تأثرا بإنقاذ أب لابنته من القطار.. رسام "سوبر بابا": نفذتها في 5 دقائق

08:47 م | الاثنين 27 يناير 2020

تفر من بين يدي أبيها، تسرع في خطواتها الصغيرة لتخونها المسافات وتسقط على قضبان السكك الحديد وقت مرور قطار بضائع، فيهرول الأب قافزًا محتضنًا ابنته دون أن يمنح عقله وقتا للتفكير، قادته فطرته لحماية الصغيرة، لتنقذهما العناية الألهية بمرور القطار إلى جوارهما دون إصابتهما بسوء، ليترجم مخرج الرسوم المتحركة ذلك المشهد الواقعي في رسمة استبدلت بالأب شخصية من الأبطال الخارقين في السينما العالمية "سوبر مان"، ليتشاركها الآلاف على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" قبل مرور ساعة من طرحها.

"سوبر بابا"، العبارة التي دوّنها حمدي أحمد، رسام الكاريكاتير ومخرج رسوم متحركة، في رسمته التي ظهر فيها "سوبر مان" محتضنًا فتاة وجوارهما عجلات القطار الذي يسير في طريقه، ليقول، في حديثه لـ"الوطن"، إنه رسمها اليوم فور مشاهدته لفيديو الواقعة التي جرت في محطة قطار الإسماعيلية "حسيتها بالشكل ده بدون أي تفكير" ليضيف أن كل أب بفطرته داخله شخص "سوبر" فعلا بإمكانه فعل المستحيل طالما الأمر متعلق بسلامة أولاده وأسرته "ولو فيه كاميرا في كل بيت هنلاقي مواقف من الأب تخليه يستحق لقب سوبر بابا في كل مكان وزمان".

5 دقائق هي المدة التي استغرقها حمدي لتنفيذ رسمته مستخدمًا "تابلت الرسم على الكمبيوتر مباشرة".

ما يخرج من القلب يخترق القلوب، ذلك ما استخلصه حمدي بعد انتشار رسوماته بشكل كبير لم يتخيله على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بخاصة المرتبطة بأحداث كبرى كالانتحار مثل ما تتعرض له غزة من اعتداءات من جيش الاحتلال ووفاة الكاتب والروائي أحمد خالد توفيق في أبريل 2018.

وكان مصدر أمني بالإسماعيلية روى تفاصيل وكواليس الفيديو المتداول لأب ألقى بنفسه على قضبان السكك الحديدية لإنقاذ ابنته واحتضانها أثناء قدوم القطار.

وقال المصدر إن الأب كان ينتظر القطار القادم من القاهرة وهو قطار الدرجة الثالثة "إكسبريس"، وأنه عبر أرصفة المحطة بعيدا عن استخدام النفق المخصص للمشاة، وذلك في مخالفة واضحة تستوجب تحرير محضر.

وشرح المصدر أنه لم يتم تحرير محضر رغم المخالفة بسبب الحالة التي كان عليها الأب هو وابنته، وأن الأب أيضا رفض اتخاذ أي إجراء. وتابع المصدر: الراكب حاول المرور أثناء تحرك قطار بضائع قادما من بورسعيد، وكان يحاول العبور من بين العربات، وفجأة هرولت ابنته مسرعة أسفل الرصيف فألقى بجسده عليها واحتضنها حتى مر القطار في أمان ودون وقوع إصابات به أو بابنته.