السيارات المتهالكة يمكن استثمارها: مزادات لبيع "القديم" حتى لو كان "كلاكس أو عجلة قيادة أو عداد"
سوق مدينة نصر.. تجمع كبير لجميع أنواع السيارات
«اشترى التاريخ وليس سيارة» هذا هو الوصف الأمثل لمزادات السيارات القديمة، التى انتشرت بصورة كبيرة فى الآونة الأخيرة مع الانفتاح الكبير الذى حققته وسائل التواصل الاجتماعى فى هذا النوع من المزادات، أو حتى فى سوق السيارات لبيع المستعمل، ففهم ومعلومات المواطنين لم تتطور فقط حول طبيعة هذه المزادات، وكيفية التعامل معها، واقتناص أفضل الأنواع، بل صار هناك سعى للاعتماد على معايير أسواق مزادات السيارات فى الدول الغربية، كوسيلة للمكسب والارتقاء بهذه المزادات فى مصر.
"علاء": الإقبال عليها لا يخضع للمكسب والخسارة
«مزادات السيارات القديمة، تبدو للبعض أنها تقتصر فقط على السيارات، لكنها سوق أوسع من ذلك بكثير، فأى قطعة تنتمى لسيارة تاريخية، سواء كانت «كلاكس»، أو عجلة قيادة، أو رخصة، أو حتى عداد، تحظى بإقبال كبير، وأسعار لا يتخيلها أحد، فعلى سبيل المثال، عرضنا للبيع قبل ذلك عدادات سيارات الأجرة التى تنتمى إلى فترة السبعينات والثمانينات، ورغم أنها فى هذا التوقيت كانت لا تساوى أكثر من ٥٠ جنيهاً، إلا أن سعر العداد الواحد وصل إلى ١٦٠٠، و١٧٠٠ جنيه، أما كلاكس إحدى السيارات الأنتيكة، فقد تجاوز سعره ٣٠٠٠ جنيه»، هكذا تحدث علاء فكرى، أحد المسئولين فى مزاد «le garge» الدائم.
"السوشيال ميديا" طورتها وفق رؤية عصرية.. وبعض السيارات موديل الستينات تباع بأسعار عالية
وحكى «علاء» عن واقعة بيع إحدى السيارات خلال مزاد أقامه، وكانت من نوع «سان موريس» الإنجليزية الصنع، وتعود إلى عام ١٩٦٤، وعرضها صاحبها للبيع بسعر لا يتجاوز ٨٠ ألف جنيه، وخلال المزاد وصل سعرها إلى ١٤٣ ألف جنيه، مضيفاً: «بالنسبة لصاحب السيارة كانت الزيادة فى السعر كنزاً، أما من اشتراها فلم يرغب فى استخدامها، أو بيعها رغم حالتها الجيدة جداً، لكن لوضعها فى مدخل الفيلا التى يمتلكها، كأنتيكة يراها الزوار»، وتابع «علاء» أن السيارات القديمة سوقها ينمو يوماً بعد يوم، بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعى، التى سهلت الاطلاع على الثقافات الأخرى فيما يتعلق بأسواق المزادات، وأهم المعايير الحاكمة لها، لكن فى نفس الوقت رفع سقف التوقعات كثيراً، وأضاف: «فى إحدى المرات عرض زبون سيارة فورد موستانج تعود إلى فترة الستينات للبيع فى المزاد، ولكنه اشترط سعراً مبدئياً لها ٥٠٠ ألف جنيه، وهذا بالفعل سعر كبير جداً، لن يجذب أى زبون مهما كان شغفه بهذا النوع من السيارات وحاولت خفض سعرها معه قليلاً، لكنه رفض بدعوى أن هذه هى الأسعار المتعارف عليها، لهذا النوع من السيارات عالمياً، وقارن نفسه بمزادات الولايات المتحدة الأمريكية».
ورفض «علاء» فكرة المقارنة بين أسواق مزادات السيارات فى مصر بالدول الغربية، والسبب من وجهة نظره هو أن معظم السيارات التى تعرض فى هذه الدول تكون مكوناتها أصلية ١٠٠%، مقارنة بالسيارات الموجودة فى مصر، فالسيارة فى مصر قد تكون بها قطع غيار غير أصلية، ولا يهتم صاحب السيارة بذلك: «وهناك واقعة أتذكرها خلال أحد المزادات، حيث كنا نعرض سيارة مرسيدس، بسعر يبدأ من ١٠٠ ألف جنيه، لكنها لم تحظ برواج، ولم يتم بيعها، لأنها بمنطق السوق حديثة، وليست قديمة جداً، أو مكوناتها أصلية»، ويرى أن أسباب الإقبال على المزادات الخاصة بالسيارات، لا تخضع لمنطق المكسب والخسارة فقط، بل لها شق نفسى قد لا يراه البعض، فمثلاً البعض يشترى سيارة قديمة، لأن جده كان يمتلك مثلها، وهو يرغب فى تقليده، أو لأنها تثير فى نفسه ذكريات معينة، وأحياناً رغبة فى التباهى، فهى سوق يحمل الكثير والكثير من الخفايا والمفاجآت التى قد تسبب الدهشة.