سيرا على خطى أردوغان.. الإخوان تبدأ مرحلة المرتزقة والخلايا العنقودية

سيرا على خطى أردوغان.. الإخوان تبدأ مرحلة المرتزقة والخلايا العنقودية
أسلوب جديد لجأت إليه جماعة الإخوان الإرهابية في عملياتها، حيث يرى خبراء أن الخلية التي ألقي القبض عليها، أمس، تعمل وفقًا لنظام الخلايا العنقودية، وليس التنظيمية كما اعتادت الجماعة منذ عشرات السنوات، كما أن الجماعة أصبحت تسير على درب سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في استخدام المرتزقة لتنفيذ عملياته وتحقيق أغراضه دون الظهور في واجهة الصورة.
وأكد الخبراء لـ"الوطن"، أن تركيا التي تمول وتدعم جماعات وميليشيات مسلحة في دول عديدة على رأسها سوريا ولبنان، أصبحت تفرض سياستها وأسلوب عملها على جماعة الإخوان الإرهابية، مقابل الدعم والتمويل.
واعترف الإخواني أحمد الشرقاوي، أحد العناصر الإرهابية الذين ألقي القبض عليهم، اليوم، أمام أجهزة الأمن باستقطاب عناصر خارج جماعة الإخوان لتنفيذ عمليات إرهابية، وهو ما يظهر أسلوب جديد للجماعة الإرهابية، تمثل في استخدام عناصر ليست منتمية للتنظيم، وقال الشرقاوي في اعترافاته: "كنا حريصين على استقطاب شباب بعيدين عن جماعة الإخوان، وفي حال فشل الحركة يكون الإخوان بعيدا عن الصورة، ولا تحدث لهم أي مشكلات".
وقال في اعترافاته إنّه عضو في جماعة الإخوان، وتلقى تكليفا هو وزملاءه من الإخوان في تركيا، بالانضمام لما يسمى بـ"الحركة الشعبية"، وأن يشرف هو على عمليات التدريب بها، متابعا: "انضممنا بالفعل للحركة، وتواصلنا مع تامر جمال الجوكر الهارب خارج مصر، وتم تكليفنا باستقطاب الشباب"، مضيفًا أنّه كان يستقطب الشباب الذي لا يمتلك وعيا بما يحدق في مصر، وإقناعهم بأنّ حالات الانتحار في مصر تحدث بسبب الحالة الاقتصادية.
عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، قال إن جماعة الإخوان الإرهابية غيرت استراتيجيتها وأساليبها، حيث انتقلت من أسلوب الخلايا التنظيمية إلى الخلايا العنقودية، وهي خلايا يكون بها مسؤول مالي وتجنيد وتواصل، وهي خلايا غير متصلة ببعضها البعض، وتتحرك بدون إطار تنظيمي، لكنها تتلقى التعليمات من الإدارة بشكل مباشر.
وأضاف فاروق لـ"الوطن"، أن تلك الخلايا تعمل على استقطاب وتجنيد مجموعة من الشباب المرتبط بهم ومتعاطف معهم ويسير في شكل دوائر في نفس اتجاه الجماعة، بهدف خلق توتر في الشارع عن طريق توظيف عناصر لتحقيق أغراضهم دون الكشف عن انتمائهم للجماعة الإرهابية، وآخرين يتم إقناعهم وتجنيدهم لتنفيذ مخططات الجماعة.
وتابع أن خلية اليوم بالإضافة لخلية الأناضول التي تم القبض عليها منذ أيام، تكشف تغير استراتيجية الإخوان للخلايا العنقودية والعمل عن بعد، واستمرار عملية تحويل الأموال لهم من الخارج، وانتقال عملية التجنيد والاستقطاب من الواقع الجغرافي للواقع الافتراضي، ضمن فكرة الجهاد الإلكتروني وهو نطاق أوسع وأكبر وأخطر، ولابد من مواجهته بالوعي.
من جانبه، أكد محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية والشأن التركي، أن استخدام الجماعة الإرهابية لمجموعة من الشباب من خارج التنظيم لتحقيق أغراضهم وتنفيذ عملياتهم، أسلوب له علاقة مباشرة بتركيا، وهو ما تؤكده التسريبات التي خرجت في الأيام الماضية للمقاول الهارب والإخوان الهاربين في تركيا حول تمويل مجموعات لإحداث توتر وفوضى في مصر.
وأضاف الديهي لـ"الوطن"، أن تركيا بدأت تفرض أجندة وأسلوب خاص بهم على الجماعة مقابل التمويل والدعم، وهو التكنيك الذي يشبه ما يقوم به أردوغان في دعم الميليشيات والجماعات المسلحة في عدة دول مثل سوريا وليبيا، وذلك لتحقيق أغراضه ومصالحه وأهدافه.
وأشار كذلك إلى أن تغيير الجماعة لأسلوبها العتيق والقديم وفقًا لما تريده تركيا وأردوغان، يتوافق مع سياساته، التي يحب أن يفعل ما يريد عن طريق المرتزقة، دون أن يتورط في الأمر، وهو ما ترغب فيه الجماعة أمام المجتمع الدولي وإظهار ما يقومون به على أنه غضب شعبي وليس لهم علاقة به.