الأزهر: "النبي قبل الهدية" سبب الفساد الإداري وصاحبها معلون وفي النار

الأزهر: "النبي قبل الهدية" سبب الفساد الإداري وصاحبها معلون وفي النار
- الازهر الشريف
- حكم الواسطة في الإسلام
- مشيخة الأزهر
- جامعة الأزهر
- كلية القرآن الكريم
- محافظة طنطا
- محمد المحرصاوي
- الازهر الشريف
- حكم الواسطة في الإسلام
- مشيخة الأزهر
- جامعة الأزهر
- كلية القرآن الكريم
- محافظة طنطا
- محمد المحرصاوي
أكد الأزهر الشريف أن مقولة "النبي قبل الهدية" سبب الفساد الإداري، فالهدية المصحوبة بمنفعة شخصية لا تسمى هدية وإنما رشوة، وأن النبي يلعن الراشي والمرتشي، فالوساطة والمحسوبية محرمة في الإسلام الرشوة.
وقال الدكتور محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، أن الله تعالى خلقنا وأمرنا بالإصلاح في الأرض فقال تعالى: "وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين"، وأشار إلى أنه عز وجل قضى بعدم صلاح أعمال المفسدين، وبين بغضه للفساد وأهله، فقال: "ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين".
وقال أيضا: "إن الله لا يصلح عمل المفسدين"، مضيفا أن رسولنا صلى الله عليه وسلم، جاء بدعوة الإصلاح وأعلن الحرب على الفساد الإداري والمالي؛ ففي الحديث: "لعن رسول الله الراشي والمرتشي".
وأكد خلال كلمته محاضرة عن "الفساد الإداري.. صوره وأسبابه وطرق علاجه"، اليوم، في كلية القرآن الكريم بطنطا أن الفساد الإداري من أشد أنواع الفساد، مشيرا إلى انتشاره للأسف خاصة في الوظائف، سواء كانت وظائف حكومية أم وظائف في مؤسسات خاصة؛ لافتا إلى أن الفساد الإداري هو أي استغلال للسلطة العامة لتحقيق مصالح شخصية دون وجه حق، ومن أسبابه السلبية وانهيار القيم الأخلاقية، واستخدام الوظيفة لتحقيق المصالح الشخصية، كذلك الروتين، وسوء التخطيط.
أوضح أن من صور الفساد الإداري، الوساطة والمحسوبية، والرشوة، من باب المقولة التي يتم تفسيرها بالهوى: "النبي قبل الهدية"، لكن الهدية المصحوبة بمنفعة شخصية لا تسمى هدية وإنما رشوة، مؤكدا أن المحسوبية و"الوساطة" محرمة في الإسلام، فالبشر كلهم سواء في عرف الإسلام أصلهم واحد، خلقوا جميعا من أصل واحد، ولا تفاضل بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح؛ فليتق الطبيب الله في مرضاه، وليتق المحامي الله في من يقصده لرد حق أو دفع مظلمة، وليتق الموظف الله في قضاء حاجة الناس، مشددا على أن الواسطة والمحسوبية من أشر الأبواب التي تؤثر بالسلب على المجتمع والفرد.
وأشار إلى أن من صور الفساد استخدام الأجهزة والمعامل في مصالح شخصية، تكهين الأجهزة والأثاث وهي ما زالت صالحة، كذلك الطبيب الذي يبيع مرضاه لشركات الأدوية ومعامل الأشعة والتحاليل، حين يطلب عملها دون حاجة لها لكي ينتفع بنسبته من تلك المستشفيات والمعامل وشركات الأدوية، والتواطؤ بين المحامي والخصم، وغير ذلك من الصور الكثير التي لا يمكن حصرها.
وأوضح أن الفساد الإداري يؤثر على المصالح كلها، ويسبب ضعف في موارد الدولة، وتصاب العقول بالفساد والعطب، وتجمد مواهب المفكرين والمبدعين، وتضيع جهود العاملين المخلصين، وتذهب بأي خير يرجى، متسائلا: فكيف ننتظر خيرا من مجتمع مقياس الكفاءة فيه لمن يتزلف لرؤسائه بالهدايا؟! وأي إنتاج وإنجازات ترجى ممن لا تسير عنده المصالح والأعمال إلا بعد تقديم الهدايا والرشى؟!، مستشهدا بحديث يروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا على صدقات بنى سليم يدعى ابن اللتبية، فلما جاء حاسبه، قال: هذا مالكم، وهذا هدية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا؟!.
وأوضح في نهاية محاضرته أن علاج هذه الظاهرة يبدأ من الذات، فالضمير هو السلطة الرقابية العظمى، وأن يدرك كل فرد عظم المسؤولية والأمانة ويتحرى الحلال، كذلك إصلاح الإدارات ومراقبتها، ويساعد في وأد هذا المرض أيضا عقد الدورات التدريبية للإدارة والمناصب العليا، والعدل في المكافآت والمستحقات؛ وإنصاف الموظفين وتقديم الأكفاء والجادين على من دونهم، ووضع الخطط المناسبة والمدروسة للمراقبة والمتابعة الجادة من الجهات المعنية والرقابية على وجه الخصوص.