كيف حول أردوغان زلزال "إيلازيغ" إلى "شو إعلامي"؟

كتب: حسام حربى

كيف حول أردوغان زلزال "إيلازيغ" إلى "شو إعلامي"؟

كيف حول أردوغان زلزال "إيلازيغ" إلى "شو إعلامي"؟

أزمات عديدة استغلها الرئيس التركي رجب أردوغان، لتلميع صورته، كان آخرها حادث زلزال إيلازيغ الذي وقع الأسبوع الماضي، حيث ذهب بعد الحادث والتقط الصور والفيديوهات مع حطام البيوت المنكوبة، ليظهر وكأنه يساند المنكوبين ويقف مع الشعب في مشكلاته، ولكن في الحقيقة هي مجرد مسكنات وليست تنفيذا للوعود.

ووقع زلزال بمحافظة إيلازيغ الجمعة الماضية، ووصل عدد ضحاياه الذين فقدوا أرواحهم إلى 39 ضحية، كما ارتفع عدد الجرحى إلى 1607 جرحى.

الدكتور حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، قال إن رجب أردوغان هو ظاهرة صوتية، يتحدث أمام الميكروفونات ولا يهمه سوى شخصه فقط وأهدافه الشخصية، واستغل حادث الزلزال للشو الاعلامي.

وأضاف أبو سعدة، لـ"الوطن"، أن الرئيس التركي يعاني من حالة انفصال بينه وبين الأتراك، موضحًا أن تركيا تعاني من مشكلات اقتصادية الآن على عكس السابق، كما أنها دخلت في عديد الأزمات والصراعات مع الجيران، رغم أنها في السابق كانت لا توجد بينها وبين أي دولة مجاورة مشكلة.

وتابع عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن أردوغان متلون، فهو يتحدث دائمًا عن قدرات الدولة التركية وإمكانياتها وأن تركيا على استعداد تام لأي شيء، وعندما يحدث فشل مثل حادث الزلزال يقول إنه قضاء وقدر ولا يمكن التدخل فيه، لافتًا إلى أن كل المؤشرات تؤكد أن أردوغان وحكومته في العد التنازلي للسقوط.

من جانبه، قال الدكتور نجاح الريس، أستاذ السياسة الدولية بجامعة بني سويف، إن وقوع زلزال هو أمر طبيعي لا دخل للإنسان فيه ويحدث في دول العالم، ولعل تركيا من الدول التي تتعرض كثيرًا للزلزال، ولكن ما يقوم به الرئيس التركي بعد وقوع أي كارثة هو أمر غير طبيعي.

وأضاف الريس، لـ"الوطن"، أن أردوغان ينتهز أي حادث يقع في تركيا، لأنه يراها فرصة داخلية لرفع شعبتيه المنهارة، مؤكدًا أن تركيا تعيش عصر الشعبوية الديكتاتورية.

وأوضح أستاذ السياسة الدولية، أن القيادة بتركيا تُشعل الأزمات الخارجية ليثبت لشعبه أنه موجود على الساحة الدولية، وكذلك لإبعاد الانتباه عن فشل سياسته الداخلية، مشيرًا إلى أنه كان على الرئيس التركي أن يقوم مثل باقي حكومات دول العالم التي تتعرض باستمرار للزلزال، حيث تتخذ الإجراءات الاستباقية لحماية المناطق الأكثر تعرضا للكارثة، وهو ما لم يفعله أردوغان الذي يعلم بكيفية مواجهة مثل تلك الأزمات، ولكنه اكتفى بالتقاط الصور مع المنكوبين وحطام البيوت، موضحًا أن الرئيس التركي يلعب على المشاعر ككل الرؤساء الديكتاتوريين.

وأكد الريس، أن تركيا تعيش مأساة حقيقية، على كافة المستويات، اقتصاديا وعلاقتها بالدول المجاورة، حيث أصبحت الدولة التركية حبيسة حدودها الداخلية، متابعًا أنها تعاني كذلك من أزمة في الديمقراطية، وكذا في الحريات وحقوق الإنسان.

وفي السياق ذاته، شن المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، فايق أوزتراك، هجوما على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لاستغلاله حادث الزلزال، وذهابه إلى هناك وقت إنقاذ الضحايا، معتبرًا هذا التصرف "شو اعلامي".

وقال فايق: حكومة العدالة والتنمية استخدمت حطام الزلازل كعرض سياسي لها، مشيرًا إلى أنه قبل 3 أشهر تم تقديم اقتراح بُحث في البرلمان التركي حول حالة الاستعداد للزلازل بتركيا، إلا أنه تم رفضه بأصوات أعضاء حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بزعم أن تركيا مستعدة لأي شيء.


مواضيع متعلقة