رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق: مستمرة فى العمل رغم المعاش لأني "باحب أتكلم مع المستمعين"

كتب: فادية إيهاب

رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق: مستمرة فى العمل رغم المعاش لأني "باحب أتكلم مع المستمعين"

رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق: مستمرة فى العمل رغم المعاش لأني "باحب أتكلم مع المستمعين"

«بسم الله الرحمن الرحيم.. سيداتى وسادتى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته».. هذه المقدّمة راسخة فى آذان قطاع كبير من المصريين، لأنها مرتبطة بأحد أهم الأصوات الإذاعية فى شبكة إذاعة القرآن الكريم، هى الدكتورة هاجر سعد الدين، رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم السابق.

هاجر سعد الدين حصلت على ليسانس الدراسات الإسلامية والعربية من كلية البنات بجامعة الأزهر عام 1967، وبدأت عملها فى مجال الإعلام عام 1968، وتولت إدارة البرامج الدينية بشبكة البرنامج العام عام 1987، وفى 1995 شغلت منصب المدير العام لبرامج الأسرة والمجتمع الإسلامى بشبكة القرآن الكريم، وفى 4 سبتمبر 1996 تمت ترقيتها إلى نائب لرئيس شبكة القرآن الكريم، ثم تولت رئاسة شبكة القرآن الكريم من 1998 حتى 2006، وقدّمت 7 برامج فى شبكة البرنامج العام، و11 برنامجاً فى شبكة القرآن الكريم.

«الوطن» التقت هاجر سعد الدين للحديث عن مشوارها، بداية من محافظة المنوفية إلى القاهرة، ووصولها إلى أعلى المناصب بالإذاعة، لتكشف عن مواقف تعرّضت لها مع ضيوفها، وأخرى بكت بسببها على الهواء.. وإلى نص الحوار:

هاجر سعد الدين لـ"الوطن": جدى من أوائل الذين حصلوا على درجة الدكتوراه فى القانون من فرنسا

كيف كانت مسيرتك من محافظة المنوفية للدراسة بالقاهرة؟

- نشأت فى أسرة متدينة، تؤمن بأهمية الدين والعلم والثقافة، وعندما انتهيت من الثانوية العامة التحقت بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، تلبية لرغبة والدى، رغم أنه لم يكن أزهرياً، وحبى للعلم أمر ورثته من أسرتى، فجدى لوالدى كان ضمن أوائل من حصلوا على الدكتوراه فى القانون من فرنسا، وتعلمت منه الكثير.

هل كان من السهل اتخاذ قرار ترك المنوفية والقدوم إلى القاهرة بمفردك؟

- نعم جئت إلى القاهرة بمفردى من أجل الدراسة، ولم أشعر بأن هناك اختلافاً بين وجودى بالقاهرة وشبين الكوم، وكنت سعيدة فور وصولى والتحاقى بمدينة الطالبات.

كيف التحقتِ بالإذاعة المصرية، ولماذا اخترتِ البرامج الدينية؟

- التحاقى بالإذاعة المصرية جاء بعد أن قرأت إعلاناً عن وظائف بها، وكنت وقتها أتمنى الاتجاه للإعلام والالتحاق بالإذاعة المصرية، وخلال الامتحان اختبرنى بابا شارو، وعبدالحميد الحديدى، رئيس الإذاعة حينها، والإذاعى أحمد طاهر، وبعد أن نجحت فى الاختبارات اقترحت علىّ حينها الإذاعية سامية صادق، عند توزيعى على البرامج، أن ألتحق بقطاع المنوعات وبرامج الأطفال، لكننى رغبت فى الانضمام إلى البرامج الدينية، لأنها الأقرب إلى تخصّصى ودراستى.

كيف كانت علاقتك بالشخصيات التى استضفتها، وهل أثر أحدهم فى شخصيتك؟

- منذ بدايتى فى الإذاعة وحتى الآن، تعاملت مع كبار المثقفين والعلماء والشيوخ، الذين استفدت منهم ثقافياً بشكل كبير، وسعدت جداً لقربى منهم، وعلى رأسهم العالم الجليل الشيخ عطية صقر، والمفكر الإسلامى الدكتور محمد البهى، والدكتور عبدالمنعم النمر.

وكان لتعاملى مع هؤلاء العلماء الأجلاء أثره الكبير علىّ، حيث أضافوا لى الكثير من الثقافة والعلم والمثابرة والهدوء النفسى، وتعلمت منهم معنى إتقان العمل ومعاملة الناس باحترام.

ما أقرب برنامج إلى قلبك؟

- أقرب برنامج إلى قلبى «دنيا ودين»، لأنه أول برنامج أقدّمه، والمستمع عرفنى من خلاله، وأول تسجيل لى أمام الميكروفون، وانتشر فى الكثير من الشبكات الأخرى بالفكرة نفسها.

هل تتذكرين مواقف تأثرتِ فيها بموضوعات بعينها أمام الميكروفون؟

- هناك مواقف كثيرة أبكتنى خلال تسجيل الحلقات، الأول عندما كنت أسجل مع الدكتور عبدالمنعم النمر، وتحدّث عن الصيام وفضله ومكانته، تذكرت والدى رحمه الله، لأنه كان صواماً، ولم أستطع أن أتمالك نفسى وبكيت.

وأتذكر موقفاً آخر تعرّضت له ولم أستطع أن أُكمل التسجيل، فعندما كنت أسجل حلقة من برنامج «مسلمات حول الرسول»، كان موضوعها السيدة زينب، وبينما كنت أقرأ القصة أمام الميكروفون استشعرت معاناتها، وكيف خرجت من الشام، وتوجّهت إلى مصر وتم استقبالها بحفاوة؛ وأثناء قراءتى بكيت ولم أستطع تسجيل الحلقة، وتكرر هذا الموقف خلال تسجيلى حلقة فى برنامج «مسلمات حول الرسول».

من بين الضيوف الذين قابلتهم وتعاملتِ معهم له مكانة مميزة عندك؟

- كل الشخصيات الذين سجلت معهم سعدت بهم، واستفدت من خبراتهم، لكن الشيخ عطية صقر له معزّة خاصة عندى، نظراً لثقافته وتبحّره فى علمه، وتدقيقه فى كل كلمة خلال حواراته معى.

ومن المواقف التى لا يمكن أن أنساها، أننى قبل وفاته بشهر رأيته وسلمت عليه، وأبلغته أننى قاربت على بلوغ سن المعاش، وطلبت منه أن يُعلمنى بوجوده فى أى وقت داخل مبنى التليفزيون، حتى ألقى عليه التحية، لكنه قال لى جملة لم أنسها: «نتقابل فى الجنة إن شاء الله».

تعيينى رئيساً لإذاعة القرآن الكريم قوبل باستغراب لكونى امرأة.. وحبى للعمل وحرصى عليه جعل ذلك يتلاشى سريعاً وحوله إلى حالة من التعاون مع زملائى

كيف كانت ردود الفعل عند تعيينك رئيساً لشبكة إذاعة القرآن الكريم؟

- فى البداية كانت هناك حالة من الاستغراب لكونى امرأة تولت هذا المنصب، لكن المجهود الذى كنت أقوم به وحبى للعمل وحرصى عليه جعل حالة الاستغراب تتلاشى سريعاً، وتحولت إلى حالة من التعاون بينى وبين زملائى، وكنا نحتل مراتب متقدّمة بين الشبكات الأخرى.

هل تؤمنين بأن إذاعة القرآن الكريم متخصّصة فى ما يتعلق بأمور الدين فقط؟

- لا بالطبع، لا بد أن تتطرّق إلى القضايا المعاصرة من منظور دينى، فمثلاً وقت حرب أمريكا على العراق، أنا خرجت فى اليوم التالى أقدم برنامج «بغداد تاريخ وحضارة»، للحديث عن مكانة بغداد، حتى وقت الحرب كنت أقدم موجزاً إخبارياً، حتى يظل المستمع متعلقاً بالإذاعة، ولا يغفل عنها.

هل ما زالت إذاعة القرآن الكريم تتمتّع بنفس تأثيرها؟

- نعم ما زالت مؤثرة فى البيوت المصرية، وظهور البرامج التليفزيونية وانتشار البرامج الدينية والقنوات التليفزيونية جعل على عاتق الإذاعة مهمة فى تقديم محتوى مميز.


مواضيع متعلقة