إيناس من فريق "كلاسيك": تركت "الميتال" فترة بسبب "المجتمع".. وأقول للإخوان "كفاكم تكفير"
موسيقى صاخبة.. أصوات بشرية تحمل الصوت الرجولي الغليظ يقطعها الصراخ بين الحين والآخر .. ملابس سوداء ومكياج أسود ورسومات غريبة، تصاحبها حركات جسدية وهزات رأس غريبة، تلك الأصوات والأوصاف لا تجدها إلا في عالم موسيقى "الميتال".
"عبدة الشيطان" و "مجموعات من الأيموز" و"يتعاطون المخدرات ويشربون الخمور".. اتهامات كثيرة وشائعات أكثر تطارد "الميتال"، وصفتها إيناس عصام، عضو فريق "كلاسيكس باند"، بأنها "سوء فهم لطبيعة الموسيقى التي تمثل حالة متميزة وفريدة من نوعها.
"إيناس" عاشت مع موسيقى الميتال منذ عام 2006، بعد أن كانت تلعب موسيقى الروك، ولكنها شعرت بإحساس آخر مع عالم الميتال، فهي كما تقول في حديثها لـ"الوطن" إنها "تخرج طاقتها السلبية وتحول أزمتها النفسية إلى حالة إيجابية، فلا تدفع للاكتئاب كما يردد البعض، ولم أسمع يوما عن شخص انتحر بسبب "الميتال"، فهي جميعها تهم ملفقة من أشخاص لا يعرفوا معنى الفن ولا الموسيقى"، مضيفة "الإنسان ممكن يتجنن أو ينتحر من الوحدة والفراغ واليأس لكن عمره ما يحصله كده مع الموسيقى".
"بنتكلم في كل حاجة عن الحياة، حب وكره، غضب وفرح، اجتماعيات وسياسة"، موضوعات عديدة يعيشها محبو الميتال وعازفوها، فجمهور الميتل كما تقول إيناس "كبير"، وحفلاته "يحضرها الآلاف"، مثلها مثل "حفلات الأوبرا التي لها جمهور ذو طابع خاص".
"نظرة المجتمع الناقدة والغريبة للميتل أبعدتني عنه لفترة"، كلمات قالتها عضوة فريق "كلاسيك"، عندما حكت عن العديد من المشكلات التي تعرضت لها لحبها لهذا النوع من الموسيقي، متعجبة من أشخاص لا يعرفوا شيئا عن الفن، ولم يسمعوا أي أغنية ميتال في حياتهم، ولكنهم ينتقدونها ويوجهون لها التهم بعبادة الشيطان، وهي أشياء بعيدة عن عازفي الميتل، إلا أن تصرفات بعض الشباب المحبين لهذا النوع الموسيقي وشكله وحالته، جعلتهم يخرجون للمجتمع بالشكل الذي يواجهون به جمهورهم على المسرح، فرفضهم الرأي العام.
"ليس كل الميتال عبدة شيطان، ولكن كل عبدة الشيطان يسمعون الميتال"، عبارة صادمة نطقتها إيناس رافضة الدفاع عن عبدة الشيطان، ولكنها تنفي أن تكون "الميتال" داعية لعبادة الشيطان، إنما استغلها عبدة الشيطان في طقوسهم، ونفت أيضا علاقتها بالإيموز، فوصفت طقوس الإيموز بالغريبة، فقالت "إن من يسمع "الميتال" ويستمتع بها يكون أكثر روحانية، فهي كالترانيم في المسيحية والابتهالات والأناشيد الإسلامية".
"ساقية الصاوي".. المكان الذي جمع فرق "الميتال" وأفرغ طاقات الشباب في إبداعات فنية متميزة، كما تحكي إيناس، وهي في حالة حزن لما حدث مؤخرا من تقديم محامي الإخوان بلاغ ضد الساقية لجمعها مجموعة من عبدة الشيطان، مستنكرة ذلك الفعل بقولها "الساقية مكان محترم يقدم فنا راقيا، وإذا وجدت إدارتها عملا يتنافى مع الأخلاق والذوق العام تمنع عرضها".
رسالة من فتاة عشقت موسيقى غريبة وفريدة من نوعها، وجهتها في آخر كلماتها لـ"الوطن"، إلى جماعة الإخوان المسلمين، قائلة "ليس ذنبي أني أحب "الميتال" وأعشق موسيقاه وأعزفها، وأنتم ترفضونها دون أن تعرفوا عنها شيئا، فأقرأوا عنها واسمعوها، وتقبلوا الآخر دون تحريم أو تكفير".