صيد الزريعة السمكية بدمياط.. أخطبوط يلتهم الثروة في عرض البحر

صيد الزريعة السمكية بدمياط.. أخطبوط يلتهم الثروة في عرض البحر
رغم سن قوانين صارمة لمعاقبة صيد الزريعة المخالف، لكن ما زالت مافيا صيد الزريعة تعمل في الخفاء على حساب الثروة السمكية ليس في دمياط فحسب بل في محافظات عدة، وذلك في سبيل الاستفادة مما يحصلون عليه من أموال، حيث تعد تجارة رابحة بالنسبة للبعض وهو ما يؤدى إلى خفض الإنتاج والتأثير على صيادي الشانشولا والجر، الذين يسعون على أرزاقهم باحثين عن مصدر لقمة عيشهم المتمثل في أسماك تقع في أعماق لا تتجاوز العشرة أمتار هذا ويوجد ما يزيد عن 700 صياد مرخص لهم صيد الزريعة السمكية لصالح المزارع الكائنة ببحيرة المنزلة والمزرعة الحكومية بشطا، فيما حرر عشرات المحاضر ووقف ترخيص نحو 40 لنش صيد قام أصحابها بالصيد المخالف للزريعة السمكية العام الماضي.
مافيا الزريعة في دمياط تستعين بـ"الناضورجية".. ولسان رأس البر مكانهم المفضل
"الوطن" رصدت مجاميع لعدد من صيادي الزريعة السمكية المخالفين في نطاق منطقة اللسان بمدينة رأس البر والذين يقومون بالصيد المخالف ليلا بعيدا عن أعين الجهات المعنية مستخدمين كلوبات للإضاءة، فيما يقوم عدد من الناضورجية التابعين لهم بمراقبة الموقف ونقل أى تحركات ورصدها للقائمين بعملية الصيد بإستخدام الهواتف المحمولة لتحذيرهم لاتخاذ احتياطهم وإخفاء الأدوات المستخدمة في صيد الزريعة.
بدوره يقول ماجد البداوي رئيس شعبة الأسماك بالغرفة التجارية في محافظة دمياط في تصريح لـ"الوطن"، إن القائمين بصيد الزريعة مخالفون ورغم تجريم تلك الأعمال قانونا لكنهم لا يلتزمون، متابعا أنه بعد تشديد العقوبات خلال السنوات الماضية أدى ذلك لتقليص عدد القائمين بتلك الأعمال المجرمة وهو ما ظهر جليا في زيادة الإنتاج من الثروة السمكية، بالإضافة لقيام الدولة بتطهير البحيرات والقنوات الشعاعية وهو ما أدى لزيادة الإنتاج بنحو 30% خلال العامين الماضيين.
وطالب البداوى بتشديد الإجراءات القانونية حيالهم، مشيرا لقيام نحو 90% منهم بالصيد ليلا أنواع مختلفة من الأسماك خلال فترة صيد الزريعة التي تبدأ من شهر أكتوبر حتى شهر يونيو، حيث يتم صيد الزريعة من "الطوبارة - الدنيس - السهيلى - البورى والقطع " وذلك لصالح المفارخ سواء كانت في محافظات "الرطمة بدمياط - بورسعيد - الإسماعيلية وكفر الشيخ" وأصحاب المزارع السمكية في شطا، متابعا أن العقوبات القانونية الموجودة حاليا صارمة ولكن لا بد من تفعيلها على أرض الواقع على كل مذنب يتم ضبطه متلبس بصيد الزريعة المخالف.
وبدوره، يقول عصام البراوى شيخ الصيادين بمدينة عزبة البرج، إن صيد الزريعة لا يؤثر على مراكب الصيد الكبيرة، حيث يتم صيد زريعة أسماك الطوبارة وبورى دنيس والقاروص، وهو ما يؤثر على صيادي الشانشولا وصغار الصيادين وليس أصحاب المراكب الذين يسافرون خارج البلاد، حيث يقوم هؤلاء بصيده لصالح مزارع السمك، ويستكمل دورته في المزرعة ولا يتكاثر ويموت منه كمية كبيرة اثناء عملية نقله بالمزرعة، متابعا أن السمكة الواحدة من الزريعة تبخ آلالاف الأسماك كـ"الدنيس" الواحد يتكاثر منه 3000 سمكة، حال عدم صيد الزريعة الذى يتسبب في تدمر الثروة السمكية.
ووفقا لمصدر بهيئة الثروة السمكية في دمياط قال لـ"الوطن"، إن صيد الزريعة يبدأ منذ شهر أكتوبر حتى أبريل ويتم فتح باب التقديم في شهر أغسطس لمجاميع مع الالتزام بالشروط التالية المتمثلة في أن "يكون الصياد من ذات المحافظة ومعه مركب مرخص وفيش وتشبيه وبطاقة صيد" ومتاح لهم الصيد بمناطق عزبة البرج الساحل والجربي وجمصة ونمرة 6 بدمياط الجديدة، حيث يتم الصيد صباحا مع اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين بتحرير محاضر ضدهم وفي حال ضبط مخالفين بيتم سحب الترخيص.
ووفقا للمصدر هؤلاء يصطادون "البورى، الطوبارة، الدنيس والقاروص" والبعض يصطاد أمهات الأسماك المسؤولة عن إنتاج الزريعة وفي حال تم اصطيادها بتنقل للمزارع وبعد مرور عامين تكبر الأسماك ولا تفرغ داخل المزرعة وتباع ببطروخها، متابعا أن المفرخات البحرية لأسماك الدنيس والقاروص "في الإسكندرية والإسماعيلية" ولا يوجد مفرخات تنتج بورى، حيث يتم أخذ السمك المبطرخ ويحقن صناعيا وبعد ذلك تنتج زريعة صغيرة وفي حال صيد الزريعة يؤثر ذلك بالسلب على الإنتاج السمكى ويقلله أما في حالة تم الاصطياد من قبل الجهات المختصة فالتصاريح بيتم منحها من الثروة السمكية لصيد الزريعة دون المفرخات.
ووفقا لمصدر بمباحث المسطحات المائية رفض ذكر اسمه، يقول لـ"الوطن": نتعامل مع بلاغات صيد الزريعة بكل جدية ونتعامل مع البلاغ فور تلقيه وحال ضبط أي من هؤلاء تتخذ الإجراءات القانونية ضده، حيث يسدد المتهم الغرامة وللأسف يعود لتكرار نفس الجريمة دون فائدة.
وبدوره يقول المهندس محمد طلعت رئيس قسم الزريعة بهيئة الثروة السمكية في دمياط، في تصريح لـ"الوطن"، إن هناك أنواعا عدة للزريعة السمكية مثل "الدنيس - القاروص - الجمبري" في دمياط أما البلطى فالمفرخات الخاصة به توجد في محافظتي "الدقهلية وكفر الشيخ"، مضيفا أن لدينا ترخيصا لـ780 صيادا مقسمين لمجموعات تتراوح المجموعة الواحدة من 8-15 صيادا ويصدر الترخيص لأسماك البورى والطوبار فقط لدينا، ويتم تسليم الإنتاج لهيئة الثروة السمكية، أما المخالفون فيتم ضبطهم من قبل الجهات المعنية، حيث تتمثل المخالفة دائما في الصيد بدون تصريح ودورنا كهيئة ثروة سمكية يتمثل في الإشراف على هؤلاء الصيادين وإبلاغ شرطة المسطحات المائية والمخابرات الحربية لإتخاذ اللازمة وتحرير محاضر للمخالفين.
وأضاف طلعت قائلا: يقوم صيادو الزريعة السمكية المرخص لهم بالصيد بإستخدام الغزل وحسك، أما غير المرخصين فدائما ما يستخدمون الفلوكة وكلوبات الكهرباء، متابعا أن مفرخات أسماك البلطى توجد في الشرقية والدقهلية، حيث لا يوجد لدينا مفرخات له لحاجته لمياه حلوة ومياه دمياط مالحة، مضيفا أنه لا يتم تفريخ أسماك البورى والطوبار لعدم الجدوى الاقتصادية منه، أما الدنيس والقاروص فيتم تفريخه من خلال محطات تفريخ تتبع الهيئة في الكيلو 21 بمحافظة الإسكندرية ودائما ما يتم وضعه في مزرعة الحكومية والمزارع المرخصة المؤجرة لصيادين ببحيرة المنزلة.
وأعلن المهندس عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة السابق، في يوليو 2019، استزراع نحو 400 وحدة زريعة أسماك المبروك العادي لفدان الأرز، وذلك في إطار الاستزراع التكاملي وتنمية البحيرات والمسطحات المائية ونهر النيل بأسماك البلطي والمبروك بأنواعه "عادي – فضي – حشائش" لزيادة المخزون السمكي والمقاومة البيولوجية وتطهير المجرى المائي للمسطحات المائية من الحشائش، وإنتاج ما يقرب من 180 مليون وحدة زريعة لاستغلالها في تنمية البحيرات والمسطحات المائية وأيضاً إمداد المزارع السمكية باحتياجاتها، مع استغلال المساحات الشاسعة ببعض المفرخات لإنتاج أسماك مائدة "بلطي – عائلة بورية – مبروك" بمعدل 120 طن تصدير لدول الأردن والكويت مع إنتاج 5 ملايين وحدة زريعة وقاروص من المفرخ البحري الكيلو 21 بالإسكندرية، وتسليم 700 ألف وحدة زريعة قاروص لمزارع القوات المسلحة وكذلك البيع للمزارع الخاصة.