلانتين"

في "عيد الحب".. تعرف على حكم "الإفتاء" في "الفلانتين"

يحتفل العالم اليوم بعيد الحب أو ما يطلق عليه "الفلانتين"، إلا أن بعض مدعي الدين حرموا الاحتفال بأي مناسبة غربية، بحسب وصفهم لها، كذلك جعلوا الإسلام يحرم الحب، كذلك منعوا التهادي خلال تلك الاحتفاليات.

وجاء رد دار الإفتاء حاسم عبر موقعها الرسمي، في مسألة مشروعية عيد الحب، حيث أكدت الدار أن مظاهر التهادي والكلمات اللطيفة التي تقال في هذا اليوم، حلال شرعاً ما دامت تلك الكلميات مقيدا بالآداب الشرعية، ومن يعترض على تلك المناسبات باعتبارها ليست من الإسلام ومن باب التشبه بغير المسلمين، ليس صحيحا، والاحتفال مقيد بعدم حدوث مخالفات شرعية.

وأكدت الدار أنه لا مانع شرعي للاحتفال بعيد الحب، في إطار الاحتفالات الاجتماعية التي تقيمها المجتمعات، طالما ان ذلك لا يصدر منه مخالفات شرعية.

وأوضحت الدار في ردها الذي جاء على لسان دكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بالدار أن عيد الحب مثله مثل عيد الأم، لا مانع من إقامته كذلك عيد العمال لا مانع من إقامته.

وأضاف: "عيد الحب هو إظهار للمشاعر من قبل الناس تجاه بعضهم البعض، وهو أمر مستحب من قبل النبي الكريم، فالنبي في حديثه الشريف دعا الإنسان إذا أحب أحدكم أخاه فليقل له إني أحبك في الله، ومفهوم الحب أوسع من تلك العاطفة بين الرجل والمرأة على وجه الخصوص بل هي مفهوم أعم فمن الممكن في هذا اليوم أعبر عن حبي لأولادي أو لصديقي أو لأهلي".

هل الإسلام جاء ليحرم الحب بين الناس؟.. عضو كباء العلماء يوضح

دكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أكد أن الحب معنى نبيل جاء به الإسلام ودعا إليه، فقال تعالى "ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله".

وقال الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»، وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» رواهما مسلم.

جمعة: المسلم مطالب بنشر الحب حيثما حل

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في» رواه مالك في "الموطأ" بسند صحيح.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني بحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي» رواه الترمذي وصححه الحاكم، والمسلم محب لكل خلق الله تعالى، يرى الجمال أينما كان، ويعمل على نشر الحب حيثما حل، فهو رحمة للناس يحسن إليهم ويرفق بهم ويتمنى الخير لهم، متأسيا في ذلك بالنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي وصفه ربه سبحانه وتعالى بقوله: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾، وعظمه بقوله: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾.

وأضاف جمعة: "ليس الحب حراما في أي حال من الأحوال، إلا أنه لا يجوز الخلط بين هذا المعنى السامي الرفيع وبين ما يجري بين الجنسين من العلاقة المحرمة والانقياد لداعي الشهوة واللهاث وراء لذة الجسد في الحرام بدعوى الحب؛ فإن في ذلك ظلما لهذا المعنى الشريف الذي قامت عليه السماوات والأرض "فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين".

ما حكم حب الشاب للفتاة إذا كان الحب طاهرا عفيفا وليس غرضه فعل الحرام؟ 

وحول حكم حب الشاب للفتاة إذا كان الحب طاهرا عفيفا وليس غرضه فعل الحرام، أكد المفتي السابق أن الله تعالى جعل الزواج باب الحلال في العلاقة والحب بين الجنسين، فمن ابتلي بشيء من ذلك فليكتمه إن لم يستطع الزواج بمن يحب؛ لما ورد في الحديث: «من عشق فعف فكتم فمات مات شهيدا» أخرجه الخطيب البغدادي وغيره وقواه الحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري في رسالة مفردة أسماها "درء الضعف عن حديث من عشق فعف". 


مواضيع متعلقة