قبائل ليبيا.. مراكز القوى الحقيقية و"رمانة الميزان" في البادية

كتب: محمد حسن عامر

قبائل ليبيا.. مراكز القوى الحقيقية و"رمانة الميزان" في البادية

قبائل ليبيا.. مراكز القوى الحقيقية و"رمانة الميزان" في البادية

تمثل القبائل العربية فى الأراضى الليبية مراكز القوى الحقيقية التى يستند إليها أى حكم شرعى يصل للسلطة فى الجماهيرية مترامية الأطراف، وتمثل كذلك «رمانة الميزان» للسيطرة على مناطق البادية.

وتعد قبيلة المغاربة فى الشرق الليبى واحدة من أبرز القبائل فى منطقة «إجدابيا» والشرق الليبى عموماً، وتنحدر بالأساس من أرض الحجاز وتنتسب إلى قبيلتى «بنى عامر وبنى سليم»، من بين ما حسب على قبيلة المغاربة أن أبناء القبيلة شاركوا فى السيطرة على الموانئ النفطية فى منطقة الهلال النفطى عام 2013، إلا أن شيخ القبيلة صالح الأطيوش، الملقب بـ«الباشا»، تدخل وتعهد بإعادة فتح الموانئ النفطية، مؤكداً أن القوة التى تسمى حرس المنشآت النفطية لا تعبر عن قبيلة المغاربة وإنما تشكل تجمعاً من عدة قبائل وإن كان لأبناء قبيلة المغاربة العدد الأكبر. ولمح فى الوقت ذاته «الأطيوش» إلى بعض المطالب التنموية بخصوص مدينة «إجدابيا». وتزعم وقتها حرس المنشآت النفطية إبراهيم الجضران المغربى الذى قاد حراكاً لاحقاً لإنشاء كيان فيدرالى تحت مسمى «برقة» نسبة إلى إقليم «برقة» وترأس هو ما يعرف بالمكتب السياسى لإقليم برقة. وفى الوقت الحالى فإن غالبية أبناء قبيلة المغاربة داعمة للجيش الوطنى الليبى، ويمكن القول إنها أكثر القبائل وأهمها من حيث الدعم المقدم للجيش الوطنى، ولها امتداد وانتشار فى الأراضى المصرية.

"المغاربة والعبيدات والعواقير" تسيطر على شرق البلاد ولها تاريخ وطنى كبير وداعمة للجيش الوطنى.. وبعضها له امتدادات داخل مصر وتونس

وتأتى أيضاً قبيلة «العبيدات» كواحدة من أهم القبائل فى الشرق الليبى إن لم تكن الأكبر وتوجد فى مناطق بنغازى وطبرق والبيضاء والجبل الأخضر والقبة بل وتمتد إلى مناطق داخل مصر كمطروح والإسكندرية. وتنحدر قبيلة العبيدات أيضاً من بلاد الحجاز وتنقسم إلى عدد من البيوت والعائلات. أما قبيلة «البراعصة» فهى واحدة أيضاً من أهم القبائل العربية فى منطقة الشرق الليبى وتحديداً منطقة الجبل الأخضر ولها امتدادها فى مصر وكذلك فى تونس، وقد ساندت القبيلة بقوة تحرك الجيش الوطنى الليبى فى انطلاقه عام 2014.

"البراعصة" تتمركز فى منطقة الجبل الأخضر.. وصاحبة دور أساسى فى مقاومة الغزو الإيطالى وحماية "عمر المختار"

ولقبيلة «البراعصة» تاريخ طويل، إذ يعود خروجها من شبه الجزيرة العربية قديماً إلى صراعهم مع الأتراك فى إطار الصراع بين الأشراف والأتراك قديماً، كما لعبت دوراً أساسياً فى ليبيا فى مقاومة الغزو الإيطالى وتوفير الحماية للزعيم الليبى عمر المختار، وكانت تحظى القبيلة بكثير من المناصب الهامة فى الدولة، خصوصاً منصب رئيس الوزراء، كما تنتمى صفية فركاش زوجة الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى إلى تلك القبيلة، وقد احتفلت القبيلة عام 2014 بتسليم قاعدة «الأبرق» الجوية إلى قائد الجيش الليبى الحالى المشير خليفة حفتر.

وفى الشرق الليبى تشكل قبيلة «العواقير» النواة الأولى للجيش الوطنى الليبى، ولديهم نفوذهم خصوصاً فى مدينة «بنغازى»، لكن كان من العلامات البارزة خروج أحد أبناء القبيلة وهو المهدى البرغثى عنها وانضمامه لحكومة فايز السراج، إذ شغل منصب وزير الدفاع من قبل فى تلك الحكومة.

قبائل "غرب ليبيا" منقسمة بين تأييد الجيش الليبى وحكومة السراج "غير الشرعية"

وفى الوقت الذى يعد السواد الأعظم من القبائل المتمركزة فى الشرق الليبى داعمة للجيش الوطنى الليبى، فإن معظم الغرب الليبى داعم لحكومة الوفاق «غير الشرعية» برئاسة فايز السراج، وهناك نحو 5 قبائل فى الغرب الليبى هى المسيطرة والمحرك الرئيسى للأحداث فى المنطقة الغربية، ومع اندلاع أحداث 2011 انقسم هؤلاء، فبعضهم دعم العقيد الليبى الراحل معمر القذافى، وبعضهم انضم بقوة للحراك ضده، وكما هو الحال فإن هناك انقساماً داخل تلك القبائل فى مواقفهم حيال الجيش الوطنى وحكومة «السراج».

قبيلة "مصراتة" المكون الأكبر للقوات الداعمة لـ"الوفاق"

وتأتى قبيلة «مصراتة» كأهم القبائل الموجودة فى الغرب الليبى، وهى القبيلة الأكثر ثراء وعدة عسكرية، وفضلاً عن تمركزها فى مدينة «مصراتة»، فإنها توجد فى عدة مدن أخرى، مثل «سرت»، وتعود «مصراتة» إلى قبيلة «هوارة» العربية، إلا أن قسماً من أبناء مدينة «مصراتة» تعود أصولهم إلى الأتراك، خصوصاً أبناء فرق «الانكشارية» الذين قدموا إلى ليبيا وانصهروا فى هذه المدينة مع بعض قبائلها وناسبوهم. وفى الوقت الحالى، فإن قوات «مصراتة» تشكل المكون الأكبر للقوات الداعمة لحكومة «السراج» فى «طرابلس».

وفى الغرب الليبى هناك قبيلة أخرى قوية وهى قبيلة «الزنتان» التى يتركز وجودها بصفة أساسية فى مدينة «الزنتان»، أما قبيلة «ترهونة» فتتركز فى مدينة «ترهونة» على بعد نحو 88 كلم من العاصمة، ويقال إن أبناءها يشكلون نحو ثلث سكان العاصمة «طرابلس»، وليس كل أبناء «ترهونة» مع حكومة «السراج» بل بعضهم داعم للجيش الوطنى الليبى، وقد دخل اللواء السابع مشاة فى مواجهات مع ميليشيات تابعة لـ«طرابلس»، وهو قريب من الجيش الوطنى. وتوجد فى الغرب الليبى كذلك قبيلة «ورفلة» وتتركز بصفة أساسية فى مدينة «بنى وليد» شرق «طرابلس»، ولها انتشارها فى مناطق أخرى فى «سرت» و«بنغازى» و«فزان»، وكانت من القبائل الرئيسية الداعمة لـ«القذافى» من قبل، وشاركت تاريخياً بقوة فى مواجهة الاستعمار الإيطالى.

أما قبيلة «القذاذفة» التى ينتمى إليها الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى، فتنتشر بصفة أساسية فى مدينة «سرت» إلى جانب «سبها» ووسط ليبيا، وعقب الإطاحة بـ«القذافى» شكا أبناء القبيلة مما وصفوه بـ«التطهير» بحقهم ونهب ممتلكاتهم، ومن بين القبائل القوية فى الغرب الليبى «المقارحة» التى تعود أصولها إلى قبائل «بنى سليم»، وكانت لها قوتها فى فترة «القذافى»، يكفى أن آخر مدير للمخابرات فى عهد «القذافى» عبدالله السنوسى كان أحد أبناء هذه القبيلة. وللقبيلة تاريخها المعروف فى ليبيا إذ قاومت بقوة الاحتلال الإيطالى، كما رفضت تاريخياً دفع الضرائب للعثمانيين، ولعبت دوراً رئيسياً فى صد الحملات الإسبانية على «طرابلس» عام 1510 ميلادية.

وفى الجنوب الليبى، فإن أهم القبائل المسيطرة على الجنوب قبائل «أولاد سليمان» و«التبو» و«الطوارق»، وتعد «أولاد سليمان» كبرى القبائل الليبية فى الجنوب وتمتد إلى دولة «تشاد» المجاورة، وتتركز بصفة أساسية فى مدينة «سبها» إلى جانب «المقارحة» و«القذاذفة».

أما قبائل «التبو»، فقد عانوا كثيراً فى فترة «القذافى» حيث جردهم من كثير من حقوقهم بداعى أنهم من أصول تشادية، وقد شاركوا فى القتال ضد قوات «القذافى» حتى سقط بالتحالف مع «الطوارق».


مواضيع متعلقة