يستحمون ببول الأبقار.. حياة قبيلة منداري البدائية بجنوب السودان

كتب: شريف محمد فريد

يستحمون ببول الأبقار.. حياة قبيلة منداري البدائية بجنوب السودان

يستحمون ببول الأبقار.. حياة قبيلة منداري البدائية بجنوب السودان

تشتهر جنوب السودان بأنها واحدة من أكثر دول أفريقيا والعالم احتواء على القبائل البدائية، فهذه الدولة التي تعتبر هي أحدث دول العالم من حيث تاريخ النشأة، تعاني من فقر وجهل شديدين وبنية تحتية محدودة ومتهالكة، ما جعل نسبة كبيرة من السكان بعيدين عن الحياة المتحضرة الحديثة، ومن بين أشهر القبائل البدائية بجنوب السودان، تتميز قبيلة "منداري" Mundari بأسلوب حياة مثير للاهتمام.

قضى المصور الألماني "ماريو جيرث" ثلاثة أشهر بين أفراد قبال منداري، حيث عاش معهم بشكل يومي وتابع عاداتهم وتقاليدهم، وخلال فترة حياته معهم، التقط "ماريو" مجموعة من الصور التي توثق مجتمعهم وطريقة معيشتهم، التي اشتهرت دائما باعتمادها بشكل أساسي على الأبقار، كوسيلة للتعامل التجاري ورفيق للحياة يحرم قتله أو التهام لحومه، بسبب أهميته الشديدة، وفقا لما نشرته صحيفة (Daily Mail) الإنجليزية.

تنتمي قبيلة منداري لمجموعة العرق القبائل النيلية، التي تسكن منطقة الساحل ومناطق الغابات في جنوب السودان وكينيا وأوغندا وتنزانيا وإثيوبيا، وإن كانت قبيلة منداري تتمركز حول نهر النيل بجنوب السودان بشكل أساسي، شمال العاصمة جوبا، ويقوم مجتمعهم بشكل كامل على الرعي والزراعة.

على مدار التاريخ، امتهن أفراد القبيلة مهنة تربية الماشية والرعي، وتوثقت علاقتهم بحيواناتهم، بحيث أصبحت الماشية تعامل مثل باقي أفراد القبيلة، ويمكن رؤيتها في جميع أنحاء أرض القبيلة، تتجول بحرية بجانب أصدقائها من البشر، الذين يعتبرونها من باقي أفراد أسرتهم، ويعتمدون عليها في العديد من أنشطتهم اليومية.

تخصصت قبيلة منداري في تربية الأبقار من سلالة "أنكولي واتوسي"، التي تتميز بحجمها الكبير وقرونها الضخمة، والتي يمكن أن يتجاوز سعر الواحدة منها 500 دولار، وهذه الأبقار تلعب دورا مهما في التجارة بين أفراد وجماعات القبيلة، اضافة لكونها مصدرا مهما للبن الذي يعد الغذاء الرئيسي في القبيلة، كما أنها من أهم المقتنيات التي يمكن منحها في المهر عند الزواج.

نتيجة للعلاقة الوثيقة بين أفراد القبيلة والأبقار، نجد أن رجال ونساء وأطفال القبيلة تعلموا ألا يشمئزوا من الأبقار أو من أي جزء من أجزاء جسمها، أو حتى فضلاتها من الروث والبول، فالأطفال تعودوا أن يشربوا اللبن من ضرع البقرة مباشرة، بينما يعتبر الاستحمام وغسل الرأس ببول الأبقار من الطقوس المهمة، والتي تساعد على تطهير الجسد من الأمراض، بل إنه يمكن رؤية البعض وهو ينفخ في دبر البقرة، ليستحث إنتاج اللبن في ضرعها، وفقا للمعتقدات التي توارثتها القبيلة عبر الأجيال.

يحمل العديد من الرجل في قبيلة منداري الأسلحة النارية، إلا أن القبيلة معروف عنها أنها لا تميل إلى الحرب أو القتل، والسلاح غرضه الوحيد هو حماية الأبقار الثمينة من الهجمات المحتملة للصوص، الذين زاد عددهم في الأوقات التي تلت انتهاء الحرب واستقلال جنوب السودان، نتيجة لعودة آلاف الرجل من الحرب ورغبتهم في الزواج، وعدم امتلاكهم لأي ابقار يقدمونها كمهر، وتسبب ذلك في محاولة الكثيرين سرقة الأبقار لاستخدامها كمهر للزواج.


مواضيع متعلقة