"الأشجار" رئة جديدة لمواجهة التلوث في الخانكة وأبوزعبل

"الأشجار" رئة جديدة لمواجهة التلوث في الخانكة وأبوزعبل
تشير العديد من التقارير إلى أن مدينة ومركز الخانكة تعد من أخطر بؤر التلوث في محافظة القليوبية، حيث تتركز بها عدد من الأنشطة الصناعية الملوثة للبيئة أخطرها مصنع أبو زعبل للأسمدة ومنطقة العكرشة الصناعية العشوائية ومنطقتي الصفا والشروق الصناعتين، حيث تضمان نشاط المسابك الملوث للبيئة، مما جعلها تحصل على لقب أسوء بقعة تلوث على مستوى العالم وسلة مهملات القاهرة وفق ما وصف البرلماني رضوان الزياتي عضو مجلس النواب عن دائرة الخانكة والخصوص والعبور في أحد طلبات الإحاطة التي تقدم بها للمجلس حول قضية التلوث في الخانكة وأبو زعبل والتي شهدت العديد من حوادث الاختناق وانتشار الأمراض بين المواطنين بسبب أدخنة المصانع الموجودة في المنطقة.
ومن هذا المنطلق نجحت المحافظة اليوم الأحد، في توقيع بروتكول تعاون مع وزارة البيئة في إطار مواجهة ظاهرة التلوث بالمنطقة حيث يقضي الاتفاق الذي وقعته الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة مع اللواء عبدالحميد الهجان محافظ القليوبية، بتشجير شوارع مدينة الخانكة وقرية أبو زعبل في إطار التعاون الوثيق والمشترك بين مؤسسات الدولة لحماية البيئة واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ عليها بما يكفل تحقيق أهداف التتنمية المستدامة، وزيادة نصيب الفرد من المساحات الخضراء والحد من التلوث خاصة في المدن الصناعية.
ويتضمن البروتوكول زراعة وتشجير شوارع مدينة الخانكة وأبو زعبل بـ4000 شجرة من أصناف "الفيكس نيتدا وبونسيانا وفيكس بنجامينا وتيكوما صفراء" بهدف تنقية الهواء وتقليل الانبعاثات الكربونية.
كما تضمنت بنود البروتكول أيضا الاهتمام بمنظومة النظافة والحفاظ على المكان المخصص للتشجير، ورفع التراكمات بالتنسيق بين البيئة ومحافظة القليوبية، بجانب العمل على توفيق أوضاع المنشآت الصناعية والمسابك بتلك المناطق في مدة تستغرق من سنة إلى ثلاث سنوات من خلال تنفيذ عدة مراحل وخطط للإصحاح البيئي وتطبيق أنواع من التكنولوجيات الحديثة.
وبموجب البرتوكول ستساهم الوزارة في تمويل موازنة تنفيذ المشروع ، كما اتفقت الأطراف المعنية على تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ هذا البروتوكول والتنسيق فيما بينهما وتذليل أي عقبات قد تواجه التنفيذ، وذلك من الجهات الإدارية المعنية بكل جهة مع التأكيد على استخدام أنواع وأحجام أشجار وفق معايير قلة الاحتياجات المائية، وسهولة الرعاية والصيانة ومقاومتها للظروف المناخية إلى جانب قدرة تلك الأشجار على امتصاص أكبر قدر من الملوثات والأتربة العالقة.
وأوضح محافظ القليوبية أن البروتوكول يأتي في إطار الخطة السنوية للوزارة بتشجير أحد المدن الصناعية والأكثر تلوثًا للحد من مستويات تلوث الهواء، مشيرا إلى أن التشجير يعد أحد الحلول قصيرة المدى لمواجهة التلوث.
وأضاف أن البروتوكول يأتي ضمن مبادرة "اتحضر للأخضر" والتي أطلقتها وزارة البيئة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، لرفع الوعي البيئي من خلال التركيز على التشجير بجانب موضوعات أخرى تتربط بحياة المواطن.
وأكد عبدالهجان أن مبادرة التشجير على مستوى المحافظة تعد إحدى المبادرات التي تنفذها المحافظة بالتعاون مع وزارة البيئة، بهدف دعوة الجميع للتشجير ورفع الوعي لدى فئات المجتمع المختلفة بأهمية الحفاظ على البيئة، لضمان استدامتها حفاظاً على حقوق الأجيال المقبلة والتقليل من التغيرات المناخية السلبية.
وتابع أنه سيجرى إقامة ندوات توعوية للجهاز التنفيذي بالمحافظة بأهمية ترشيد استهلاك المياه والطاقة، والحث على النظافة والتجميل للمدن والقرى، وتنظيم حملات بالتنسيق مع مديرية الري لتطهير فروع النيل والترع وإزالة نواتج التطهير، كما سيجرى تنظيم معارض للزهور بمدن المحافظة، مؤكدا ضرورة المشاركة الجادة في المبادرة لتغيير السلوكيات البيئية الخاطئة وللحفاظ على جمال البيئة المحيطة.
الجدير للذكر أن البروتوكول ليس الأول في أنشطة المحافظة في مجال التشجير ومواجهة التلوث ضمن المبادرة الرئاسية، فقد شهد الأسبوع الأخير من شهر يناير المنصرم، مشاركة محافظ القليوبية في زراعة 400 شجرة من الأشجار المثمرة وغيرها في مختلف المناطق بمدينة بنها، والتي بدأت من أمام الاستاد الرياضي ببنها وشارع الاستاد تجاه كلية العلوم وأمام وخلف مستشفى بنها العام ومنطقة الفلل، بمشاركة 100 شاب وفتاه بهدف التعريف بأهمية التشجير واللون الأخضر للحد من الانبعاثات والآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وتضمنت المبادرة زراعة الأشجار المختلفة مثل الزيتون والليمون والاستاكوما والدادونيا، وذلك من أجل العمل على عودة الرونق الجمالي لشوارع المدينة مع الحرص على أن يكون اللون الأخضر هو اللون السائد بشوارع كل مدن القليوبية.