أستاذ قانون جنائى: معظم جرائم الاغتصاب يرتكبها أطفال

كتب: حوار: أسماء زايد

أستاذ قانون جنائى: معظم جرائم الاغتصاب يرتكبها أطفال

أستاذ قانون جنائى: معظم جرائم الاغتصاب يرتكبها أطفال

قالت الدكتورة فادية أبوشهبة، أستاذ القانون الجنائى بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية، إن معظم جرائم الاغتصاب يرتكبها أطفال عمرهم لا يتجاوز 17 عاماً، لافتة إلى أن ذلك يرجع لوجود خلل فى واجبات الأسرة الوظيفية والتنشئة الدينية والأخلاقية، تقود إلى انتشار الجريمة.. وإلى نص الحوار:

د. فادية أبوشهبة: جرائم الثأر فى الصعيد يرتكبها صبية أقل من 18 عاماً

ما تعقيبك على انتشار جرائم المراهقين مؤخراً؟ وما موقف قانون العقوبات من هذه الفئة؟

- بمفهوم قانون الطفل 26 لعام 2008، بالنسبة الطفل الأقل من 18 سنة بيوم، فإنه لو ارتكب طفل عمره 15 عاماً جريمة، لا يتم الحكم عليه بجزاء أو عقوبة جنائية، ولكن يتم اتخاذ تدابير احترازية، ويحكم بإيداعه إحدى مؤسسات دور رعاية الأحداث فى مصر، ومن سن 15 إلى 18 عاماً يتم وضع جزاء جنائى، وأقصى عقوبة لهذه الفئة العمرية هى 15 سنة سجناً، فى الجنايات الكبرى مثل «القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، سرقة بالإكراه، الضرب الذى يفضى إلى موت، الضرب الذى يحدث عاهة مستديمة، الحريق العمد»، ولو ارتكب شخص فى الفئة العمرية من 15 إلى 18 عاماً، يخضع للجنايات، ولو جنحة يتم حبسه، ويوضع فى مؤسسات عقابية خاصة، ولا يوضع الحدث فى السجون العمومية الكبرى.

ما أبرز الجرائم التى ترتكبها هذه الفئات وفقاً للدراسات التى أجراها مركز البحوث الجنائية؟

- من خلال دراستنا للعديد من الظواهر الإجرامية، وإشرافى على العديد من البحوث التى تمس الجريمة فى المجتمع، وجدت أن الفئة العمرية الأقل من 18 عاماً، قد تقوم بارتكاب جرائم الاغتصاب، التى تعد جناية وقتل المجنى عليها، خوفاً من الفضيحة، وتشير الإحصائيات إلى أن معظم جرائم الاغتصاب يرتكبها أطفال عمرهم لا يتجاوز 17 عاماً، وقد أجريت بحثاً عن سرقة السيارات فى مصر عقب الثورة، ووجدت أن نسبة كبيرة من سارقى السيارات كانوا أطفالاً فى نظر القانون، واستغلال الأطفال فى مصر، بالإضافة إلى جرائم ترويج المخدرات وتوزيعها على المراهقين بالمدارس واستغلال من هم دون الـ18 عاماً، والجامعات، ونقل شنط مخدرات من مكان لآخر، وجنايات القتل العمد للأخذ بالثأر فى الصعيد «قنا، سوهاج، أسيوط»، لأن أقصى عقوبة 15 عاماً، وليست إعداماً.

جلوس الصبية في المقاهى وتدخينهم الشيشة ومشاهدة أفلام البلطجة أبرز الأسباب

وما الأسباب الاجتماعية لانتشار الجرائم بين هذه الفئة العمرية؟

- الأسرة هى الأساس، فعند وجود خلل فى واجبات الأسرة الوظيفية، وخلل فى التنشئة الدينية والأخلاقية، يقود ذلك كله لانتشار الجريمة، وكذلك ارتفاع نسب الأمية بين الآباء والأمهات، وعدم وجود رقابة على الأبناء، من عوامل انحراف الأطفال، وتؤدى بشكل غير مباشر لانتشار ظاهرة تعاطى المخدرات بين الشباب والأطفال، وارتكاب الجرائم نتيجة التأثر بالمخدرات، أو ارتكاب الجريمة من أجل الحصول على المال لشراء المخدرات، والتسرب من التعليم والجلوس على المقاهى ومشاهدة الأفلام الإباحية وأفلام العنف والجريمة، وقد دعوت لإغلاق المقاهى فى مصر بعد الساعة 8 مساء، لوقف استقبال طلاب متسربين من مدارسهم صباحاً، فانحرافات الأطفال وتدخينهم الشيشة والسجائر أصبحت على الملأ، وعلى رؤساء الأحياء اتخاذ إجراءات رادعة ضد تلك المقاهى.

من وجهة نظرك هل وسائل الإعلام لعبت دوراً فى انتشار الجريمة بين المراهقين؟

- «الأسطورة» و«نمبر وان» ظواهر فنية لكنها فى نفس الوقت بسبب طابعها العنيف أصبحت أحد أسباب انتشار البلطجة بين الفئة العمرية التى لا تتعدى 18 عاماً، وفئة كبيرة من الشباب تقلد هذه الظواهر وتعتبر تصرفاتها قدوة مثل الإمساك بالساطور، والسنج والمطاوى، وكذلك يقلد الأطفال طريقة لبسه وتسريحة شعره، وأفعاله، ويتشاجرون معاً فى الشوارع، وفى ذهنهم أنهم يقلدون بطلاً، وهنا لا بد من المطالبة برقابة مشددة على جميع المصنفات التى يبثها التليفزيون الذى يدخل كل منزل فى مصر، ويخاطب جميع المستويات، ومواقع التواصل الاجتماعى التى تبث سموماً خطيرة لهذه الفئة العمرية الخطيرة، ويجب أن تكون الرقابة رسمية من الدولة بالإضافة إلى رقابة أسرية، عن طريق الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعى للمراهقين والفتيات خصوصاً.


مواضيع متعلقة