عماد الدين أديب: القضية الفلسطينية تاريخ الفرص الضائعة والإدارة الخاطئة

عماد الدين أديب: القضية الفلسطينية تاريخ الفرص الضائعة والإدارة الخاطئة
- فلسطين
- إسرائيل
- صفقة القرن
- جريدة الوطن
- عماد الدين أديب
- فلسطين
- إسرائيل
- صفقة القرن
- جريدة الوطن
- عماد الدين أديب
قال الإعلامي عماد الدين أديب، إن تاريخ القضية الفلسطينية هو "للأسف" تاريخ الفرص "الضائعة" والإدارة الخاطئة للصراع سواء في ميدان القتال أو على مائدة المفاوضات، موضحا أنه في كل مرة "نرفض عرضاً بتسوية بشروط من الطرف الآخر نرفضها تحت منطق كل شيء أو لا شيء".
وأضاف أديب، في مقال نشرته صحيفة "الوطن"، أننا نؤمن بأن فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، وأن القدس يجب أن تعود حتى آخر ملليمتر، وأن اللاجئين يجب أن يعودوا حتى آخر فلسطيني، وأن التعويضات عما حدث يجب أن تدفع لنا حتى آخر دولار أمريكي وشيكل إسرائيلي، وحتى يتحقق ذلك ظللنا نرفض، وفي كل مرة نرفض، يأتي عرض آخر أقل مما سبق، بحيث يتناقص المعروض بالتوازي مع تناقص قوتنا على الأرض.
وأوضح الكاتب، في مقاله المنشور بعنوان "خطأ القرن الفلسطيني!"، اليوم، إنه قبل أن نلوم الإسرائيلي على رفضه للسلام، وبشاعة احتلاله الاستيطاني، وقبل أن نسأل بأي حق تقرر الإدارة الأمريكية مصير شعب ومنطقة؟ يجب أن تكون لدينا شجاعة مواجهة النفس ونسأل: أين حدود مسؤوليتنا عما حدث؟ وما الذي أوصلنا إلى أضعف موقف تفاوض ممكن أن يصل إليه مفاوض، وهو موقف عدم القدرة على رد الفعل؟! وما الذي جعل الإسرائيلي يتبجح ويظلم ويفتري ويتجبر؟
"الصفقة" عرض ممن يملك القوة إلى من لا يملكها
وأكد أديب، أنه في المفاوضات، كما يقول تشرشل، "إن تحصل على قيمة عناصر قوتك، قد تحصل على أقل منها إذا أساءت التفاوض، لكنك أبداً لن تحصل على أكثر مما تستحق"، موضحا أن ما بين الانقسام الفلسطيني، والصراع الداخلي بين الفصائل الذي تعدى الصراع مع العدو الحقيقي، وما بين استقواء كل فصيل بطرف إقليمي، وفساد المال السياسي وصدارة المصالح الخاصة على المصالح العليا، وهو ما أوصلنا في هذا الظرف الإقليمي والدولي إلى "صفقة القرن".
وأوضح أن الصفقة هي عرض ممن يملك القوة إلى من لا يملكها، وهي عرض على مائدة المفاوضات متروك للتفكير به لمدة 4 سنوات بعدها ينتهي "الأوكازيون"، إنه عرض يمثل عقلية "مقاولي البناء" التي تسيطر على "ترامب" وأسرته، التي تعمل في هذا المجال منذ عقود.
وشرح قائلا إنه حينما تعود إلى كتاب "فن الصفقة" لترامب، الذي صدر عام 1996، تجد ما يقوله عن أسلوب عرض شراء العقار:
1- تشدد في العرض للنهاية.
2- لا تخش من ضياع العرض إذا تأكدت أن الطرف الثاني لا يملك أي خيار آخر.
3- ضع سقفاً زمنياً ولا تترك الوقت مفتوحاً لإتمام الصفقة.
4- نحن نؤمن أنكم أضعتم كل فرص السلام وكل فرص النضال الشعبي حينما عسكرتم الانتفاضة!
وأوضح عمادالدين أديب أن حجة فريق الصفقة الأمريكي برئاسة جاريد كوشنر: "رفضتم قرار الأمم المتحدة عام 1948، ورفضتم شروط المهزوم بعد 5 يونيو 1967، ورفضتم مشروع بن جوريون، ومشروع آلون، ومشروع ديان، وكامب ديفيد، والحكم الذاتي، ورفضتم خطة كلينتون في آخر شهر من حكمة، ورفضتم الورقة الأمريكية في واي ريفر، الآن علاقات القوى تغيرت، الوضع الجغرافي تغير، معادلات المنطقة والعالم تغيرت، لذلك عليكم أن تقبلوا -برجماتياً- بالأمر الواقع، إنه عرض أكثر من حكم ذاتي وأقل من دولة في ظل سيطرة كاملة للدولة العبرية على مفاتيح الأمن والسيادة والاقتصاد".
وأكد "أديب" أننا ندفع الآن فاتورة تاريخية متراكمة ومؤجلة منذ عام 1948، في سوء إدارة الأزمة والصراع في الحرب والسلام، القتال والتفاوض، السياسة والاقتصاد، الدعاية والتسويق السياسي للقضية الفلسطينية، وشدد "نحن الآن نواجه لحظة الصدق الحقيقية للإهمال المتعمد، وللتهاون التاريخي، وسوء الإدارة لقضيتنا التاريخية بعدما ظهرت أعراض الضعف على المريض وأصبح أمامه خياران كلاهما أسوأ من الآخر: إما أن يموت برفض العلاج، وإما أن يقبل العلاج الموصوف بجراحة كل أطرافه فيموت لاستحالة الحياة".