عملية جراحية تنقذ فتاة من مرض جعلها تبدو كعجوز في الستين من العمر

كتب: شريف محمد فريد

عملية جراحية تنقذ فتاة من مرض جعلها تبدو كعجوز في الستين من العمر

عملية جراحية تنقذ فتاة من مرض جعلها تبدو كعجوز في الستين من العمر

انهمرت دموع فتاة صينية في الخامسة عشرة من عمرها، تعاني من حالة مرضية نادرة جعلتها تبدو كامرأة مسنة، بعد رؤيتها لمظهرها الجديد الأكثر شبابا، والذي سيغير حياتها للأفضل وسيخلصها من التنمر الذي طاردها طوال حياتها.

تستعد الفتاة الصينية "زياو فينج" لاستكمال حياتها بوجه جديد، يحمل ملامح تعبر عن سنها الصغيرة، بعد خضوعها لعملية جراحية تجميلية، الشهر الماضي، استغرقت سبعة ساعات ونصف، وشارك فيها 10 جراحين تجميليين و3 أطباء تخدير و5 ممرضات، وفقا لما نقلته صحيفة (Daily Mail) الإنجليزية.

تمت العملية بعد أن جمع المتبرعون مبلغ 20 ألف جنيه استرليني، لكن التكلفة النهائية للعملية الجراحية والعناية الطبية المقدمة من المستشفى بلغت أكثر من 500 ألف يوان صيني، حوالي 56 ألف جنيه إسترليني، لتقوم المستشفى في النهاية، بدافع مساعدة الفتاة على بداية حياة جديدة، بإلغاء كل الفواتير والمبالغ المطلوبة من "زياو"، لتتمكن الفتاة من الالتحاق بالجامعة وتغطية نفقات معيشتها الخاصة.

أزال الأطباء أثناء العملية كمية كبيرة من الطبقات الجلد الزائدة، المسؤولة عن التجاعيد الكثيرة التي كانت ظاهرة بوجه "زياو"، إضافة إلى تعديلهم لشكل الأنف والفم والذقن والحواجب، وأعاد الجراحون أيضا بناء وتركيب شبكة الأربطة التي تغطي وجه "زياو"، لكي تتماشى مع الحجم والشكل الجديد للوجه، وذلك في عملية وصفتها مديرة المستشفى بأنها واحدة من أصعب وأنجح عمليات التجميل في لعالم.

التجاعيد الكثيفة التي كانت تغطي وجه "زياو" منذ طفولتها تعتبر أحد لأعارض الرئيسية لحالة مرضية تسمى (Progeria)، الشيخوخة المبكرة أو الشياخ، تحدث نتيجة لخلل جيني نادر، وتعتبر من الحالات المرية شديدة الندرة، إذ لا تصيب إلا واحدا من كل 8 ملايين مولود.

بعد النجاح الكامل للعملية، تعافي "زياو" بشكل تام، عقدت المستشفى مؤتمرا إعلاميا بمدينة "شيناينج"، عاصمة إقليم "لياونينج" الصيني، قدمت فيه الفتاة في مظهرها الجديد للعالم، لتنفجر الفتاة ووالداها في بكاء حار، حيث إن الأطباء لم يسمحوا لـ "زياو" أو لأي فرد من أهلها برؤية نتيجة العملية، رغبة مهم في جعلها مفاجئة كبيرة وسعيدة للفتاة وأسرتها كذلك، وليس للإعلام فقط.

بدأ والدا "زياو" في ملاحظة حالة الغريبة لابنتهما عندما تمت السنة الأولى من عمرها، حيث بدأ جلد وجهها وباقي أجزاء جسدها في التجعد، ما جعل الوالدين يتأكدان من إصابة ابنتهما بنفس المرض الذي تحمله الأم، إلا أنهما لم يستطيعا فعل شيء لها، نظرا لكونهما من المزارعين الفقراء، واستمرت حالة الفتاة في التدهور، حتى أصبحت تبدو كعجوز في الستين وهي ما زالت في ريعان شبابها، ولتأخذ الفتاة قرارها النهائي بعدم استكمال دراستها المدرسية، والبقاء في المنزل.

الفتاة "زياو" ليست هي الوحيدة في أسرتها التي تعاني من هذا المرض والخلل الجيني، فأمها أيضا ولدت بنفس المرض وتعاني من نفس الأعراض، إلا أن مديرة مستشفى "شينيانج لجراحات التجميل"، التي أجريت بها العملية الجراحية، قالت إن حالة الفتاة وأمها تعتبر من الحالات البسيطة نسبيا، لأن حالة الشيخوخة لديهم أثرت على الجلد والمظهر الخارجي فقط، ولم تمتد إلى أنسجة وأعضاء الجسم الداخلية، مثلما يحدث لدى الكثير من المصابين بهذا المرض.


مواضيع متعلقة