الشعراوي.. إمام دعاة الوسطية شخصية جناح مشيخة الأزهر بمعرض الكتاب

الشعراوي.. إمام دعاة الوسطية شخصية جناح مشيخة الأزهر بمعرض الكتاب
- محمد متولي الشعراوي
- إمام الدعاة
- معرض الكتاب
- محافظة الدقهلية
- محمد متولي الشعراوي
- إمام الدعاة
- معرض الكتاب
- محافظة الدقهلية
محاطا بجموع المريدين والأتباع وعامة وخاصة القوم، يسير الشيخ متكأ على عصاه، مرتديا عمامته البيضاء، وثيابه الأزهرية التي دائما ما يفتخر بها، ونظارته الطبية، فيجلس على الأريكة الممهدة له ويفتح المصحف الشريف ليبدأ خواطره الإيمانية وتفسيره للقرآن الكريم.
الشيخ محمد متولي الشعراوي إمام الدعاة وشيخ المفسرين، ووزير الأوقاف الأسبق، الذي جعله الأزهر شخصية جناح المشيخة بمعرض الكتاب، كونه أحد أبرز الدعاة الأزاهرة المجددين، إضافة إلى جهوده العظيمة في تفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة، فاستطاع بها الوصول لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، حتى لقب بإمام الدعاة وشيخ المفسرين.
ابن قرية دقادوس بمحافظة الدقهلية، ولد عام 1911 ميلاديا، لأسرة متوسطة الحال، وبحسب تقرير مسبق لمجلة الازهر، فيرجع نسب الشيخ الشعراوي إلى سلالة الحسن والحسين سبطي رسول الله، وحرص والد الشيخ على تزويجه مبكرا، وألحقه بمعهد الزقازيق الأزهري، فتخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس، وعمل في التدريس في الأزهر.
ظهر الشيخ عبر الإعلام من خلال برنامج "نور علي نور" في أوائل السبعينيات، مفسرا للقرآن الكريم، فوصل بأسلوبه المبسط إلى كل شرائح المجتمع، ولقي قبولا واسعا في مصر والعالم الإسلامي.
وشغل الشيخ الشعراوي منصب مدير معهد طنطا الديني ثم معهد الإسكندرية والزقازيق، مرورا بالتدريس في المعاهد والكليات السعودية، ثم مديرا للأوقاف بمحافظة الغربية، ومديرا عاما للدعوة بوزارة الأوقاف، ومديرا عاما لشؤون الأزهر، ورئيسا لبعثة الأزهر في الجزائر، ثم وزيرا للأوقاف وشؤون الأزهر.
كانت لدى الشيخ الشعراوي رؤى فقهية واجتهادات علمية، أبرزها موقفه من نقل مقام سيدنا إبراهيم، إذ رفض الشيخ نقله لمخالفته للشرع.
وتسرد مجلة الأزهر تلك الرؤاية: "بعث الإمام الأكبر الشيخ حمروش شيخ الأزهر سابقا، الشيخ الشعراوي أستاذا في كلية الشريعة في مكة المكرمة عام 1950، وفي عام 1954 علم الشيخ الشعراوي أنّ الملك الراحل سعود بن عبدالعزيز عزم على نقل مقام إبراهيم إلى الوراء في منطقة "الحصوة" لتوسيع المطاف، استناداإلى مشورة بعض العلماء الذين استندوا إلى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نقله سابقا، فحاول الشيخ الشعراوي إقناع زملائه في البعثة المصرية ومعارفه من علماء المملكة بأنّ هذا مخالف للشريعة، وضرورة إيصال الرأي إلى الملك سعود، وراسل الملك سعود.
فيقول الشيخ: "أرسلت برقية من 5 ورقات إلى الملك سعود، عرضت فيها المسألة من الناحية الفقهية والتاريخية، وقلت إنّ نقل المقام من مكانه إلى مكان آخر لا يجوز شرعا، وإنّ الذين يحتجون بأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نقل المقام، واستندوا إلى ذلك في تبرير عملية النقل جانبهم الصواب، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رسول ومشرع، وليست هذه حجة لكي نستند إليها وننقل مقام إبراهيم من المكان الذي وضعه فيه.
وبحسب المجلة، وصلت البرقية إلى الملك سعود، وجمع العلماء، وقدم لهم البرقية، وطلب منهم أن يدرسوا ما بها، وينتهوا إلى رأي، وأن يبلغوه به في اليوم التالي، أي: قبل 24 ساعة من الموعد المحدد لنقل المقام، فوافقوا على كل ما ذكرته، وبعثوا برأيهم إلى الملك، فأصدر أمرا بعدم نقل المقام، ودراسة مقترحات الشيخ الشعراوي، وكان الشعراوي اقترح في برقيته أن يزال المبنى الذي يوجد فيه مقام إبراهيم لأنه كبير، وهو الذي يسبب الزحام، دون المساس بالمقام ذاته، وأن يبقى فقط الموضع الذي به مقام إبراهيم.
تزوج الشعراوي وهو في الثانوية بناء على رغبة والده، وله من الأبناء 3 أولاد وبنتين، هم سامي وعبدالرحيم وأحمد، وفاطمة وصالحة.
وترك الشيخ الشعراوي مؤلفات عدة عبارة عن دروس ومحاضرات وخطب وخواطر إيمانية تم بثها عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، ومقالات نشرت بالصحف، جمعها المهتمون بها، وصنفت كل موضوع على حدة، وأخرجت على هيئة كتب منسوبة إلى الشيخ الشعراوي، ومن مؤلفاته "معجزة القرآن، رد على الملاحدة والعلمانيين، المرأة في القرآن الكريم، شبهات وأباطيل، قصص الحيوان في القرآن الكريم، الحج المبرور، قصص الأنبياء، والأدلة المادية على وجود الله".
ظل إمام الدعاة خادما للدعوة الإسلامية حتي لقي ربه في 17 يونيو 1998، وشيّع في جنازة شعبية شهدها مئات الآلاف من المصريين والعرب والمحبين من كل دول العالم.