فيلم وثائقي يعرض دور سيد قطب وأقوال المتهمين في قضية تنظيم 1965

فيلم وثائقي يعرض دور سيد قطب وأقوال المتهمين في قضية تنظيم 1965
عرضت قناة "dmc"، الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي الذي يعرض قصة حياة سيد قطب، القيادي البارز بجماعة الإخوان الإرهابية، وكشفت فيه عن أقوال المتهمين الرئيسيين في تنظيم 1965.
وقال عمرو فاروق، الباحث في شؤون الإسلام السياسي، إنه من خلال دراسة تنظيم 1965 وتحقيقات النيابة ومذكرات الإخوان سنكتشف أن المرشد الأسبق للجماعة حسن الهضيبي في خلال التحقيقات ورط سيد قطب واعترف بتورطه بشكل مباشر في تشكيل التنظيم مثلما فعل سيد قطب في قضية حادث المنشية، واعترف على حسن الهضيبي وتورط في التخطيط لحادث المنشية ومحاولة اغتيال الرئيس عبدالناصر.
وأضاف: "هنكتشف إن حسن الهضيبي وسيد قطب وعلي عشماوي قاموا بأدوار متبادلة واعترافات كل منهم على الآخر في قضية 1954 وقضية 1965".
وقال المعلق على الفيديو إن داخل الإخوان لم يكن هناك ما يوحدهم قدر كراهيتهم لشخص جمال عبدالناصر وتنوعت خططهم لاغتياله، ومن بينها أن يقوم عضو التنظيم إسماعيل الفيومي المجند في الحرس الرئاسي بإطلاق الرصاص عليه.
وأضاف المعلق وفي السجن الحربي أفضى عشماوي قائلا: "كان الفيومي متحمسا جدا لقتل الرئيس، أنتم بتضيعوا مني الفرص وممكن أقتله بسهولة، وأذكر إنه في 26 يوليو الماضي قالي إن كان بيني وبين الرئيس مترين وظهرت معاه في التليفزيون وكان ممكن بسهولة أغتاله وأنتم اللي مأخرني، فأنا قلت، الاغتيال مقرب لكن مرجأ إلى أن تتم الترتيبات بالنسبة للأعمال الأخرى".
وتابع أن قبضة البوليس الحربي كانت أسرع من سبابة الفيومي فوق الزناد.
وأوضح الدكتور كمال حبيب، الباحث في الجماعات الإسلامية، أن الفكرة التي طرحت في ذلك الوقت إنه كان واحدا من حراس عبدالناصر وهو إسماعيل الفيومي ضمن التنظيم، وطرح مسألة قتله لكن التنظيم كان به قدر كبير من المراهقة.
وتابع المعلق: "مع كل يوم يمر كانت النيابة تضيق الخناق أكثر فأكثر على أفراد التنظيم، وتوالت الاعترافات والتفاصيل من الجميع بلا استثناء، أما الغموض الذي كان مكتنف دور يوسف هواش أمام النيابة زال مع الوقت، وحين سئل عنه قطب أجاب أنه لم ير غير هواش ملائما لمهمة القيادة حال غيابه، وأنه حين شهر بقرب السقوط أوصى حال اعتقاله بلقاء عاجل بين علي عشماوي ويوسف هواش ليتولى هواش مهام توجيه التنظيم".
واستطرد أنه في الثانية عشر وأربعين دقيقة في ظهيرة الأول من يناير عام 1966 استدعى المحقق محمد وجيه قناوي المتهم علي عشماوي لسؤاله عن دور هواش من بعد اعتقال قطب.
فأقر عشماوي: "يوسف هواش اعتذر عن مقابلتي لأنه مراقب، وقد قام بتحميل رسالته إلى حميدة قطب: "هواش بيقولك إذا كنت مصممين فيبقى مش الرئيس بس لأن موته مش هيهد النظام إنما ينصح بأن عمليات الاغتيال تتم بالنسبة لـ 4 أشخاص هم الرئيس وعبدالحكيم عامر وزكريا محيي الدين وعلي صبري".
وأكد عشماوي أن حميدة قطب ناقلة الرسالة لم تعترض على الاطلاق على هذا الأسلوب العنيف من العمل ضد الحكومة، وإثر هذه الأقوال قام المحقق باستدعاء حميدة قطب ووضعها أمام علي عشماوي وجها بوجه.
ويائسة حاولت حميدة الدفع بأن عشماوي أساء فهم رسالة هواش وأصر كل منهم على أقواله ووقع تحتها.
ثم وصلت دراما السجن الحربي إلى ذروتها باستدعاء محمد يوسف هواش ومواجهته بحميدة قطب وقال هواش نصا وبسذاجة مفرطة: "أنا كنت عاوز حميدة تنقل مسألة اغتيالات الأربعة على أساس إن دا رأيي في خطة العمل وفي اعتباري إن دا من باب التعجيز".
ثم وقع كل منهما أسفل مواجهة قربت بعضهم من نهاية قصة حياتهما ليبقى سؤال "كيف استطاع قطب أن يمسخ كل رفاقه إلى قتلة جاهزين".
وقالت سلمى أنور، الباحثة في العلوم السياسية، إن شخصية قطب شخصية قلقة، شخصة قطب مؤثرة وقد يبدو لك آثرا ساحرا حلو البيان، ولديه لغة قادرة على أن تجذبك إلى أرضها، وتسلبك مع الوقت قدرتك الدفاعية بالحجة والمنطق واللغة، خصوصا لو أنه قرأ في عينيك أن لديك هشاشة ما، وهو يعرف كيف ينفذ إليك ويعرف متى يضرب من وهو نوع من الذكاء الذي يتمتع به هذا النوع من القادة.
وأوضح المعلق، كل التحقيقات أفضت إلى ساحة القضاء، ليقوم صلاح نصار رئيس النيابة لإحالتهم مع قائدهم المتهم سيد قطب إبراهيم إلى محكمة أمن الدولة العليا.
وتابع أن جلسات المحكمة انعقدت بدءًا من السبت، التاسع من أبريل عام 1966 داخل مبنى مجلس قيادة الثورة برئاسة الفريق الأول محمد فؤاد الدجوي، ولم يكن لهيئة المحكمة إلا النظر في الاعترافات والأحراز والخطط والأفعال وحتما لم يتوافر لديها إحصاء دقيق بعدد الذين سيقتلون في العقود القادمة على يد أبناء قطب الروحيين.