ندوة لحفيدة مانديلا بمعرض الكتاب: جنوب أفريقيا ما زالت تسعى للحرية

كتب: دينا عبدالخالق

ندوة لحفيدة مانديلا بمعرض الكتاب: جنوب أفريقيا ما زالت تسعى للحرية

ندوة لحفيدة مانديلا بمعرض الكتاب: جنوب أفريقيا ما زالت تسعى للحرية

احتضنت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة لنادليكا مانديلا، حفيدة الرئيس الجنوب أفريقي الأسبق نيلسون مانديلا، من خلال محور اللقاء الفكرى، حيث يدير اللقاء الدكتور أيمن بكر، وبحضور العديد من زائري المعرض، بالإضافة لأحد مترجمي لغة الإشارة.

وأبدت نادليكا مانديلا سعادتها الشديدة بالمشاركة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب وزيارة مصر تحديدا المميزة لها، وأضافت أنها حفيدة نيلسون مانديلا هو بمثابة سلاح ذو حدين، الأول شرفها وسعادتها بأن تكون من نسله وعائلته، بينما الجانب الآخر هو أن الجميع يتقرب لها ويعرفها بأنها حفيدة مانديلا فقط وليس لذاتها، مشيرة إلى أنها قضت 25 عاما من عمرها دون جدها، حيث قضى 27 عاما بالسجن وبعيدة أيضا عن والدتها، ولذلك كان الأمر صعبا بشدة.

وتناولت "نادليكا" جانبا من كتابها "أنا نادليكا أكثر مني مانديلا"، الصادر حديثا، الذي تحدثت فيه عن حياتها ورؤيتها للمستقبل وأساس نهوض الدول من خلال الاهتمام بالصحة والتعليم، وتابعت نادليكا أن جدتها أفلين هي صاحبة الدور الأكبر بحياتها وتحملت المسؤولية كاملة، حيث علمتها العمل بجدية وهي السبب فيما هي عليه الآن، ومساعدتها في التعرف أكثر عن نفسها وشخصيتها، رغم كونها كانت تنتمي لإحدى الجماعات الدينية المتشددة والذي فرض صرامة على حياتها.

وأشارت إلى أنها مرت في حياتها بفترات صعبة وسهلة، بعضها مؤلم، منها لقاء جدها الأسطورة التي طالما سمعت عنه فقط لأول مرة، بينما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، وهو ما سبب لها منحنى نفسيا ضخما بحياتها، حيث رأته خلف الزجاج في جزيرة روبن، ثم لقائها به وجها لوجه لأول مرة أيضا في سجن آخر ليحتضنها لفترة طويلة بدت كالدهر بالنسبة بهاء وهو ما سبب لها أزمات عاطفية بحياتها.

وبعد عملها لفترة طويلة كممرضة، غيرت مسار حياتها لتكون ناشطة اجتماعية وسياسية، لإيمانها بدورها ووظيفتها في الحياة، لأنها دخلت مدرسة داخلية وكان لها تجربة قاسية جدا، في وقت كان فيه مشاكل كبيرة بالمجتمع في التعليم ووضع المرأة السوداء، مشيرة إلى أنها حملت رسائل مهمة تعلمتها من مانديلا، هي الاهتمام بالتعليم والصحة لأنهما سبيلا رفعة أي دولة.

وأوضحت أنها تتولى أيضا حملات ضد العنف الجنسي والجسدي، وكشفت أنها تعرضت للاغتصاب من شريكها بالسكن وهي شابة، والمحقق حاول أن يحملها مسؤولية الاغتصاب كونها امرأة، وكانت حريصة لنقل تجربتها لتشجيع الآخرين على تجاوز الأزمة، ولتكون صوت الكثير من النساء اللاتي تعرضن للعنف أيضا.

كما لفتت نادليكا إلى أنها الوحيدة من أسرة مانديلا التي عارضت الرئيس زوما وطالبته بالتنحي، لأنه بذلك الوقت كانت توجد مشكلتان كبيرتان، أولهما فضيحة وفاة عدد كبير من المرضى العقليين بسبب الإهمال، والأخرى لوجود عقود غير قانونية بين السياسيين والحكومة، ما يعني الفساد بالدولة.

وأردفت أن المرأة السوداء بجنوب أفريقيا واجهت تحديات عديدة، وتبذل جهدا ضخما حتى تحصل على حقوقها، مشيرة إلى أن في رأيها الحياة عبارة عن طريق به هدنة لاستكمال النضال والصراع لتحمل المسؤوليات لاحقا، حيث إن لديها مسؤولية لدعم التعليم والصحة وصيانة القيادات بالمستقبل وفيما يخص الوضع بجنوب أفريقيا، ما زال حديث النشء، حيث إن تجربة الحكم وليدة الآن، كونها تم تحريها منذ 26 عاما، فهي ليست جاهزة بشكل كامل للديمقراطية الآن ولكن ستكون بعد 3 أو 4 أجيال، حيث ما زالت تحارب من أجل الحرية، ويوجد حوالي 40% عاطلين ولكن بات يوجد حاليا تطور من خلال تحسين المياه، والبعض بات يمتلك منازل، ولكن الحرية تحتاج لمحاربة الفساد أولا.

ومن ناحيته، أوضح مدير الندوة الدكتور أيمن بكر، أن كتاب نادليكت ممتع بشكل كبير، فهو أقرب إلى كونه سيرة ذاتية بطريقة سردية مميزة.


مواضيع متعلقة